عذرا للتحريف الذي أجريته للمثل المعروف ) الكلاب تنبح والقافلة تسير( .. ولكن الحملة الأخيرة التي شنتها البعض من القنوات الفضائية وأولها الجزيرة وصرفها ملايين الدولارات من خزائن سادتها الحكام العرب للحصول على وثائق من موقع ويكيليكس لتشويه العملية الديمقراطية السياسية الجارية في العراق الجديد تستحق التحريف .
ومن البداية أقولها إن الحكومة العراقية مُلْزَمَه بإحالة هذه الوثائق إلى لجان تحقيق خاصة لغرض دراستها والاستفادة من اى فقره فيها قد تنفع في إنصاف المظلومين وإحالة المتورطين ممن يثبت بحقهم اى جرم سواء كانوا عراقيين أو أمريكان للمحاكم المختصة لينالوا أقصى العقاب .
وللعلم ليس هناك اى جديد في هذه الوثائق وهى تعيد نشر جرائم بلاك ووتر وفضيحة أبو غريب والسجون السرية يضاف لها بعض الاتهامات لدول وأشخاص لن تنال رضا الطرف الأميركي والحكام العرب.
أما القنوات الفضائية وأولها الجزيرة التي نشرت وطبلت لهذه الوثائق فهي معروفه بمواقفها الحاقدة على التغيير الذي جرى في العراق ومنذ اليوم الأول و لا هم لها سوى حصاد اكبر كم ممكن من الأموال السائبه في خزائن مموليها المتضررين من التغيير والمرضى المصابين بهاجس الخوف من التجربة الديمقراطية العراقية.
عموما تبقى الحقيقة التي يجب أن يعرفها المواطن العراقي والعربي أيضا بان نشر هذه الوثائق ليس لإنصاف المظلومين وكشف المجرمين بل إحداث زوبعة إعلاميه سياسيه لتحقيق غايات مرحليه أهمها ..
أولا: تأخير تشكيل الحكومة العراقية .. وما يؤكد ذلك هو نشر هذه الوثائق في وقت ظهرت فيه بوادر انفراج الأزمة الطويلة لتشكيلها وبالطبع هذا أمر لا يُفرِح الحكام العرب الحاقدين على الديمقراطية بل يُحزِنهم .. لقد صرف هؤلاء المليارات من الدولارات لغرض إفشال التجربة الديمقراطية الانتخابية في العراق لان نجاحها يعنى تهديد لكراسيهم ونهاية لهم .. لذا فهم رابحون من إطالة هذه الأزمة وما تفرزه من نتائج سلبيه على العراقيين في بعث روح اليأس في نفسية مواطنيهم من التغيير.
ثانيا : إثارة روح الحقد والكراهية على الدولة الجارة إيران .. حيث يلاحظ تركيز الاتهامات في الوثائق عليها دون غيرها من دول الجوار التي أكدت الأدلة وبما لا يقبل الشك مساهماتها بدور فاعل في تصدير الإرهاب للعراق.. ولا اعتقد يخفى على المواطن العراقي العداء الأميركي للنظام الإيراني .
ثالثا : محاولة التأثير السلبي على الرصيد المتزايد للسيد ( المالكي ) في الفوز برئاسة الوزراء وخصوصا بعد تحالفه مع التيار الصدري الذي له خلاف مع الطرف الأميركي الذي سرب هذه الوثائق .
رابعا : إثارة نار الفتنه المذهبية لاستمرار ضعف الدولة العراقية .. حيث تؤكد الوثائق على إن قتله العراقيين هم من مذهب ما والمقاومين من آخر وهذه بالطبع تصب في خانة المتشددين والمتطرفين الإسلاميين الجهلة لتشجيع الإرهاب الذي يعرقل بناء الدولة العراقية.
وأسئلتي للاسترالي المؤسس لموقع ويكيليكس و لقناة الجزيرة الفضائية .. ابدأها .. أولا .. لماذا لا تنشروا الوثائق الخاصة بالإرهاب الذي رحل ضحيته الآلاف من العراقيين ؟ لماذا لا تنشروا وثائق المقابر الجماعية والانتفاضة الشعبانيه ومذابح شعبنا الكردي في الأنفال وتصفية الأحزاب السياسية العراقية .. الخ ؟ لماذا لا تنشروا وثائق عن الممارسات الدكتاتورية الظالمة للأنظمة العربية بحق شعوبها وخنق الحريات وزج الآلاف من المعارضين في السجون؟ لماذا لا تنشروا الوثائق الخاصة بما جرى ويجرى في كبرى القواعد الأميركية في قطر والطائرات التي انطلقت منها لقصف العراق وأفغانستان ؟ لماذا لا تنشروا الوثائق التي ابرمها الحكام العرب مع الصهاينة في إسرائيل والتي تم بموجبها بيع فلسطين مقابل البقاء في كراسي حكمهم ؟ .. لماذا .. لماذا .. لماذا ..........
خلاصة القول .. إن نشر هذه الوثائق له أبعاد سياسيه كيديه لا ترتبط بأي موضوع إنساني مطلقا و بما إن نتائجه تصب في تزايد الإرهاب لذا على الحكومة العراقية أن تقيم دعوى ضد كل قناة فضائيه عربيه أو عراقيه شاركت في نشرها والتطبيل لها .
و رسالتي كمواطن عراقي لمن دفع الأموال لهذا الموقع البائس لسرقة هذه الوثائق ولأبواقه من القنوات الفضائية هي .. إن عجلة التاريخ العراقي لن تعود إلى الوراء وسنضحي بالغالي والرخيص من اجل تعميق الديمقراطية وتقويم وتصحيح أخطائها وإنجاح العملية السياسية الجارية في العراق الجديد.
أخيرا على القوى السياسية العراقية وضع حد لصراعها والإسراع في تشكيل حكومة تصك أفواه الكلاب وتوقف نباحها !!
|