• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلوجي ..... كما عرفته .
                          • الكاتب : عدي المختار .

العلوجي ..... كما عرفته

علاقتي بالزميل جعفر العلوجي امتدت منذ الإصدارات الأولى لصحيفة (رياضة وشباب) بعد خروجي من صحيفة (الرياضي الجديد ) آنذاك أي منذ عام 2006 تقريبا تربطني بهذا الرجل علاقة خاصة كونه ابن عمي ننتمي لذات القبيلة ألا وهي قبيلة (البومطير)العبودية المحمداوية الأصل وغربية جنوبية المنبع إذ ما اتفقنا بان البومحمد هم من أصل قبيلة عزة في المنطقة الغربية وجاء (محمد بن حسن المروح ) الذي أسس عشائر البومحمد وسميت باسمه هاربا من عشيرته مرتمين بأحضان القبائل الجنوبية ويتزوج منهم ليؤسس قبيلته الكبيرة المترامية الأطراف قبيلة البومحمد العريقة ,لذلك تنتمي العشيرة للمنطقة الغربية كأصل للأب الكبير وللجنوب كأسس وقاعدة للقبيلة ,لذلك أنا والعلوجي رغم اتخاذنا للألقاب البعيدة عن لقب قبائلنا إلا أننا نرتبط بها كفرعين من أصل واحد وهذا شرف لي أن يكون لي ابن عم شجاع مثل العلوجي ,فضلا عن أني تربطني بالعلوجي زمالة مهنة وقفنا نحن الاثنان نبني أساسها بالمحبة المتبادلة والاحترام المهني والحاجة المشتركة في القول والكتابة ,هو فتح لي بكرمه المعهود كل أبواب وصفحات صحيفته منذ الإصدارات الأولى وترك لي هامشا كبيرا من مساحة النشر لقول ما أراه صحيحا وما يمليه عليه ضميره بعيدا عن المجاملات وإرضاء مزاجيات المسؤولين ,فواصلنا المشوار معا حتى تدرجت معه من مراسل في ميسان الحبيبة حتى أصبحت مديرا لتحرير الصحيفة عام 2009 قبل أن أعلن استقالتي منها في نهاية 2009 لأسباب خاصة ,كان طيلة تلك الفترة العلوجي أخ وصديق وزميل يشعرك بمعنى تلك الكلمات من خلال خوفه عليك وتفقده لك واحترام رأيك المهني دون التدخل فيه ,ولا اذكر في يوم من الأيام إن العلوجي اتصل بي ليطلب مني الكتابة عن هذا الموضوع ا ذاك إطلاقا ذلك لأنه يحترمني كثيرا ولي خصوصية لديه عن باقي زملائي الآخرين في الصحيفة ويؤمن بان المواضيع تستفزني فاكتبها بحبر دمي ولا اعرف كتابة الوصايا أو التوجيه لأنها تخرج كلمات باردة بلا دم من فوهة قلمي ,كان ولا يزال أبا احمد جعفر العلوجي يسكن القلب حتى في الأيام التي تدخل فيها الطارئون وأرادوا إشعال نار الفتنة والفرقة بيننا لأنهم يعلمون قبل غيرهم بان التقاء قلم عدي المختار مع صحيفة العلوجي يعني بلاء كبير ربما سيطالهم في يوم من الأيام فسعى وجاهد الكثيرون إلى خلق وتوسيع الفجوة التي كانت بيننا وكانت نتيجتها سوء فهم واختلاف في الرؤى حولها المنافقون إلى قضية إلا أن محبة العلوجي واعتدالنا ومحبتنا له رد الفتنة على أعقابها وخاب المنافقون وعادت الأمور لأفضل مما كانت عليه .
اعرف تماما أي حب يعتمر قلب هذا الرجل ,وأي مواقف مشرفة تخرج منه أيام المحنة ,وأي طيبة تسيطر على تفاصيل حياته , وأي شجاعة يحمل بين ثنايا إرادته ,وأي إنصاف يجود به إن امن بقضية ما,وأي عناد وإصرار يحتويه وقت (المزامط),وأي حروب خاسرة ينالها من يريد أن يقف بوجه,وأي كرم يخرج منه إن جلست معه جلسة عتاب ,وأي غضب يتطاير منه إن أردت أن تمارس معه لي الذراع ,العلوجي كتلة من المحبة إن فهم صح ,وشعلة من الغضب إن أساء الآخرون فهمه .
يكفي الجميع فخرا بان العلوجي وصحيفته رياضة وشباب هم أبناء شرعيين للتغيير الجديد وهم نتاج مرحلة الانفتاح والخلاص من الدكتاتورية ولا يرتضي العلوجي وكل من معه في سفينة الحق أن تصادر حرية التعبير ومحاربة الفساد وهما قمة مكتسبات العراق الجديد الذي ولد من دماء الشرفاء طيلة خمس وثلاثون عاما لبناء دولة كريمة يذل بها النفاق وأهله ويعز بها العراق وأهله ,ومن لا يحافظ على هذه المكتسبات ويعتقد خاطئا أو جاهلا بان باستطاعته أن يعيد الزمن إلى الوراء عبر تكميم الأفواه وجعل كل شيء خارج حدود النقد والكشف والمصارحة ويملأ الدنيا تنظيرا وقضايا ومحاكم نشر فهو في وهم كبير وعليه أن يصحو منه قبل فوات الأوان لان الأوان إن فات فان ساعة مزابل التاريخ ستدق ليرمى فيها كل من تخلف أو تحايل على سفينة العراق الجديد و لازال يفكر بنفس السلطة للسلطة , لا السلطة للشعب والشعب هو القاضي والحكم .
الحوار والاتفاق وحده من يبنى ناطحات سحاب كناطحات آل نهيان ,والنفاق والشقاق وروح الكره والعداء والقطيعة وعدم سماع الرأي وتقبل النقد هو من جعلنا نبني ناطحات سحاب من الكذب والتراجع في كل مجالات الحياة لأننا نؤمن بالوهم والهتاف والتصفيق ولا نؤمن بمرارة المكاشفة والحقيقة .


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10811
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20