• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فاضل البديري ، ومسرحية الأغتيال  . .
                          • الكاتب : امجد المعمار .

فاضل البديري ، ومسرحية الأغتيال  .

في عِراق ما بعد سقوط صدام ، خرجت علينا مدارس عديدة وكثيرة  ومتنوعة ، منها الثقافية ومنها العلمانية ومنها الوهابية ومنها الشيعية أيضا ، وهذه المدارس لم يكن لها وجود سابقا ، وليس لها أثر معتد به في الأوساط العراقية ، وكل واحدة من هذه المدارس تريد ان تُظهر للناس بأنها هي الحامية للشعب والوطن ، وهي الناصرة والمدافعة عن أهله وماله ، فمثلا المدارس الثقافية تجعل الثقافة بديلا عن الدين ، وتنادي بالانسانية فقط ، وتحاول ان تنطلق من مبدأ إنساني منسلخ عن الدين وهنا تكمن الخطورة .

وأما المدارس العلمانية فتدعي ان لديها الحل الامثل في حكم البلاد والعباد وتكون هي المنقذ لخلاص العراق في زمن ما بعد الاحتلال ، وطبعا كل هذا بعيدا عن أحكام الاسلام الذي يعتنقه الغالبية الساحقة للشعب العراقي .

الشعب العراقي شعب متدين ، ويحب العلماء وفيه من أهل العصمة ستة من المعصومين ، قد اختلطت دمائهم بأرضنا ، وارتوت مياهنا بعرق جبينهم عليهم السلام ، وهذه المياه قد خالطت اجسامنا وارواحنا ، صحيح ان هناك من يخرج عن الخط الصحيح ، لكن الوجه العام للشعب العراقي هو شعب متدين متمسك بعقيدة لا يتنازل عنها بسهولة إطلاقا ، وأبسط دليل على ذلك ما يحصل في كل عام في زيارة الاربعين ، من خروج الناس عن بكرة أبيها لمواساة سيد الرسل بمصيبة حفيده الحسين بن علي ، كذلك دونك الفتوى المباركة في الجهاد الكفائي ، والتي ألجمت كل شخص وأخرست كل لسان كان يقول بأن شعب العراق ليس شعبا عقائديا وليس حسينيا .

هذا الجانب استغله بعض من ليس لديه من العِلم جناح بعوضة ، أمثال فاضل البديري وغيره ، وهو وجهٌ جديد كما هم أصحاب التمثيل في المسلسلات ، فتراه يظهر على الشاشة من دون سابق إنذار ومن دون مقدمات تُذكر ومن دون ماضٍ علمي ولا فقهي معروف لدى الأوساط العلمية ، فما ان سقط صدام حتى سقطت الكثير من الأقنعة الفاشلة التي تريد جذب الناس لها .

لكن ما يميز مدعي العلم هؤلاء يكون في ثلاثة نقاط  :

الأول : عدم التحصيل العلمي الصحيح ، فهم لديهم من العلم ما يمكنهم التغلب على السذج والبسطاء الذين يميلون مع كل ريح .

الثاني : حب الشهرة والظهور على شاشات التلفاز وادعاء المسائل العلمية الرصينة لكي يظهر اسمه للناس ، ويقارن نفسه بالعلماء الأفذاذ والذي هم مصداق لحديث الإمام الصادق عليه السلام بانهم من أصحاب الطفرة في العلم وهي إحدى المهلكات .

الثالثة : هو أن أول ما يبدأ به هؤلاء هو الاعتراض على مرجعية النجف الاشرف العليا ، والطعن في مصداقيتها واتهامها بالعمالة وغيرها .

فاضل البديري مارس كل هذه الأمور ولكن كلها بائت بالفشل الذريع ،أما من ناحية العلم فهو كالجسم الخالي من الروح ، فهو جثة هامدة لا نفع معها إلا الدفن في التراب ، ما ان تلمسها إلا وتوجب عليك الغسل بسبب نجاستها 

ومن ناحية الشهرة فهو صفر اليدين ، ولم يكن يعرفه إلا من على شاكلته ، وضيوفه من الفاسقين والمغنين والمطربين ! ، والمضحك المبكي ان اتباع فاضل البديري ادعوا انهم جاءوا ليعلنوا التوبة أمامه  ، بكن هؤلاء ظهروا  بغضب شديد يستنكرون هذا الكلام وقالوا لماذا نتوب وهل الغناء شيء معيب ..!

واخرها نكتت استهدافه من قبل مجهولين ، والسبب هو انتقاده لحزب الله ولنصر الله ..!
ولم اجد عذرا أتفه من فعل مثل هذا  ، وكأن حزب الله في لبنان يعرفه ويهتم لرأيه ويقيم له وزنا حتى يستهدفه  ، وكأن قوله يشكل رأي عام للشعب العراقي حتى على اثرها يستهدف هكذا  نماذج فاشلة !

الأمر الاخر هو أن شرطة النجف الاشرف قد ذهبت لمسرح الجريمة (المزعومة) وصرحت بانها لم تجد أي دليل أو شيء يدل على انها محاولة إغتيال ، فلم يجدوا اي شيء لا آثار رصاص ، ولا آثار قنبلة لا صوتية ولا غيرها ، فمن أين جاءت عملية الاغتيال هذه ؟!
إلا اذا جاءه (كاسبر) في المنام وهدده بالقتل وعلى اثرها انتبه مرعوبا خائفا من الحلم الذي كان فيه ، فهنا لا نستطيع ان نسجل اعتراضنا على(كاسبر) بأنه أزعج فاضل من نومه العميق.!

بالتأكيد  فإن هذه المسرحية لابد ان تكتمل عناصرها ، والدور الأساسي فيها هي قناة NRT  الكردية والناطقة باللغة العربية ، التي بذلت كل الجهد في تأييد هذا الدور بشكل صحيح ومتقن ، فهي لم تترك نشرة واحدة في اخبارها الرئيسية إلا ومسرحية الاغتيال حاضرة بكل تفاصيلها ، و لا تنطق بأسمه إلا وتقول (المرجع النجفي العراقي) !
وتركز على كلمة (الأغتيال) ، وكأن هذه القناة لم تسمع ببيان مديرية شرطة النجف الاشرف ، او ان مكتب المدعوا في المريخ ولا تستطيع ان تصل اليه وتكتشف الحقيقة ، ولكن كل هذا معروف ، لان وجبتها كانت دسمة للغالية !

أخيرا ، كل ما حدث هو نوع من التخطيط لشهرة هذه الرجل المدعي للمرجعية ، لكي يجعل أسمه يتردد على ألسن الناس ، وقد يكون كلامنا هذا هو أحد أهدافه ، وفعلا فهو لا يستحق كلمة واحد في ان يذكر فيها اسمه ، فمجرد ذكر اسمه فيه توسعة لشهرته بين الناس ، فهو وأمثاله علاجهم التجاهل والترك ليعرفوا حجمهم وقدرهم في هذه الدنيا ، وفي الاخرة حساب طويل .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103345
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29