• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فجر النهضة ..ح4: خدعة الحرب وسحب البساط .. .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

فجر النهضة ..ح4: خدعة الحرب وسحب البساط ..

بيداء الموت احاطتهم من كل مكان ، وصار ما ليس بالحسبان، رسائل تتلو بعضها البعض : اقبل ونحن لك سيدي فرسان ، يموت المرء شريفا خير ان يقع في حفرة العار ..
جاءهم ملبي منقذٌ لهم من كل ضيم اسود اصابهم ومِحَنٌ جسام . لكنهم استولى عليهم الخوف ، وجمحوا لشر الخلق والانام ، لم يكتفوا بهذا ، بعيون عمياء وقلوب ميتة خرجوا كي يقتلوا خير الانام ، وعند المواجهة ذكرهم برسائلهم : قد اخضر الجناب ، واينعت الثمار، فاذا شئت فاقبل على جند لك مجندة.
لم ينتظر ، خرج اليهم حي على خير العمل ، فالجهاد ثوابه واصالته ، والق الحياة وكرامته من الله ..
خرج اليهم مع الاغصان الاربعة يحيطوه من كل مكان ، يريدون الموت دونه ، فليس للحياة معنى دون سيدهم الحسين ..
صوت الخيانة ينادي عباس .. عباس ، واين بقية اولاد اختنا ، هذا الامان من امير الطلقاء ، موقع لكم بحبر الخباثة والنفاق ..
لكنهم واعين ، ومثل هذه الخدع لن تمر عليهم مرور الكرام ، اجابته الأغصان الأربعة ، بحكمة الاوصياء ، ومنطق اهل العزة والاباء : لعنك الله ، ولعن أمانك ، أتؤمننا ، وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) ، لا أمان له .
هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منتظرين اللحظة التي يقابلوا بها الاسنة بالصمود والكفاح ، يذودون عن إبن النبي واله دون تردد ، او طمع بشيء سوى رضا ال محمد ..
خرج الاخوة بعد ذلك وقد حاصروا الميدان بأراجيزهم ، اراجيز رسمت لوحة الوفاء ليسقطوا شهداء ، وقد حققوا ما أوصاهم ابيهم امير المؤمنين وامهم السيدة ام البنين .
ثم بأثرهم الساقي برز وعلى نهر الصمود كتب مثال التضحية ، عينٌ ، ورأس مهشم ، ويدان مقطوعتان ، لكنه مصرٌ على ايصال الماء ..
وبالنهاية سطر الأُسُود حروف الشهادة على رمل ارض كربلاء، دماءهم تفوح مسكاً ، وفي كل يوم يعلموا الانسان معنى الإخاء ..
تعلم ايها المستلهم وخذ من عبق الشهادة رسم الخلود ، فليس كل من قال ها أنا ، صار مثالٌ وعِبرةٌ للشهامةِ والوفاء ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=107649
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16