• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الربيع العربي وحيادية الاعلام .
                          • الكاتب : علي وحيد العبودي .

الربيع العربي وحيادية الاعلام

بالامس اتصلت بصديق لي يعيش في سوريا منذ سنتين تقريبا وسالته عن احواله وكيف يعيش في ظل الاضطرابات وتأزم الاوضاع في هذا البلد. فأجابني بهدوء ان ما تتكلم عنه وما تشاهده من اخبار تُبث عبر القنوات الفضائية وخصوصا ما تنقله كل من قناتي الجزيرة والعربية هي اخبار مفبركة ومبالغ فيها.
قلت له ولكن هنالك مشاهد تعرض في هذه الفضائيات مصورة ولا تحتاج لتعليق وانت تعلم ان اصدق شيء في الاعلام عندما تدعم ما تريد بثه او عرضه للجمهور من اخبار بمقاطع فديو او صور. قال لي حتى هذه المقاطع والصور لاتعني شيئا فالوضع في سوريا مستقر وخصوصاً العاصمة دمشق.
بصراحة لا اخفي عليكم احترت في هذا الكلام، بعدها قلت مع نفسي ولم الحيرة فالشعب العربي متحير كله بربيع ثوراته حتى اصبح المواطن في ليبيا و تونس ومصر لا يعرف ما يريد وخير شاهد على ذلك الفوضى والصراعات التي تعيشها هذه الدول بعد الاطاحة بالانظمة الدكتاتورية التي جثمت لعقود طويلة على رقاب الناس.
ولو عدت بالحديث عن سوريا وسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها دول الخليج وفضائياتها التحريضية فالامر لن يكون مستغربا خصوصا ان هذه الفضائيات ترى بعين واحدة وتنقل كل صغيرة وكبيرة عن ما يدور في الساحة السورية, في حين تتغاضى عن تغطية الاحداث الدائرة في البحرين وسياسة القمع التي تنتهجها الحكومة البحرينية تجاه مواطنيها.
ولو كانت تملك هذه الفضائيات مقدارا قليلا من المهنية والموضوعية لنقلت بالصور مشاهد الاعتقالات والقمع التي حدثت الاسبوع الماضي في بعض المدن السعودية وخصوصا اعمال العنف التي ارتكبتها السلطات السعودية بحق المتظاهرين والمحتجين في القطيف والاحساء.
ان تخوف دول الخليج من زحف الربيع العربي اليها جعلها تتعامل بمنطق التعتيم حول كل ما يدور فيها من احداث, في حين ان هذه الانظمة رسمت صورة  في وسائلها الاعلامية تحاول اظهارها بموقف المؤيد والمساند لجميع الثورات العربية التي انطلقت شرارتها مطلع هذا العام, فالوجه الحقيقي لهذه الانظمة لم يظهر الى الان, ومتى ما نرى تصدر اخبار التظاهرات والاحتجاجات في الدول الخليجية نشرات الاخبار والنقل الحي لها ولكيفية التعامل معها ومع مطالب المتظاهرين عبر وسائل الاعلام التي تمولها دول الخليج سنعرف عندها ان الاعلام العربي اصبح بخير. 
وانا اتذكر تماماً كيف تعاملت هذه الفضائيات مع الاحداث في العراق وكيف كانت تروج للاعمال الارهابية على انها مقاومة وهي تودي بحياة الكثير من الابرياء.
 للاسف ان المؤلم هو ما نشاهده عبر هذه الفضائيات من سياسة اعلامية غير منصفة لاكبر واشهر القنوات الاخبارية العربية وهي تتعامل مع الاحداث بمزاجية وانتقائية واضحة لا تحتاج الى تفسير. 
هذه الانتقائية في تناول الاحداث ادت بالكثير من الاعلاميين المعروفين على الصعيد الاعلامي العربي مثل حافظ الميرازي وجورج قرداحي وغسان بن جدو  الى تقديم استقالتهم من هذه القنوات نتيجة لهذه السياسة الاعلامية التي انتهجتها خلال تغطيتها للاحداث الجارية في المنطقة العربية. ولا اعرف متى سيستقيم الاعلام العربي ليقدم لنا الاحداث كما هي, خالية من التزويق والتهويل.
وانا على يقين لو بقيت هذه الفضائيات الخليجية(البعيدة عن النكهة العربية) بنفس النهج سيغادرها الكثير من الاعلاميين اصحاب الضمائر الحية لتبحث عن بديل لهم يرتضي ان يبيع الضمير مقابل حفنة من الدولارات..!! 
 
alikhassaf_2006@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10713
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 25