صفحة الكاتب : مهدي المولى

دعاة العلمانية والمدنية اين نجدهم
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ تحرير العراق في 2003   بدأنا نسمع اصوات هنا وهناك وفي مناسبات معينة تدعي انها علمانية ومدنية  وتدعوا الى تأسيس دولة علمانية مدنية

وعند التدقيق في هذه الاصوات يتضح لك انها عناصر داعشية وهابية صدامية لكنها مصبوغة   باللون العلماني المدني  او انهم لا يعرفون شي عن العلمانية والمدنية لكنهم على حس الطبل خفن يا رجلية

المعروف ان الشعب العراقي بعد التحرير اختار العملية السياسية اختار الديمقراطية التعددية الفكرية والسياسية  الحكم للشعب حكم الدستور والمؤسسات   ورفض حكم الفرد الواحد الحزب الواحد الفئة الواحدة الطائفة الواحدة  اختار الدولة المدنية   وقرر تأسيس دولة تضمن لكل  العراقيين المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

لاول مرة في العراق نرى الحكم لكل العراقيين اي كل العراقيين يحكمون وفق ارادة الشعب الحرة

فكل محافظة تختار من يمثلها وحسب عدد نفوسها وهؤلاء يشكلون البرلمان العراقي  الذي يقوم  بأختيار رئيس الحكومة واعضاء الحكومة ورئيس الجمهورية ويقوم بمراقبة الحكومة ويقيلها اذا  عجزت ويحاسبها اذا قصرت

كما ان كل محافظة تختار اعضاء مجلس محافظة وهذا المجلس يختار  المحافظ والحكومة المحلية لادارة شؤون المحافظة المختلفة

كما ان كل حي من احياء اي محافظة يختار أبناء الحي اعضاء المجلس البلدي ليدير شؤون الادارة المحلية لابناء الحي

ربما هناك من يقول هناك تقصير وعجز هناك فساد وسرقة للمال العام هناك تزوير واستغلال نفوذ  ووصول عناصر غير  ذات كفاءة  بل فاسدة وهذا لا يمكن انكاره ابدا

وهذا دليل واضح على ان الشعب غير مهيأ لهذه الحالة الجديدة التي نشأت بعد تحرير العراق في   2003  وهذا امر طبيعي لا يمكن ان نلوم شعبنا عليه   لا شك ان شعب عاش في ظل العبودية والاستبداد الفردي والتخلف العشائري تحت ظل حكم الفرد الواحد الرأي الواحد الدين الواحد الوف من السنين وفجأة انتقل الى الحرية والديمقراطية  الى التعددية الفكرية والسياسية الى حكم الشعب بكل الوانه واعراقه وتوجهاته الفكرية   من الطبيعي غير قادر على التغيير وملائمة الوضع الجديد  فانه يحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت   ومن الطبيعي جدا ان الشعب سيستخدم سلوك وقيم واخلاقيات العبودية  والعشائرية و البداوة في  الواقع الجديد اي واقع الحرية والديمقراطية  وهذا اكبر خطر على الشعب على الوطن لهذا  سادت الفوضى والفساد والارهاب وسوء الخدمات وكل السلبيات والموبقات  ورغم ذلك اقول صراحة ان العراق دخل بحر الديمقراطية وبدا يتعلم السباحة وسيكون ماهرا ومبدعا في الديمقراطية 

كما علينا ان نعي وندرك ان التغيير الذي حدث في العراق بعد 2003 ليس سهل بل كان انعطافة كبيرة في تاريخ العراق والمنطقة العربية   خاصة بعد ان اختار العراقيون طريق الديمقراطية  وحكم الدستور والمؤسسات الدستورية  فهذا التغيير وهذا الاختيار يشكل خطرا  على انظمة الظلام الوهابي وحكم الفرد الواحد والعائلة الواحدة وفي المقدمة ال سعود وكلابهم الوهابية  لهذا بدأ تعاونا  وتحالفا مع عبيد وخدم صدام وقرروا اسقاط التجربة العراقية او على الاقل افشال العملية السياسية في العراق من خلال نشر الفوضى والحروب والصراعات الطائفية والعرقية والعشائرية

ابتدأ منذ اليوم الاول من التغيير حيث قامت هذه المجموعات بحرق وتدمير مؤسسات الدولة المختلفة ونهب محتوياتها وحرقها

ذبح العراقيين وتدمير العراق بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وقتل المواطنين على الهوية  على يد الكلاب الوهابية المرسلة من قبل ال سعود بالتعاون مع عبيد وخدم صدام الذين فتحوا لهم ابواب بيوتهم وفروج نسائهم

كما تمكنوامن خرق  اجهزة الدولة المختلفة عسكرية ومدنية وفي كل المجالات من القمة الى القاعدة واصبحت لهم الدولى

ونتيجة لكل ذلك تمكنوا من غزو العراق واحتلال ثلث ارضه وكانوا يتوقعون احتلال كل العراق وضمه الى نظام الخلافة الظلامية الوهابية لولا فتوى المرجعية الرشيدة وتشكيل الحشد الشعبي المقدس

السوال اين دعاة العلمانية والمدنية من كل ذلك في حماية العراق والعراقيين في  دعم وترسيخ الديمقراطية والتعددية لم نجد لهم اي اثر اي صوت اي خطة  صوى صرخات هناك وهناك تصب في صالح اعداء   العراق اعداء الديمقراطية والتعددية الفكرية اعداء حكم الشعب وبالضد من مصلحة الشعب

كان المفروض بهم ان يوحدوا انفسهم في تيار في تجمع ان لم نقل  قبل التغيير   وهذا المفروض  بعد التغيير مباشرة ويضعوا خطة وبرنامج ويتحركوا وفق تلك الخطة وذلك البرنامج

كما عليهم ان يتخلوا  عن اسلوب المغامرات ورفض الجميع  وانهم وحدهم في الساحة ومن يرفض يجب طرده بل عليهم الانطلاق من واقع المجتمع والاقرار به ثم العمل على رفع مستواه

 احترام ارادة الشعب مهما كانت النتائج طالما كانت وفق الدستور و التمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية والعمل على احترامها وعدم التجاوز عليها او خرقها مهما كانت وتحت اي ظرف

لهذا على القوى المدنية والعلمانية ان تتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية  وتجعل من نفسها الحامية والمدافعة عنه  وتعتبره من اقدس مقدسات الشعب ولا تسمح لاي جهة مجموعة مهما كانت خرقه او التجاوز عليه تحت اي ذريعة

كما عليها ان ترى في الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية هي الطريق الوحيد لبناء العراق وسعادة الشعب

كما عليها ان تجعل مهمتها الاولى وهدفها الاول هو دعم الديمقراطية وترسيخها واحترام ارادة الشعب  ويكون قربها وبعدها من القوى السياسية من خلال بعد وقرب تلك القوى من الدستور والديمقراطية من خلال احترامها للدستور وتمسكها بالديمقراطية

كما عليها ان تنزل الى المجتمع الى الناس  وتعلمهم قيم واخلاق الديمقراطية لا الاساءة للأخرين والغائهم واتهامهم بكل التهم الجاهزة

هل  هناك علمانيون مدنيون اين هم


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/09



كتابة تعليق لموضوع : دعاة العلمانية والمدنية اين نجدهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net