• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصراط المستقيم ودين القيمة من الناس هم خير البرية. .
                          • الكاتب : صادق الموسوي .

الصراط المستقيم ودين القيمة من الناس هم خير البرية.

قال تعالى (أفمن يمشي مكباً على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم )الملك 22
( إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)الانعام 152
(قل إني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما)
الصراط هو الطريق العدل المستقيم الذي ليس فيه انحياد أو اعوجاج عن جادة الحق ،
وهو طريق التوحيد الخالص في العلم والعمل به، وهذا الطريق صعب
المسلك والمنال لانه ادق من الشعرة وأحد من السيف لان فيه مقامات ودرجات ومنازل
تذهب فيه العقول وتأخذ منه مأخذه اذا دخله الفرد بدون العلم والمعرفة
الحقة ، وهو طريق ذات الشوكة الذي ذكره الله عز وجل
والذي لم يدخله من الباب الاوحد الذي امر الله تعالى الناس بالدخول منه ،
وهو الإمام المفروض الطاعة كما قال الرسول (ص)
(انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد العلم فليأتي من بابها )
وقال تعالى (وأتوا البيوت من ابوابها ) حيث امر الناس بدخوله مطيعين كما قال
(قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم) وهذا الباب من دخله غفر الله له ذنوبه
فقال(ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من ابوابها)
حيث ان سيره وسلوكه في هذه الدنيا لكي يصبح من عباد الله المخلصين
ثم يجتبيه الحق تعالى ويدخله دينه الحق وهذا صعب المنال للذين انغمسوا
بلذاتهم الدنيوية الشهوانية ، فهي حجب مانعة لدخولهم في دين الحق وهو الدين
الخالص والدين القيم
كما قال تعالى عن هذا الدين القيم الذي ينبع من حقيقة الاسلام وروحه،
(...... وذلك دين القيمة ) البينة 5
وهم القيمة من الناس
(...ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) الروم30
(ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) يوسف 40
(قل اني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما")الانعام 160
فالداخلون فيه هم القلة من المؤمنين ، لانه صعب مستصعب ، كما قال تعالى
(السابقون السابقون اولئك المقربون ثلة من الاولين وقليل من الاخرين)
واعلم ان كل البشر داخلين في هذا الدين ولكن بعد ظهور الامام الحجة(عج)
كما قال تعالى (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا)الفتح 28
ولكن الداخلين فيه قبل الظهور هم القلة كما في الآية (والسابقون السابقون
اولئك المقربون) اي السابقون لدين الحق قبل الظهور وهم في هذا الزمان قلة
(وقليل من الاخرين) فهم المقربون لمولاهم الحق عند الظهور (وهو
القائم)(عج) فيحصلون على مقعد قربه كما في
قوله تعالى (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)
(يومئذ يوفهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين ) النور
وهذا الصراط الذي دخله جميع الانبياء والاولياء والصالحين حتى وصلوا الى
الدرجات العلى من درجات النبوة والامامة بحسب الاستعداد والقابلية ،وفية
تفضيل من جهة العمل بالعلم كما قال تعالى لنبيه الكريم محمد (ص)
(وكان فضل الله عليك عظيما) وقال تعالى عن تفضيل الأنبياء (عليهم السلام)بعضهم على بعض
(ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) فكل الانبياء دخلوا الصراط المستقيم بهداية الله تعالى حيث قال تعالى
(وكل هدينا واجتبيناهم الى صراط مستقيم ) الانعام 86
(إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)الانعام 152
فأن ارتباط هذا الصراط في دين الحق وهو دين القيمة من الناس الخاصة الخالصة لله ورسوله كما جاء في الايات
(قل إني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما)
(دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا)
فقد اشار تعالى لابراهيم(ع)لانه مؤسس التوحيد، وانه الوحيد في امته كان الموحد والعابد لله ولذلك قال تعالى
(كان إبراهيم أمة قانتا لله) وجعله وحده امة مقابل أمته المشركة .
وقوله تعالى عن الدين القيم الذي دخله ابراهيم (ع)
(ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون )يوسف40
وقال تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا
تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون)الروم 30
اذا كان المقصود بدين الحق هو الاسلام الظاهري ،فلماذا يؤكد على ان اكثر
الناس وخصوصا منهم المسلمون لا يعلمون بهذا الدين ،لانهم لم يدخلوه لكونه
ينبع من اصول الدين وهو مرتبط باسلام الروح وليس اسلام الجسد

