صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أبجديات إحتراب في مدارات الخراب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ"!!

أبجديات لغة الضاد تبدأ بالرقم واحد وتنتهي بالرقم ألف , وكأنها تقدم لنا صورة واضحة لمعاني القوة والهلاك , فأما أن نميل نحو اليمين ونقترب من الرقم واحد , أو نتدحرج نحو اليسار ونقترب من الرقم ألف , أي أما أن نكون أمة متوحدة متحدة تعرف أحدا , وتدرك معنى "إلا" , أو أمة متناثرة متشظية متخبطة متقطعة إربا إربا.

في الحالة الأولى تكوّنت الأمة وكانت بنداء "إلا" , وفي الثانية تدمرت وتخربت وإنمحقت هويتها وغابت مميزاتها فتعطلت وخابت.

وما بين الحالتين إرادة حياة وقرار خيار ومناهج كينونة أو فناء.

أمة الأبجديات الدالة المتآزرة المتفاعلة بجمالية صوتية وبلاغية ذات عذوبة وسلاسة متميزة ونادرة , بيدها قرار حياتها وموتها , وهي صاحبة الخيار , فأما أن تميل نحو "أبجد" أو تنزلق بإنفعالية وعاطفية نحو "ضظغ".

والفرق واضح ما بين "أبجد" و "ضظغ" , فالأولى سلسة مرنة ذات معنى وقيمة وتأثير مريح ودلالة على التفاعل الإبداعي الخلاق , وفي الثانية تنافر وتفكك وإشارة إلى الإضطراب والتدهور والخسران والرفض السريع.

ومن الواضح أن الأمة تعيش مرحلة "ضظغ" , التي لا توجد كلمة مثلها في اللغة , وما جمع العرب هذه الأصوات في كلمة ذات قيمة ومعنى ودلالة وجمال ونغم , وهذا يعني أن الأمة في مضطربات وإنحرافات وتداعيات مهلكة , وعليها أن تدرك ذاتها وموضوعها وتثوب إلى رشد جوهرها , وتسعى بكل إرادتها نحو صيرورة " أبجد".

وهذه الأمة في حقيقتها أنها أبجدية المحتوى والفحوى وليست ضظغية المستوى , وأن الداء الوخيم يكمن في ميلها بعيدا عن كينونتها الأبجدية وتداعياتها في براكين "ضظغ" الإتلافية التنافرية العدوانية , المؤدية إلى العبثية واللامعنى والغياب الغثيث في رماد القاسيات الداهمات العاصفات في بدنها المتناسق الجميل , والهادفات إلى تحويلها إلى عجوز شمطاء تتخبط على سواحل الإنهيارات والخطو السقيم في متاهات الوعيد والأنين.

فهل من إرادة أبجد لكي تلد الأمة ذاتها وتتوحد وتمتشق قامتها الحضارية وتتوثب بعزة وكرامة ومهابة , وهي التي صدّحت حناجر روحها بكلمة " أحد"!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/14



كتابة تعليق لموضوع : أبجديات إحتراب في مدارات الخراب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net