• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : توضيح .. الى غيث التميمي .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي .

توضيح .. الى غيث التميمي

نفسي ملزما أن أبين حقيقة من المؤكد إن ***********غيث التميمي لم يكلف نفسه بقراءة تاريخ القران الكريم , فأحببت أن أقدم بضاعتي لجنابه الكريم متمنيا منه ان بشرفني بقبول رأيي المتواضع دون كلمات التحدي التي أطلقها بلسانه { ان القران ناقص وغير منقص ولم يجمع في زمن النبي {ص}... الخ من الهجوم على كتاب الله تعالى , والذي دفعني للرد على سماحتكم تشرفي ان انهل من فيض علمكم الغزير الواسع بتاريخ القران , وحقيقة الذي دفعني حديث للإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله : إذا سكت أهل الحق عن حقهم ظن الباطل أنهم على حق .. وأنت يا سماحة الشيخ الفاضل والعلامة اللامع لم تكن موفقا بقولك وباطل بامتياز .

واليك بعض الردود راجيا قراءتها لو تفضلت :

رأي اغلب العلماء والكتاب الذين حققوا في جمع القران :..جاء في كتاب نشره المجمع العالمي لأهل البيت{ع} بخصوص { تاريخ جمع القران } .. خلاصة البحث ...

**** قال الإمام أمير المؤمنين{ع} في نهج البلاغة " أن هذا القرآن الموجود بين أيدينا هو الكتاب الذي أنزله الله على رسوله محمد(ص) وهو هو الكتاب الذي تكفّل الله بحفظه وتخليده .. كخلود الرسالة التي اُنزل من أجل إثباتها وتثبيتها... وصرّح ان القرآن الموجود بأيدينا، وهو القرآن الذي اُنزل على الرسول محمد(ص) وجمع في عهده(ع) وتداوله المسلمون جيلاً بعد جيل لم ينقص منه حرف أو كلمة.

قال(ع): واعلموا أنّ هذا القرآن الناصح الذي لا يَغُشّ ، والهادي الذي لا يُضِلُّ، والُمحدِّثُ الذي لا يكذبُ. وما جالس احد هذا القرآن إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدىً أو نقصان من عمى..واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنىً، فاستشفوه واستعينوا به ; فإنّ فيه شفاء من الداء ومن الكفر والنفاق والغيّ والضلال، فاسألوا الله به وتوجّهوا إليه بحبّه ..وإن الكتاب َمعي، ما فارقته مُذ صحبتُه ...

ولننظر إلى تاريخ القران مع الإمام علي {ع} لان بعض الكتاب اتهموا أهل البيت(ع) ـ وهم عدل القرآن المفسّرون لآياته..*****. فيقول البعض : ان أهل البيت{ع} يزعمون أنّ لديهم غير هذا القرآن قرآناً يحتفظون به زاعمين أنّ عندهم روايات تشير الى ذلك...... نحاول التعرف على هذا الزعم, لنصل إلى حقيقة الأمر عبر ملاحظة تأريخ القرآن منذ عصر الرسول(ص) وحتى عصر الإمام علي(ع) لنقف على حقيقة ما يسمى بمصحف الإمام علي(ع) ومصحف فاطمة{ع} ..

لا يمكن البحث في قضية مصحف الإمام علي(ع) إلا بعد معرفة تاريخ جمع القرآن ; لأن مصحف الإمام علي(ع) ما هو إلا جمع الإمام كما يقول الآخرون أنهم جمعوه , فلا يصح ان نجعل فلان وفلان لو جاءت فيهم روايات , ونشكك بعدل الكتاب علي بن ابي طالب {عؤ لو قالت رواية انه جمع القران , فهو صحابي وله باع طويل في علوم القران ..

** الحقيقة **: إن ترتيب القرآن وتاريخ جمعه وتنظيم سوره، إلى أجزاء لم يكن وليد عامل واحد، ولم يكتمل في فترة زمنية قصيرة ، فقد مرت عليه أدوار وأطوار {ابتدأت بعهد الرسالة وانتهت بدور توحيد المصاحف على عهد عثمان، ثم إلى عهد الخليل بن أحمد الفراهيدي} الذي أكمل رسمه على ما هو بأيدينا اليوم. يرى المؤرخون أن تاريخ جمع القرآن مر بثلاث مراحل رئيسية :

المرحلة الأولى : عهد النبي(ص) حيث جمع القرآن كتابة وحفظاً في الصدور وكُتب في قراطيس وألواح من الجلود .. وما كانوا يستعملونه في الكتابة . قال زيد بن ثابت : كنا عند رسول الله(ص) نكتب القرآن في الرقاع .القطعة التي نكتب فيها القران { الرُّقْعَة القطعة التي تُكتَب . الرُّقْعَةُ أيضاً : ما يُرقَعُ به الثوبُ جاء في حديث النبي {ص} : " يجيءُ أحَدُكم يومَ القيامةِ على رقَبَتِه رِقاعٌ تَخْفِقُ " يراد هنا بالرِّقاع : الصحف التي كتب عليها الحقوقِ والأعمال.. التي تُجمَعُ في تلك الرقعة وتعرض يوم القيامة .. ورقعة الثوب هي قطعة من قماش أيضاً رُقْعَةُ الثوبِ على رُقَعٍ يقال : ثوبٌ فيه رُقَعٌ ورِقاعٌ وفي الأساس : .