فقال تعالى (افمن يمشي مكباً على وجهه اهدى امن يمشي سويا على صراط مستقيم )الملك 22
وهذا واضح الدلالة على الشخص الذي يسير بهذا الطريق الذي يكون عارفا فيعلم
اين يسير والى اين سيصل واما الاخر فلا يدري من اين الى اين كما قال
الامير (ع)(رحم الله عبداً علم من أين وفي أين والى أين)
فإننا كل يوم وعدة مرات في صلواتنا نطلب من الله ان يهدينا الى الصراط
المستقيم كما في سورة الحمد (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت
عليهم ..) اذا" الصراط مرتبط بقوم انعم الله عليهم واكد ذلك في الايه عند
تكرار الصراط مرتين وبين بانه صراط قوم انعم الله عليهم , وانهم اهل الفضل
والنعمة والرحمة مّن الله علينا بهم وهم محمد واله صلوات الله عليهم اجمعين ,
فالهداية الى الصراط هي ثمرة العبادة والوسيلة الى أعلى المقامات
الإنسانية فان الله سبحانه وتعالى (يضل من يشاء ويهدي من يشاء )المدثر 31
لان الذي يهديه وجد عنده صدق العبودية والتقرب اليه بهم عليهم السلام
فقد جعل سبحانه هدايتين الاولى تكوينية والاخرى تشريعية, ومن قوله تعالى
(ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى )طه 50
والكافر ترك الهداية التشريعية باختياره بعدما تمت عليه الحجة ....
فالصراط المستقيم هو الطريق المؤدي الى المطلوب , والمستقيم للاستقامة
والاستواء في مقابل الانحراف والاعوجاج ,
ويعم الصراط للمؤمن في جميع
احواله بالاستقامة والعدل في الاعتقادات والملكات والاعمال كافة منها
الظاهرية والباطنية القلبية وحتى الخواطر النفسانية واعمال الجوارح من
العبادات والمعاملات , وكل هذه الاعمال ان تطابقت مع رضا الله تعالى كانت
مستقيمة فقال تعالى
(ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم ) ال عمران101

وقد بين تعالى بان الصراط هو الدين فقال على لسان النبي (ص)
(قل اني هداني ربي الى صراط مستقيم ديناً قيماً ) الانعام 161
فقد جعل الدين هو الصراط المستقيم فقال على لسان رسوله الكريم محمد (ص)
( واتبعوني هذا صراط مستقيم ) الزخرف 61
فقد جعل اتباع النبي هو الصراط المستقيم , فهذه عدة مفاهيم للصراط من خلال الدرجات ,
وكذلك قوله تعالى
(وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون ) المؤمنون 74
فان الانحراف عن الصراط المستقيم هو وقوع في الظلمات.
اما عن اعظم سر عن الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه الكريم والذي بعث جميع الانبياء من اجل هداية الناس وارشادهم الى ذلك الصراط الذي من خلاله يوصل المؤمنين الى معرفة الله عز وجل ،حيث ان الله بعث حبيبه واعظم خلقة من اجل ارشاد الناس الى ذلك الصراط ، وخاصة في اعظم سورة في القرآن الكريم والذي اسماها نبينا (ص) قلب القران وهي " سورة ياسين " والمعني بهذه الكلمة هو النبي محمد ص
حيث له اسماء كثيرة في القران مثل طه وياسين واحمد ومحمد،
ولو تمعنا في بداية سورة يس والتي تبدا بقسم عظيم في مخاطبته لنبيه بقوله
" يس ، والقرآن الحكيم ، انك لمن المرسلين ، على صراط مستقيم "
فالقران الحكيم الذي اقسم الله به هو خليفته في ارضه وحجته على عباده وهو علي بن ابي طالب عليه السلام لانه القران الناطق ، والصراط المستقيم هو ايضا علي بن ابي طالب لان ذكر ذلك بقوله انا الصراط المستقيم ، ومعناه في سورة يس هو ولايته عليه السلام
فالرسول مبعوث لاجل ارشاد الناس ودخولهم تحت صاحب الولاية التشريعية لمن نصبه الله تعالى وجعله قبلة لصلاتهم, ولكن الله اعلم نبيه بان اكثر الناس لا يؤمنون به
" لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون " اي لا يؤمنون بولاية علي عليه السلام ،
فلو راجعتم قراءة الاية على هذا المفهوم الصحيح ستنكشف لكم الكثير من اسرار القران الكريم .
وهو سر الحروف المقطعة في بداية السور وعددها 28 حرف فاذا تركت المكرر سبقى 14 وتكوينها في جملة تكون " صراط علي حق نمسكه " اي يوم القيامة .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10165
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20