نساءٌ أشرقت في سماء النهضة الحسينيّة: ماريّة بنت منقذ العبدي
شبكة الكفيل العالمية
2022/08/02

برزت في النهضة الحسينيّة الخالدة أدوارٌ نسائيّة مِعطاء ومواقفُ مُشرِقة، سجّلها التأريخُ بأرقى دورٍ وأنقى صفحة، فكُنّ في قمّة الوفاء والتضحية وبذَلْن الغالي والنفيس، وقدّمنَ أبناءهنّ وأزواجهنّ وإخوتهنّ لنصرة الإمام الحسين(عليه السلام).

وإنّ لكلّ امرأةٍ ممّن ناصَرنَ آلَ الرسول ووقفنَ معهم دوراً يختلف عن الأخرى، لكنْ يجمعهنّ الإيمانُ بأرقى مفاهيمه الإنسانيّة التي جاء بها الإسلام، ولخّصها في شخص الإمام الحسين(عليه السلام) وأهدافه.

ومن الأسماء النسائيّة التي أشرقتْ في سماء النهضة الحسينيّة الخالدة اسم: ماريّة بنت منقذ العبدي، هذه المرأة كانت أرملةً استُشهِد زوجُها في معركة الجمل نصرةً لأمير المؤمنين(عليه السلام)، ومع هذا كانت مواليةً للحقّ دون أيّ مللٍ أو كلل.

ولمّا عرفت بوصول رسائل الإمام الحسين(عليه السلام) إلى أشراف البصرة، خرقت ببكائها الغاضب محفلَ الأشراف لتقولَ كلمتَها المدوّية، بعدما سألوها عن سبب غضبها وبكائها: (ويلكم.. ما أغضبني أحدٌ ولكن أنا امرأةٌ ما أصنع؟ سمعتُ أن الحسينَ ابن بنت نبيّكم استنصَرَكم وأنتم لا تنصرونه؟!)، فأخذوا يعتذرون بعدم امتلاكهم السلاح والراحلة، ماريّة كانت تتوقّع هذا التبريرَ الواهي كما كانت مستعدّةً لإزالته في نفس الوقت، فقد كانت امرأةً غنيّةً فجمعت كلّ ما تملك من أموال وهيّأته لهذه اللحظة.

عندها أخذت كيساً مليئاً بالدنانير الذهبيّة والدراهم الفضّية وأفرغته أمامهم، وقالت: (فليأخُذْ كلٌّ منكم ما يحتاجه وينطلق في نصرة سيّدي ومولاي الحسين عليه السلام).

وقد ذكرت التواريخ قِصّة خروج يزيد بن نبيط بما نصّه: (إنّها -أي ماريّة- لمّا قالت كلمتها، قال يزيد بن نبيط وهو من عبد القيس لأولاده وهم عشرة: أيُّكم يخرج معي؟ فانتدَبَ منهم اثنان عبدُ الله وعبيدُ الله، وقال له أصحابُه: نخاف عليك أصحابَ ابن زياد، فقال: والله لو استوت إخفاقها بالجدد لهان عليّ طلبُ مَنْ طلَبَني، وصحبه مولاه عامر وسيف بن مالك والأدهم بن أمية، فوافوا الحسين بمكّة وضمّوا رحالهم إلى رحله حتّى وردوا كربلاء وقُتِلوا معه).

ولم يقتصر تأثيرُ موقف السيّدة ماريّة على يزيد بن نبيط وولدَيْه بخروجهم مع الحسين، بل هناك شخصيّاتٌ أُخَر أزالَ موقفُ ماريّة وكلماتها الغشاوةَ عن أعينها، فرأت فيها الهداية والسعادة الأبديّة التي لها فالتحقت بالحسين، وكان لها شرف الشهادة بين يدَيْه ومنهم الشهيد عبد الله الفقعسي وأربعة من أولاده.

كما تذكر التواريخ أنّ هناك شهيداً آخر خرَجَ مع الحسين لمّا رأى خروج الشيخ عبد الله الفقعسي وأولاده لنصرة الحسين، وهذا الشهيد سعيد بن عبد الله الحنفي الذي كان جديد عهدٍ بالزواج فترَكَ زوجتَه ليلتحق بالحسين، وهو الذي وقف بين يدَيْ الحسين يوم العاشر عندما صلّى (عليه السلام) بمَنْ بقِيَ من أصحابه فكان يتلقّى السهامَ بصدره.

وبقيت هذه السيّدة تنتظر ما ستؤول إليه الأمور وتترقّب أخبار إمامها الحسين، حتّى وصلها خبر شهادته فلم يفارقها الحزن والبكاء، حتّى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها.

لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا


أحدث الإضافات :

العتبة الحسينية المقدسة : بعد إصابتها بالشلل.. ممثل المرجعية العليا يوجه بتحمل تكاليف علاج الطفلة (حنين) في مستشفيات العتبة الحسينية

العتبة الحسينية المقدسة : رئيس جامعة ميسان يهدي ممثل المرجعية العليا درعا وذلك تثمينا للدور الكبير الذي تبديه العتبة الحسينية والجهود التي تبذلها في التواصل العلمي مع الجامعات العراقية

العتبة الحسينية المقدسة : خلال اليوم الأول من مبادرة عطاء الإمام المجتبى (عليه السلام)... مستشفى متخصص بامراض الدم يستقبل أكثر من(190) حالة مرضية

شبكة الكفيل : السيد الصافي يفتتح بوابتين في العتبة العباسية المقدسة ويطلع على مشروع صحن أمّ البنين (عليها السلام)

شبكة الكفيل : قسم الشعائر والمواكب يحيي ذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام) في واحات الحزام الأخضر

شبكة الامام علي (عليه السلام) : العتبة العلوية المقدسة تقيم احتفالاً شعبياً بهيجاً بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسن السبط (عليه السلام)



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net