المرحلة الثانية : عهد أبي بكر، وذلك باتساخه من العسب والرقاع وصدور الرجال.. العسب هو ما نسميه العسك , أي جريدة النخل بدون خوصها فيكتبون على أسفلها الكربة تسمى عسب..

المرحلة الثالثة: عهد عثمان بن عفان حيث جمع القرآن بين دفتين وحمل الناس على قراءة واحدة، وكتب منه عدة مصاحف أرسلها إلى الأمصار، وأحرق باقي المصاحف كما مدون في التاريخ ..

**** من كتب القران في المرحلة الأولى:يذهب بعض علماء الأمامية على أن القرآن الكريم كان مجموعاً على عهد رسول الله(ص) وانه لم يترك دنياه إلاّ بعد أن عارض ما في صدره بما في صدور الحفظة الذين كانوا كثرة وبما في مصاحف الذين جمعوا القرآن في عهده، وتشير الى ذلك كثير من الروايات منها قوله(ص) : من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه ، أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته. واليك المصادر يا غيث يا من تتحدى وجود أي مصدر , وهذه من كتب الفريقين"مجمع البيان: 1/85، مناهل العرفان: 1/234، مسند أحمد: 5/324، مباحث علوم القرآن: 121، حياة الصحابة: 3/260، مستدرك الحاكم: 3/356 . وهناك عشرات الروايات التي لم يطالعها غيث التميمي .

وكان رسول الله(ص) يشرف بنفسه على ما يكتب، فعن زيد قال: كنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسره فأكتب وهو يملي عليَّ فإذا فرغت قال : أقرأه، فأقرأُه، فان كان فيه سقط أقامه ، ثم اخرج إلى الناس [مجمع الزوائد : 1/152. ] .وروي أن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله الى آخره حتى قال(ص):إن لصاحب القرآن عند الله لكل ختم دعوة مستجابة ...

***** هل جمع رسول الله(ص) القرآن بنفسه أم لا؟.. كان لدى النبي(ص){ مصحف مجموع} ، ففي حديث عثمان بن أبي العاص حين جاء وفد ثقيف الى النبي(ص) قال عثمان: دخلت على رسول الله(ص) فسألته مصحفاً كان عنده فأعطنيه [13] . بل وترك رسول الله(ص) مصحفاً في بيته خلف فراشه مكتوباً في العسب والحرير والاكتاف، وقد أمر علياً(ع) بأخذه وجمعه... مجمع الزوائد : 9/371، حياة الصحابة 3: 344 . ] كنز العمال : 2 / حديث 4792 .] . فهل تكفي هذه المصادر الخاصة بوجود القران مجموعا زمن النبي {ص} او لا تكفي العلاقة غيث ..؟ او انه لم يتنازل عن تحديه ..؟

**** أما شبهة أن للإمام علي(عليه السلام) مصحفاً غير هذا المصحف المتداول بين المسلمين من جهة النص فهذه شبهة لا دليل عليها ولا أساس لها من الصحة.نعم، تفيد طائفة من أحاديث الشيعة وأهل السنة أن الإمام علي{ع} ً اعتزل الناس بعد وفاة رسول الله(ص) لجمع القرآن الكريم، وكان موقفه هذا بأمر رسول الله(ص) وأنه قال: لا أرتدي حتى أجمعه . وروي أنه لم يرتد إلاّ للصلاة حتى جمعه [انظر الطبقات الكبرى : 2/338، انساب الاشراف : 1/587، شرح بن أبي الحديد: 1/27، مناهل العرفان : 1/247، الاتقان : 1/204، كنز العمال 2 : 588 / 4792 .] .

**** اذن من أين جاءت تسمية مصحف الإمام علي(عليه السلام) ؟ لقد كان للإمام مصحف كباقي المصاحف التي جمعت فيما بعد مثل مصحف زيد ومصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب ومصحف أبي موسى الأشعري ومصحف المقداد بن الأسود ، كما كان لعائشة أيضاً مصحف. وكان أهل الكوفة يقرئون على مصحف عبد الله بن مسعود، وأهل البصرة يقرئون على مصحف أبي موسى الأشعري، وأهل الشام على مصحف أبي كعب ، وأهل دمشق على مصحف المقداد. ولكن انتهى دور هذه المصاحف والقراءة فيها على عهد عثمان عندما أرسل عليها وأحرقها صحيح البخاري : 6/225 ـ 226 ، المصاحف للسجستاني : 11 ـ 14، الكامل في التاريخ : 3/55 ، البرهان : 1 / 239 ـ 243.] .

أما مصحف الإمام فقد احتفظ به لنفسه وأهل بيته ولم يظهره لأحد، حفاظاً على وحدة الاُمة، على ما سنبيّنه فيما بعد.

***** هل مصاحف الصحابة التي سميت بأسماء جامعيها تختلف فيما بينها ؟ وهل لكل واحد منها خصوصية؟..؟ يرى المؤرخون أن فروقاً من ناحية تقديم السور وتأخيرها تكتنف تلك المصاحف، فمثلاً مصحف ابن مسعود نجده مؤلفاً بتقديم السبع الطوال ثم المئتين ثم المثاني ثم الحواميم ثم الممتحنات ثم المفصلات . أما مصحف أبي بن كعب نجده قد قدّم الأنفال وجعلها بعد سورة يونس وقبل البراءة، وقدم سورة مريم والشعراء والحج على سورة يوسف (التمهيد محمد هادي معرفة : 1 / 312 .)..

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=101765
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29