• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماذا بعد الاستفتاء...؟ .
                          • الكاتب : جمال الخرسان .

ماذا بعد الاستفتاء...؟

بهدف التغطية على نهاية ولايته ومن اجل الخروج من نفق الازمة السياسية الخانقة في كردستان يحاول مسعود البارزاني الدفع بقوة باتجاه إقامة استفتاء لمواطني الإقليم حول الارتباط بالعراق او الاستقلال عنه، ورغم ان ذلك التوجه يحرج حلفائه وأصدقائه في بغداد مما يؤثر على أي تعاون بينهم وبينه مستقبلا الا ان مسعود لم يأبه بمراعاة الحرج الذي وقع فيه اصدقاؤه، بما في ذلك المجلس الأعلى او لاحقا "تيار الحكمة"، قيادات المجلس الأعلى وتيار الحكمة اعلنوا عن مرحلة جديدة لهم مع الإقليم بسبب سلسلة المواقف التصعيدية من قبل مسعود البارزاني رغم التعاون الكبير الذي تبديه بغداد تجاه الإقليم وخصوصا في مرحلة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. هذا الأخير وبعد ان امتنع عن توجيه أي انتقاد لساسة إقليم كردستان طيلة فترة وجوده في السلطة ابدى خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من المواقف الرافضة للاستفتاء والمنددة بمواقف بارزاني. 
ومع وجود أسباب داخلية للدفع بملف الاستفتاء الى الامام الا ان هناك أسبابا ابعد من ذلك، اذ يبدو ان مسعود بارزاني تعمد خلط الأوراق واختار منطقة المواجهة مع بغداد دون مبرر منطقي، مسعود بارزاني لا يريد التفاهم والحوار في هذه المرحلة لكي لا يتم الضغط عليه من اجل إعادة المناطق المتنازع عليها، انه يريد الإبقاء على مسافة بعيدة جدا بينه وبين جميع الأطراف العراقية في بغداد، حتى لو لم يؤد الاستفتاء الى اعلان الدولة الكردية التي يدعو لها ساسة الاكراد. 
اذا سارت الأمور باتجاه الاستفتاء يكون مسعود تجاوز الرغبة الامريكية في تأجيل الاستفتاء، ومن يتجاوز الرغبة الامريكية لا يعنيه كثيرا مراعاة موقف أصدقائه في بغداد، من هنا فالرجل يبحث عن ازمة من الوزن الثقيل، كأنها ازمة بديلة لداعش، وتأتي في توقيت تحاول من خلاله بقية الأطراف لملمة شتات البلاد ورأب الصدع بسبب تداعيات المرحلة السابقة.  بارزاني قام باستثمار اللوبي اليهودي في أمريكا من اجل تخفيف الضغط الأمريكي، وحرص على تنسيق حملة سياسية إعلامية كبيرة جدا في أوروبا تتحرك في اطار سياسي واعلامي تدعم الاستفتاء وبنفس الوقت تهدف لتشويه الصورة في العراق بسقف مرتفع جدا عما عليه الواقع حاليا. 
وسواء اجري الاستفتاء ام لم يجر فان تحركات بارزاني للفترة المقبلة هي البحث عن ازمة كبرى مع بغداد وليس الاكتفاء فقط بالمناوشات السياسية في وسائل الاعلام. ان ذلك التحرك المربك لعراق مرتبك أساسا يحتاج لتنسيق دولي واقليمي بهدف احتوائه او التقليل من مضاعفاته السلبية جدا... فهل القوى العراقية في بغداد جاهزة لذلك؟ وهل الفريق الدبلوماسي لرئيس الوزراء يسعفه من اجل النجاح بتلك المهمة. العبادي الذي يحرص على إقامة لوبي مصغر في واشنطن لندن من خلال التنسيق مع عدة شركات من تلك البلدان هل ينجح في افشال تحركات مسعود ان الأخير سينجح في جرنا جميعا الى مواجهة على الأرض؟! الوقائع لا تدعو للتفاؤل لكن الفرص لازالت قائمة لمن يجيد فن الممكن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103476
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18