مهرجان نبيّ الرحمة.. ضوء في طريق الوحدة والتعايش وتنوّع في الأنشطة والفعّاليات
شبكة الكفيل
2024/02/09
المهرجان حظي بمشاركةٍ واسعة من فئات مختلفة، وتأتي هذه المشاركة في ضوء الجهود الحثيثة التي تبذلها العتبة العباسيّة المقدّسة لتعزيز التواصل والتقارب بين جميع شرائح المجتمع العراقي المتنوّعة.
بينما تعكس مشاركة العشرات في المهرجان الروح الوطنيّة، أكّد المشاركون على الأهمية الكبيرة لمثل هذه الفعّاليات في تعزيز روح الوحدة والتضامن بين المكوّنات العراقية جميعاً، وشدّد الحضور على أن هذا النوع من الأنشطة يعزّز الفهم المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة في البلاد.
النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله) مصدر إلهام في فعّاليات المهرجان
في ظلّ تأريخ يمتدّ عبر العصور، يظلّ النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مصدرَ إلهامٍ دائم وشامل، وفي فعّاليات مهرجان نبي الرحمة يتجسّد هذا الإلهام بوضوح، حيث تعدّ تعاليمه وسيرته النبويّة مرشِداً أساسياً للنهوض بقيم الرحمة والتسامح في المجتمع، لذا أعربت العتبة العبّاسية عن الهدف الرئيسِ من إقامتها للمهرجان، مؤكّدةً على استمرار جهودها في تنظيم فعّالياتٍ تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش في المجتمع العراقي.
جاء ذلك خلال كلمة مدير مكتب المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدسة الدكتور أفضل الشامي، الذي قال إن "العتبات المقدّسة هي مواقع ضمّت أجساد أولياء الله تعالى الذين نتعلّم منهم معنى الحبّ لله تعالى والطاعة له، والاستقامة في الحياة واحترام الآخر والحوار وخدمة المجتمع بما يُرضي الله تعالى، انطلاقاً من قول أمير المؤمنين(عليه السلام): (الناس صنفان إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، وقد دأبت العتبة العباسية المقدّسة على التواصل مع شرائح المجتمع المختلفة منذ أكثر من عشرين عاماً، سواء في داخل كربلاء أو في خارجها، وكان التواصل مع العشائر والجامعات ورجال الدين من مختلف المذاهب والأديان، لشعورها أن مسؤولياتها الدينية والوطنية الموجّهة من المرجعية العُليا في النجف الأشرف جسيمة، لمنع محاولات تمزيق المجتمع العراقيّ وزرع الفتنة بين أبنائه من قِبل جهاتٍ خارجية وداخلية".
تأمّلات في رسالة الرحمة: المهرجان فرصّة كبيرة
في قلب الصرح العلميّ لجامعة الموصل، تتجسّد روح الرحمة والتضامن في مهرجان نبي الرحمة (صلّى الله عليه وآله وسلم)، حيث تتلاقى أصوات الشعب العراقي، ليتحوّل المهرجان إلى فرصة كبيرة للتأمّل في رسالة الرحمة التي بعثها النبيّ محمد(عليه أفضل الصلاة والسلام)، والتفكير في كيفية تجسيدها في حياتنا اليومية.
يقول رئيس المجلس الاجتماعي الأيزيدي في بعشيقة السيد عمر الياس علي، إنّ "للعتبة العباسيّة المقدسة دوراً مشرّفاً ومميّزاً بعد تحرير محافظة الموصل، عبر الوفود التي زارتنا وقدّمت الدعم والاهتمام بنا والوقوف على مشاكلنا التي تعرّضنا لها، والجرائم التي ارتُكبت بحقّ المكوّن الأيزيدي من قِبل عصابات داعش الإجرامية".
وتابع، إنّ "دعم العتبة العباسية كان مغطيًا لكلّ الجوانب، ومنها الجوانب الثقافيّة والعلميّة والاجتماعيّة إذ إنها تقيم اليوم مهرجان نبيّ الرحمة بنسخته الثانية بالتعاون مع جامعة الموصل".
وبيّن الياس علي، إنّ "هذا المهرجان شاهدنا فيه حضور المكوّنات العراقية جميعها، وبدورنا نلبّي هذه الدعوة عرفاناً للجميل الذي قامت به العتبة المقدسة، فضلًا عن أن هذه المهرجانات تعمل على زيادة روح المحبّة والتآخي والتسامح بين مكوّنات هذه المحافظة"، مشيرًا إلى أنّ "مهرجان نبيّ الرحمة فرصة كبيرة نستثمرها للترحّم على أرواح الشهداء الذين دافعوا عن الأرض، ونتمنّى للجرحى الصحة والسلامة".
رحاب النبيّ الأكرم تجمع أطياف العراق
تتجسّد رحاب النبي الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مهرجان نبيّ الرحمة كنقطة تلاقٍ لأطياف العراق المتنوّعة.
