صفحة الكاتب : منشد الاسدي

المصالح العليا في الخطاب الاعلامي
منشد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


أن أحدى أهم المشاكل في الإعلام العراقي اليوم وسر الاختلاف بين المحررين ورؤساء التحرير وبين فضائية وأخرى هي كيفية الاتفاق على المصالح ومفهوم هذه المصالح أو جزئياتها .
فقد ظل المواطن العراقي ولعقود طويلة من لا يفقه شيئا عن مصالحه العليا لأنه ظل طيلة هذه العقود أسيرا لمفردة واحدة بين قوسين  أذا قال صدام قال العراق.
في بعض الأحيان تخضع الحكومات لضغوطات سياسية , واقتصادية , وقد مرت بعض الحكومات الانتقالية ما بعد سقوط النظام السابق 2003 لمثل هذه التجربة , فنرى الحكومة قد جلست مع ( الاكراد ) وفاوضتهم على حقوقهم الوطنية الكردية التي يعتقدون بها , وهذه بلاشك مرحلة استثنائية كان يعيشها العراق .
إذ أن في دولة ( المواطنة ) لا تجلس هذه الدولة مع مواطن كردي وتتحدث معه في مواطنة كرديته , لكن عندما تكون هنالك هيمنة للقوى الكردية في منطقة كرديه على قسم من العراق وتتحكم بالاستقرار هناك تظهر الحكومة المركزية لتجلس وتناقش خطاب وطني , لكن أن يقال الان الحكومة العراقية جلست مع حكومة كردستان ,تأتي الإجابة ( لا ) .
من هنا لابد علينا نحن في العراق ان نسمع المواطن خطابا واحدا .. العراق هو الدولة الدستورية القائمة على أساس المواطنة .
المتغير والثابت ... عندما نأتي الان وندرس بقاء القوات الأمريكية في العراق .. تحت أي بند ندرسه ؟ هل ندرسه تحت بند المصالح العليا للبلد ؟ بالتأكيد لا . فبقاء القوات الأجنبية يتقاطع تماما مع المصالح العليا للبلد .
ولكن قد تضطر الحكومة اضطرارا لقبول الأمر عند قراءة الوضع الأمني والاجتماعي ,وفي هذا الوضع أيضا قد تتقاطع الرؤيا للمصالح العليا , فالبعض قد يقول بخروج القوات الأجنبية . والبعض الآخر يتأنى عند الوضع الأمني واستقراره وبعض أخر يربط المسألة بتوفير الخدمات , وكلها وجهات نظر صحيحة لا خطأ فيها .
أن المصالح العليا في كثير من الأحيان قضايا غير مطروحة بشكل مباشر على المواطن البسيط . ان ما يطرح على المواطن البيسط تنفيذ سياسات خارجية تتعلق بالمصالح العليا , مثلا علاقاتنا مع الدول العربية ... نحن نريد علاقة جيدة مع الدول العربية , علاقاتنا معها قائمة على أي ركيزة من ركائز المصالح العليا ؟ ( الهوية , الثقافية , الوطنية ) ؟ حينما نحافظ على هويتنا الثقافية والوطنية , وهويتنا هي ( العروبة والإسلام ) وتبني الإسلام كخيار ستراتيجي تكون علاقاتنا مع الدول العربية حاضن طبيعي .
لكن عندما تشترط علينا الدول العربية ان ( لا يجوز وجود أكثرية من الطائفة الفلانية أو كذا وكذا ) نقول هنا ( لا ) . دخلت علاقتنا هنا ضمن دائرة التقاطع .
عند توجيه الخطاب الإعلامي حول قضية المصالح العليا في العراق لابد من الالتفات بحذر شديد الى نوعية المخاطب ويمكن تسميته ب ( تحديد أو تضييف المخاطب ) , فنحن مرة نخاطب المواطن العراقي على اختلاف مكوناته ومذاهبه وأفكاره , ومرة نخاطب المعادي .
في العراق هنالك من هو معي , وضدي , ومحايد , فلمن أصوغ الخبر ؟ ومع من نتكلم ؟ وأين أريد توجيه المصلحة العليا ؟ المفترض أننا نضع مصلحة أبن البلد أولا وقبل كل شيء وهذا بلا شك يتطلب الابتعاد عن الطائفية والابتعاد عن ( الجزئيات ) لان التفاصيل تسبب الخلافات فلابد لنا عند الحديث عن المصالح العليا أن ندخل الحديث أو الخبر في المعايير الاخلاقية , ويكون المهم هو تثقيف المصالح العليا للبلد .
على سبيل المثال , هل يوجد من يسأل نفسه لماذا توجد ثلاثة شركات للاتصالات في العراق ؟ لماذا يصعب على أبن العمارة التكلم مع أبن الموصل ؟ ويصعب على أبن الموصل التكلم مع أبن البصرة ؟ بينما الهواء هو هواء العراق الواحد , فلماذا نسمح بأن تأتي دول تبحث عن مصالحها العليا في العراق .. لماذا لا تكون هناك شركة وطنية واحدة تخدم نفسها وتخدم العراق ؟ هذا مثال بسيط . ومن هذا المثال نستطيع تصور المصالح العليا بثلاثة محددات أساسية .
أولا .. إبراز هذه المصالح في خطابنا .
ثانيا.. كيفية صياغة خطابنا بما يتوافق مع تحقيق هذه المصالح .
ثالثا .. كيفية شد المستمع أو القارئ إلى مصالحه العليا , ان القارئ والمستمع يتلقى بشغف الخبر ويؤمن به ويتناه ويتفاعل معه , فإذا كان قد بني على مصالح عليا سوف يبنى تأسيس خطاب وطني أو لنقل خط استماع وطني ما يؤدي بالتالي إلى قاعدة وطنية وفكرية قائمة على أساس المصالح العليا للوطن .هذه أحدى ( الضائعات) المهمة في ذهن وفي تكوين شخصية المواطن العراقي طيلة السنوات التي لم تكن تركز ابدا على الوطن كهويه او ان مصلحة الوطن مصلحة عليا بل كانت تركز على الحاكم كمصلحة عليا .

منشد الاسدي
mnshdalasady@yahoo.com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منشد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/25



كتابة تعليق لموضوع : المصالح العليا في الخطاب الاعلامي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net