صفحة الكاتب : احمد عبد اليمه الناصري

نصرٌ..ولكن!
احمد عبد اليمه الناصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رشفْنا النصر دموعا; من عيون الأمهات اللاتي زغردن فرحا وحزنا, فرحا; بتحقيق النصر الذي كان حلم أولادهن, وحزنا; عليهم لأنهم رحلوا مخلفين آلاما; مدتها ما بقي من حياة عوائلهم.

رحلوا مورثي بياض قلوبهم; دروعا بيضاء على لحى أبائهم الموجوعة.

نصر تحقق بأكف حملت السلاح, لتصون ما بقي من ماء وجه العراقيين, الذي يسكب تحت مسميات عدة.

إبطال لا يرمقهم النوم; إلا بعد أن يداعب أزيز الرصاص أسماعهم, وتعلوا وجوههم أتربة القذائف والهاونات, أبطال صاغوا فتوى المرجعية; قلادة نصر, تزين صدر العراق, ابد الدهر.

أبطال رسموا وسلموا, راية يعلوها لون الدم ألقان, الذي خطوه من نزيف جروحهم, راية ذيلت بسواد صفحة الأعداء الذين كتبوا تاريخهم عارا, راية وسطها ناصع البياض , تنتظر ممن يرفع راية النصر النهائي; أن يطرزها بلفظ الجلالة "الله اكبر", لتكتمل راية العراق, نعم راية العراق, هي راية النصر, ومن صاغ حروفها وأسس لها, هم الشهداء, راية تركوها لأكف, قد لا تستحق أن ترفعها بعدهم.

نصر تحقق, وأمة وحدّها النصر, وفتوى ألجمت الأفواه, ولكن..

هل نحافظ على النصر؟, هل نصون دماء شهدائنا؟, من يجيبنا؟.

لا اعتقد أن الجواب يتشظى لأنه واحد, ولا يمكن للأفعى أن تعود وتقذف سمها من جديد, في حضرة الآمنين.

إن الجروح لا زالت تنزف, وطبول الحقد لا زالت تقرع, الأم لازالت تشم عطر ولدها في ملابسه التي تهدئ بها روع قلبها, و الأب لا تزال عينيه مبيضتين, منتظرا يوسفه الذي لا يعود ليضع القميص عليهما.

اليتيم لازال يتذكر قبلة أبيه الأخيرة, وضحكاته التي تملأ أركان البيت, واليتيمة لازالت تترقب وعد أبيها; بعروسة جميلة; عند عودته من واجبه المقدس, نعم لم تنسى بعد.

الزوجة التي وقع عمود خيمتها; ليرتفع في ساحة الوغى مرتديا علم العراق; لم تزل تذكر يوم زفافها.

أم حسن, امرأة فاقت أم البنين بالقرابين عددا, خمسة أقمار افلت في حضرة الوطن والمرجعية, هل التفت لها احد من المصرحين بفرحة النصر; وشاركها حزنها كما شاركت الوطن شهدائه.

  • الساسة, تذكروا كل ذلك, كي لا ترق أفئدتكم للقتلة, ومن كان سببا في إيقاد شعلة الفتنة.

سادتي الساسة, دماء الشهداء التي سقت العراق نصرا; باقية بأعناقكم, لا تستهينوا بها, ولا ترضخوا وتبيعوها, فبيعكم لها, بيع للضمير وللوطن و لفتوى المرجعية.

  • لله على نعمة النصر, ونسأله استمرار النعمة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد عبد اليمه الناصري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/14



كتابة تعليق لموضوع : نصرٌ..ولكن!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net