يمثّل المهرجان مناسبة فريدة للمشاركين ليعبّروا عن وحدتهم وترابطهم، ويسعوا جميعاً إلى تجسيد قيم الرحمة والتسامح التي أيّدها الله عزّ وجلّ برسالة النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وفي هذا السياق ذكر رجل الدين السيد محمد علي سيّد حُر الأعرجي من سهل نينوى، وأحد المشاركين في المهرجان، أنّ "الغاية التي لمسناها من المهرجان هي التقريب بين مكوّنات الشعب العراقي، لا سيّما أنّ المجاميع الإرهابيّة عملت على تمزيق النسيج، وجاءت هذه المهرجانات إلى توحيد الصفوف تحت راية النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) الذي وَحّد العالم جميعًا".
وأضاف، أن "هذه المناسبات ضرورية، وخاصة في مدينة الموصل التي عانت كثيرًا من الإرهاب، فهذه خطوة جيّدة لتوحيد الشعب العراقي بجميع مكوّناته".
نشاطات العتبة العباسيّة مصدر ثقة
بين روافد التاريخ وحاضر العطاء، تبرز نشاطات العتبة العبّاسية المقدّسة كمصدر ثقة وإلهام لبُناة المستقبل، حيث تنطلق من هذه النشاطات والجهود المستمرّة خدمةٌ عامة للمجتمع، لتعزيز قيم التضامن والتعايش، لذا فإن نشاطات العتبة العبّاسية هي رسالة تفاؤل وتطلّع نحو مستقبلٍ أفضل للجميع.
نسيم علاء الطالب في كلية علوم الحاسوب والرياضيّات في جامعة الموصل يقول، إنّ "مهرجان نبيّ الرحمة السنويّ الثاني ليس المهرجان الأوّل الذي تقيمه العتبة العباسية المقدّسة، فهي صاحبة الفضل الكبير في إقامة المهرجانات العلمية والفكرية والثقافية في جامعات العراق المختلفة".
وأضاف، أنّ "المشاركة في المهرجان كانت متنوّعة من ناحية الحضور والفعّاليات التي مثّلت الوحدة الوطنيّة والإنسانيّة، إذ إنّ قاعة المهرجان امتلأت بشخصيّاتٍ نوعية من قومياتٍ وطوائف وأديان مختلفة، وهذا ما يعزّز ثقتنا وإيماننا بنشاطات العتبة المقدّسة التي تسعى لتحقيق قيم التضامن والتعايش".
تاريخ وثقافة: لمحة عن الفعّاليات الثقافية في مهرجان نبيّ الرحمة
يُعدّ مهرجان نبيّ الرحمة منبراً متميزاً للاحتفاء بالتاريخ العريق للعتبة العباسية المقدّسة وثقافتها، إذ تنوّعت الفعّاليات بين العروض الثقافية والتاريخية داخل أسوار جامعة الموصل.
إذ شارك قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة عبر عددٍ من الأجنحة ضمن المهرجان.
وقال مدير مركز الفكر والإبداع التابع للقسم السيد محمد الأعرجي في حديث للمركز الخبري، إنّ "قسم الشؤون الفكرية يشارك في مهرجان نبيّ الرحمة بنسخته الثانية، بباقةٍ متنوّعةٍ من الإصدارات الفكرية والثقافية ضمّت أكثر من (200) إصدار"، مضيفًا، أنّ "هذه الإصدارات تميّزت بأنّها تُخاطب الفئات الجامعية سواء كانوا طلبةً أو تدريسيّين".
في ذات السياق قال مسؤول جناح مركز ترميم المخطوطات التابع للقسم السيد محمد صباح "شاركنا في المعرض المقام ضمن المهرجان في جامعة الموصل، عبر عددٍ من نسخ المخطوطات القديمة وعرض مجموعةٍ من الموادّ التي تُستخدم في الترميم والحفظ".
ولم تقتصر المشاركة على قسم الشؤون الفكرية والثقافية، فقد كانت لمتحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة المقدّسة مشاركة فاعلة بالمعروضات المتحفيّة، قسم المتحف شارك في المهرجان للسنة الثانية عبر معروضاته التي ضمّت قطعاً مستنسخة لنفائس المتحف، وأعمال ورش السجّاد والصبّ والقولبة وفنّ الخاتم (الأربيسك).
وقال مسؤول المعرض المتنقّل للمتحف السيد حسن هادي إن "جناح المتحف ضمّ وحدة خاصّة بالمبيعات، وهي عبارة عن مجسّمات صُنعت بقوالب خاصّة تمثّل قطعاً آثارية وطنيّة كان أبرزَها مجسّمُ منارة الحدباء، وقطعاً أُخَر متنوّعة من الآثار العراقية"، مشيرًا إلى أن "المشاركة تأتي لتعزيز الوعي الثقافي بالمقتنيات المتحفية لدى الطلبة، وفتح قنوات للتواصل مع الجامعات والعتبة المقدّسة".
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان نبيّ الرحمة يأتي في إطار سلسلة الفعّاليات والأنشطة التي تنظّمها العتبة العبّاسية المقدسة، والتي تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية وتحقيق التقارب بين مختلف شرائح المجتمع العراقي.
لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا