• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشهيد أسد منبر التأريخ .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

الشهيد أسد منبر التأريخ

لم يكن الشهداء في يوم الا زكاة الوطن ، ونماء ثروة ابناءه الشجعان، هم أهداف تحيا فينا كأنها زهور عطرة نستنشق نسيم كبرياءها ، فهم الامل الماضي الحاضر والمستقبل الذي ننتظره بفارغ الصبر والترقب . ترسانة عسكرية متكاملة ، ومنظمة انسانية هادفة، فعل ما فعل حتى يمنع الذكريات المأساوية من الرجوع وأوقف ساعات زمانها بدمائه العطرة ، لذلك هو الحي الذي لا يموت في ضمير الامة، ورمز الشعوب المناضلة الواعية التي تريد يوماً جديداً عالمياً واعداً بتغيير وقائعه دون رجعة لمصائب الايام التي سبقته.
كُتبَ التاريخ بسواعد النبلاء المصلحين ، لنعتبر من حروف كتاباتهم العبر الملهمة فيرقينا ويعرفنا قدرة التَمييز بين الصواب والخطاء، فهذا الامل الذي احياه الشهيد أستحق من خلاله أن يرتقي منبر الانسانية المجيد ، فمنابر التأريخ لا يستحق ارتقائها الا العظماء وبقناعة الشرفاء حيث لا نبل اكبر من التضحية بالروح وإفداء الوطن بالنفس والايثار بالمال والابن والعائلة اذا تتطلب الامر مثل هكذا تضحيات.
حملت جثامين الشهداء على أكتف المشيعين المستلهمين الفضل والشرف ممن رفعوهم على أكتافهم، لكن هذه المرةُ اختلفت وصاحب الجنازة تغيير، فالنور المنبثقُ من كوامن إصراره ونضاله شعَ في صبيحةُ كل يومٍ جديد، واستبدلت الشمسُ بريقها بيراعِ ثوابته، لتزهر ورود الطموح والتحرر من حديد غُل الاعادي، وتكسرُ عند كل خطوةٍ يخطوها حاملِ جنازته العطرة قيدٌ تمنى أهل الجور بقائه بأيدي أهل العزةِ والشموخ.
قدمهُ أبواه قرباناً لهذه الامة فكانا مدرسة الايثار، وسلطاني التغيير والاصلاح، فكل قطرةٍ من قطراتِ دمه الزاكي كانت هدفاً يشع بعقل الباحثين عن التغيير، لكسر تلك الاغلال فتكون مقابض يدق بها رؤوس الظالمين، فينجلي بعد طول انتظار ليل خفافيش السواد، فتحطم رايتهم بإصرار البواسل الشجعان، وتسقط قلاعهم خائبةً فيأفل جبروتهم ليكون حطام، لتفنى سلاسل الدم التي جاؤوا بها وحاولوا أغراق الامنين بفيضان أنهرها، قاتلين بذلك امل تمتع الانسان بصفاء إنسانيته البيضاء، فكان الرد عليهم أرادةٌ أنهت غاياتهم ، والجمت أفواههم ، فقتيلنا شهيدٌ تعزا العالم بصفاء غايته، واستلهم الحاضرين أجمل صور الاعتبار والتغيير من عواطفه، فكل شيءٍ تغيير، وبزغ الفجر الجديد بأضاحي تقدموا الى مناياهم فصبروا حتى نالوا أسمى الدرجات وأعظمها، فهي الشهادةُ وان كانت موتاً، فموت العزِ أطيب من ذل الحياة.
صدقوا مجاهدونا فكانوا بدراً ظاهراً بعزِ أخفى سواد الظالمين، معينُ شمسَ بلادي على الظهور من كسوف خوارج العصر ، فتغيير الحال بفضلهم وما كنا نحلم به من تحرير صار حقيقة فهم عزُ منبر التأريخ وان قُتلوا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103467
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29