يبحر اهل المنطق في منطقهم ويغوص اهل السياسة في بحر خدعهم كي يوجدوا حلولا منطقية تخرجهم من سوداوية المحن التي قد تُنهي احلامهم وتُخفي تراثهم ..
الشعوب تُغرر ، وتُضطهد ، وقد تُهز قراراتهم ، وتُحدد مصائرهم ، فتقعُ بسلاسلِ الوحشية اسيرة ، تَضيعُ رغباتهم بيد السراق فتكون تفاحة ناضجة وطيبة بيد الحاكم المتغطرس ..
عم الظلام ، واختفى غسق الفجر ، عند اعلان يزيد حاكما ، فماتت الضمائر ، وصَافحَ الاوباش حاكمهم مبايعين له ببيعة موت الضمير ، فالحاكم يزيد ..
أنحطَ كثيراً ، فدوائر المجون في كلِ زاويةٍ منه ، الفسق، الخمر، انتهاك المحارم، واستباحة الدماء وكل هذا قليل بنظرهم . طالبوا له بالبيعة متناسين كل هذا واكثر ، مغضي النظر عن فجره وحماقته وقيادة القردة لملكه ..
الا ان صيحةٌ جاءت من المدينة : مثلي لا يبايع مثله . فاهتز عرش الطغيان ..
هناك بارض كوفان سفير للحسين ، ورسائل جاءت تعلن انها مع الحسين ، أهليها مستعدين منتظرين ! متى سيدي القدوم ؟
خرج ابو عبدالله ، والعشاق هناك اعترضوه، منعوه ، لكنه صاحب موقف وارادة ، و أَخِرٌ : سيدي على الاقل اترك عقائل الهاشميين هنا..
رد الحسين كان عظيماً ، فهو الرجل الابي المقتدر : شاء الله ان يراهن سبايا ..
ابا عبدالله رجل العفة والشرف اطلق سهم النصر منذ ان انطلق ، فصيحات زينب لازالت هناك تدك عرش الطغيان و الى الابد ، وفاطم وام كلثوم في كل خطوة حمداً لله على نعمة الامل ..
فهن عقائل الرسالة وسيدات الخمار نصبت لهن في كل بقعة قبة ، وكلمات العلم تتدفق سيل جرف امال الظُلَام ، لتكتمل صورة عاشوراء فيهن ، ومنهن الشام باتت اليوم تعرف من هو الحسين؟!
|