صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

الموصل الجرداء
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الموصل تلك المدينة الجميلة, التي ما إن يذكرها ذاكر, إلا ويضيف لها غالبا وصف الحدباء.

مدينة الموصل تضم بين كَنَفها, كنوزٌ من الآثار القديمة قبل الميلاد, إضافة لكنائس وأديرة للديانة المسيحية, كما ضمت أرض الموصل, جوامع ومراقد بعض الأنبياء, كالنبي يونس والنبي شيث, وجرجيس وغيرها.

كما في دخول القوات الأمريكية, دخل التنظيم الإرهابي) داعش), للموصل دون مقاومة تُذكر!, ليسيطر عليها, بعد خروج القوات الأمنية, بأمر غامض رغم التحقيقات السرية, من قبل البرلمان العراقي, حيث كان سقوط الموصل بيد داعش, الثلمة الكبيرة بالمعنويات العامة, سواءً على الصعيد العسكري, أو السياسي والشعبي.

قام التنظيم الإرهابي, بانتهاك طال كافة القيم الإنسانية والأخلاقية, ومارس أقسى أنواع التخريب, التي بدأها باقتحامهِ للمتحف التاريخي, مرورا بمدينة آشور والنمرود, ليفجر مراقد الأنبياء, ليثبت مبادئ صهيونيته, في الاغتصاب والغاء الحضارات, التي سبت بني إسرائيل, باسم الدين الاسلامي, جلدٌ وقتل بكل الأساليب الهمجية, وسبي نساء فاق السبي البابلي.

بدأت عمليات التحرير, بعد معاناة أهالي الموصل, من مسيح وإيزيديين ومسلمين, بهجوم بدأه الكرد, من أضعف النقاط وكانت المفاجأة!, فمقاومة ذلك التنظيم, في تلك المناطق تكاد لا تُذكر, لتتمدد قوات إقليم كردستان, إلى مناطق سهل نينوى, ليصرح سياسة وقادة إقليم كردستان, أن المناطق المحررة, أصبحت ضمن الإقليم!.

عند اقتراب النصر على فلول الدواعش, قررت حكومة كردستان, إقامة استفتاء شعبي, ظاهرهُ دستوري تحت شعار تقرير المصير, وباطنه الذي لم يستطيعوا إخفائه, استفتاء حول الانفصال, وتحقيقهم لحلمهم بدولة كردية مستقلة, متحججين باستقلال الكويت وقَطَر.    

ثمة مفارقة بين الدخولين الأمريكي2003, وبين بدء عمليات التحرير 2016, فدخول القوات الكردية الى الموصل, مع القوات الأمريكية, لا يخلو عن تخيط مسبق مع الأمريكان, لضم الموصل إلى الإقليم.

لم يَتَبَقَ  من تراث الموصل شيء, ليكلل داعش جرائمه, بتفجير الجامع النوري ومنارته الحدباء, التي صمدت ما يقارب 900 عام, لتكون الموصل جرداء من تأريخها.    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/12



كتابة تعليق لموضوع : الموصل الجرداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net