صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

لماذا المرأة لا تقرأ
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المرأة في مجتمعاتنا قليلة القراءة تهمة توجه للمراة بصورة عامة .. كنا اذا تكلمنا ايام الكلية نتحدث عن الكتب والكتاب لا نجد من بين الطالبات من تعرف الكتب بل اكثرهن ثقافة هي من تشتري مجلة زهرة الخليج .. هكذا كن الطالبات والامر لم يتوقف في مكان معين بل الحكايات التي تتحدث عن ندرة المرأة التي تقرا تؤكد ارتفاع هذه النسبة في مجتمعنا .. فلماذا هذا التقاطع بين المرأة والكتاب ؟ ومن المسؤول عن هذا الانقطاع في العلاقة ؟ وهل هناك جوانب في الحياة جعلت المرأة تهجر الكتاب ؟ هل تكنلوجيا الاتصالات لها التاثير الاكبر على المرأة ؟ ولماذا تصبح المرأة مجال للتأثير الاكبر ؟ ام ان اتجاهها نحو ثقافة مطبخية او عالم التجميل والملابس جعلها في افق ضيق ؟ تساؤلات بحتنا عن اجوبة لحلها فكانت هذه الاراء لبعض المواطنين : 
تقول فضيلة جاسم ربة بيت : لم اقرأ كتاباً منذ زواجي !! كنت في السابق قبل الزواج اقرا المجلات الاسبوعية والقصص القصيرة لكن بعد الزواج ودخول الاطفال إلى عالمي توسعت مسؤلياتي اليومية لم يعد هناك مجال للقراءة.. نعم اتابع التلفاز فهو يعطي المعلومة لكن لا يمكن ان يحل شيئاً مكان الكتاب مهما حصل التطور في حياة الانسان .. لكني اشجع بناتي على القراءة واشتري لهن مجلات الاطفال واشجعهن على الكتابة والاطلاع وعلى عدم حصر ثقافتهن بالتلفاز ..
اما سحر علي ,طالبة كلية التربية فتقول : اجد مستوى الثقافة للمرأة اصبح محدود جدا وانا واحدة منهن فنتابع انا وصديقاتي التلفاز لساعات طويلة مسلسلات تركية وخليجية ومصرية ولقاءات الفنانين ونشرات الاخبار الفنية ونتناقش في نوع لبس الممثلات وحول ابطال الدراما اما الكتب والاراء العلمية فنحن لا نجد الدوافع للقراء في هكذا مواضيع .. ولا اجد الموضوع مشكلة فالقنوات الفضائية تعطينا ما يمكن للكتاب ان يعطيه بل هي افضل ..
وتضيف هناء فائق ,بكلوريوس اعلام : المرأة والكتاب علاقة غير متلازمة فيمكنني ان اقول ان فئة واسعة من النساء لا تابع الاحداث الفكرية والاقتصادية حتى مع زيادة نسبة المرأة الحاصلة على البكلوريوس .. لكن الابتعاد عن الكتاب سمة تميز فئة النساء .. وحتى لو ارادت ان تقرأ فتقرأ في امور ثانوية لا تنفع الفكر كمجلات الازياء والفن التي تعطي ثقافة سطحية غير مهمة .. انصح المرأة ان تحاول ان تشكل لها اساس وعي عبر الكتب لتتفاعل مع الحياة وتصبح ذات منهج علمي في التفكير وتتعاطى مع ما يجري بشكل منطقي .. لكنها تتفاعل بدون وعي منساقة وراء العاطفة وهي متلقي غير مفكر ياخذ بسرعة ما يصل له من دون فحص ولا تدقيق .. وهنا مكمن الخطر . 
وتعترف سناء . ن, طالبة جامعية : ليس هناك مكان للكتاب في حياتي فانا اليوم وقتي موزع بين الكلية  وبين مشاهدت الفضائيات , وبين عالم الانترنيت .. والكتاب اراه فقد مكانته عند الانسان في عصر التكنلوجيا واجده امر كلاسيكي .. وهذا حال اغلب صديقاتي ولا اجد ان الكتاب يمكن ان يقدم اكبر مما تقدمه لنا التكنلوجيا .. وهذا من مميزات هذا العصر وليس منقصة للمراة .. 
اما خولة ستار ,موظفة, فتضيف : ليست عندي القدرة على الاستمرار بقراءة كتاب كلما امسكت كتاب لا استطيع ان اكمله لكنني مستمعة جيدة للندوات والنقاشات والمحاضرات التي تنقل عبر الفضائيات لذلك احصل على المعلومة عبر الفضائيات وتركت الكتاب فلا املك القدرة على القراءة .. قد يكون هذا العصر عصر الفضائيات والانترنيت بديلا للكتاب.
