صفحة الكاتب : ياسر سمير اللامي

الظاهرة الداعشية سرطان سريع الإنتشار
ياسر سمير اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لعبت الحركات الجهادية المتطرفة دورا كبيرا في زعزعة الأمن والسلم الدوليين من خلال تبنيها لأفكار ومتبنيات لا تمت للفكر الإسلامي بصله، ومن نتاج ذلك الفكر إستخدام وسائل العنف كوسيلة لإصلاح الفرد، فثقافة الذبح والقتل والحرق والسبي وتكفير المختلف عنهم في الرأي أو المذهب أو الدين أضحت إحدى متبنياتهم التي يعلنون عنها ويطبقونها في سلوكيات حياتهم اليومية.

ومن خلال تتبع تلك الحركات نجد إنها تفرز حركات أكثر تشددا وسفكا للدماء وترويعا للناس من والدتها الأم، ونتاج ذلك أولد لنا تنظيم داعش من رحم القاعدة التي أحتلت مناطق واسعة من العراق وقتلت وحرقت وسبيت النساء وانتهكت كل حرمات الإنسانية.

إن ظاهرة داعش وما لحقها من وسائل ترويع وتخويف للناس لا تنتهي بمجرد قتل من يحمل السلاح ويدافع عن تلك العقيدة المنحرفة فهو فكر أصبح ينتقل سريعا وبشكل واسع لكل من ذهب عقله وابتعد عن       الوجود الإنساني.

فداعش وفكرها لا ينحصر بالوجود العسكري فقد أصبح عندنا دواعش كثر، ومن أهم تلك الأنواع            المتصلة بالظاهرة الداعشية، دواعش الإعلام، فكل من يستخدم وسائل الإعلام لغرض نشر الإشاعة الكاذبة وإخافة الناس وترويعهم إضافة إلى بث اليأس والقنوط في نفوس الناس من كل أمل من الممكن تحقيقة ينطبق عليه ذلك الوصف، وهذا يمتد لكل وسيلة إعلامية تنتهج ذلك الأسلوب كطريقة عمل لغرض الشهرة وتحقيق أعلى معدلات المشاهدة والمتابعة من قبل الناس، ويضاف لهم كذلك كل من يخرج على تلك الشاشات ويحاول إيصال تلك المعلومات الكاذبة إلى اسماع الناس بهدف تهديم العملية السياسية الجديدة في العراق ومنجزاتها وبث الفزغ والخوف والشك في قلوب الناس وايهامهم بأن كل شي صائرا إلى الدمار والخراب     فهؤلاء يمثلون دواعش السياسة والذي من الواجب الحذر منهم ومن كل كلماتهم المملؤءة بالحقد والضغينة المبطنة.

كما برز لدينا نوع آخر من تلك الظاهرة هم، دواعش الإقتصاد، الذين يحاولون احتكار البضائع ورفع أسعارها وإستغلال كل حدث لغرض تحقيق أكبر منفعة شخصية لهم ومنع كل نهوض ممكن للعجلة الإقتصادية في العراق بل تخريب كل منجز إقتصادي تم تحقيقة أو يراد إنجازه، فالظاهرة الداعشية امتدت لتشمل كذلك كل من يعتاش على المال العام ويأخذ الرشوة ويستغل الناس بأبشع إستغلال إذا ماكانت لديهم حاجة عنده وكل ذلك بهدف إرضاء نفسه الخبيثة العفنة، كما إن تلك الظاهرة السرطانية تلبست بلباس الثقافة وأصبحت أداة يستخدمها من يتلبس بلباس الثقافة ومن خلال ذلك اللباس ينادي بمتبنياتها الفكرية وينشرها بين اوساط المثقفين لكي يتلقفها كل من في نفسه مرض.

فالفكر الداعشي يجب محاربتة وبكافة الوسائل والطرق فهو سرطان ينتشر ويحاول الوصول لكل ميدان من ميادين الحياة فإذا ما تحقق النصر العسكري يجب أن نعد العدة لمحاربته على كافة الأصعدة فالحذر الحذر أن تتلبس أفكارنا أو تنتقل لها تلك الأفكار الظلامية.

4/7/2017


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر سمير اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/12



كتابة تعليق لموضوع : الظاهرة الداعشية سرطان سريع الإنتشار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net