وتقول وفاء .م ,معلمة متقاعدة : كنت حاضرة في معرض بغداد الدولي فشاهدت ان اغلب النساء يقبلن على شراء كتب اغلبها كتب دين سطحية  وكتب تفسير الاحلام وكتب الابراج وكتب مسجات الموبايلات ..وهذا يدلل على بساطة في استخدام الكتاب واعتباره امر ثانوي لا يشكل دافع للفكر ولابداع واكتشاف العالم خصوصا مع حلول التكنلوجيا محلا عنه ( فضائيات وانترنيت ) لذلك المرأة بعيدة عن الكتاب بصورة تامة .. الدور على المدرسة في جعل علاقة تلازم بين الطالب والكتاب عبر الزام الطلاب بالقراءة وكتابة تقارير عن ما يقرأون مما يجعل القراءة ملكة تستمر مع الانسان في كل ايام حياته نحتاج بصدق الى ثورة في مدارسنا لانها تعيش حالة من التراخي والكسل وعدم وضوح الاهداف 
. ام مريام,موظفة في وزارة العدل  : كانت المرأة في السابق كثيرة القراءة فكنا نقرأ روائع الادب العالمي فمن منا لم تقرأ الحب في زمن الكوليرا او البؤساء؟ وتنوعت القراءات بين الدين والسياسة والفلسفة وعلم الاجتماع مما شكل نشوء طبقة مثقفة نسوية في السبعينات والثمانينات ..لكن اليوم ارى هذا الجيل لا يقرا ولا يقتصر الامر على النساء بل الرجل مثلها لا يقرأ.. حاولت مع بناتي لكن موجة الجيل اقوى فقط واحدة من بناتي الاربع محبة للكتاب كثيرة الاطلاع واذا اردت نسبة اخرجها بحسب عائلتي  وهي واحد الى اربعة نسبة القراء بين النساء حسب تكوين عائلتي . 
فاضل علي الموسوي ,باحث اجتماعي : اجد الخلل كبير وهو لا يقتصر على النساء لكن نسبته عند المراة . واسبابه متعددة منها الخلل في العائلة فالابوان لا يدفعان الابناء الى القراءة ولا يسيرون مع الاطفل بنهج علمي يجعل الطفل يرتبط بالكتاب ,بل ان الطفل لا يجد امه او والده  يقرا فكيف يمكن ان يقرا ويتعلق بالكتاب .. وثانيا الخلل في منظومة المدرسة فلا تعمل المدرسة على خلق علاقة بين الطالب والكتاب بسبب ضعف مناهجها وكوادرها وعدم وجود برامج ولا استراتيجيات وعدم فهم لاهمية تعليم الطالب على الفقراء ولاكتفاء بحفظ كتاب المقرر .. فلو قامت المدارس باجبار الطلاب على قراءة كتيب كل اسبوع مع كتابة تقرير عن ما قرأ وجعله درس فيه تقييم مع فرض كتب يجب ان تقرا وربط الطلاب بمكتبة المدرسة كل هذا يجعل الاجيال بنحو اخر اكثر دراية واطلاع وثقافة .. والخلل الثالث دور المنبر والاعلام والتي يجب ان تدفع الانسان للقراءة عبر برامج وخطب ومحاضرات على اهمية الكتاب وعندها تتشكل لحظة تغيير وانطلاق مجتمعي لو تكاتفت الجهود على المحاور الثلاثة.     في الختام :
كيف لنا ان نجعل المرأة تقرأ؟
1: دور الاعلام في دفع العوائل  ونصحها عبر برامج مستمرة على اهمية تعليم الاطفال القراءة وربط الاطفال بالكتاب .
2: دور الابوين في تربية الابناء بشكل علمي مدروس بحيث يصبح اطفالهم محبين للقراءة فمن الصغر يجلب الاب مجلات مصورة وبعدها يتدرج بقصص قصيرة تخص عالم لاطفال ثم كتيبات وهكذا مع مناقشتهم حول مواضيع الكتب والمجلات مما يشكل لهم دافعاً للقراءة .
3: خلق درس جديد في مدارسنا يبنى على اساس الكتب الخارجية حيث الطالب يلزم بقراءة كتب وكتابة تقارير عنها مثل كتب تاريخية واخلاقية وقصص قصيرة فهي تنمي الخيال لدى الطفل وتجعله يفكر ويتعرف على العالم .
4: الدولة واجبها الرقي بالمجتمع ووضع برامج لجعل الانسان يقرأ امر مهم يجعل المستقبل بشكل اخر فلماذا لا تكون هناك ارادة حكومية وان تخصص مبالغ للنهوض بالواقع الفكري للمجتمع افضل من تخصيصات بالمليارات للارصفة .
وجهة نظر وننتظر الرد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/28



كتابة تعليق لموضوع : لماذا المرأة لا تقرأ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net