عبد الكريم سروش هو الاسم المستعار لحسين حاجي فرج الدباغ تخرج من جامعة  لندن وحصل على شهادة الدكتوراه في فرع الكيمياء  بالاضافة الى تخصصه في الكمياء كان مطلعاً على فلسفة العلم ومعطيات أحدث  تياراتها النقدية الحديثة وتراث المدرسة الوضعية كان سروش قريباً من علي شريعتي ومرتضى مطهري  تأثر عبد الكريم سروش بأراء الفيلسوف جلال الدين الرومي والفيلسوف النمساوي  كارل بوبر  يرى سروش أن الأجزاء المختلفة  للمعرفة البشرية هي في تعاط  مستمر في ما بينها، وإذا ما شهد العلم  إبداعاً فإنه يترك تأثيره على علم الفلسفة، وأن تحوّل الفهم الفلسفي يغير فهم الشخص حول الإنسان والكون، وعندما  يأخذ الإنسان والكون وجهاً آخر فإن  المعرفة الدينية تأخذ معنى جديداً  يعتبر عبد الكريم سروش أن نظريته تأخذ  بنظر الاعتبار التوفيق في حل التعارض  بين الدين من جهة ومكتسبات الفكر  والمعرفة البشريةمن جهة أخرى وبالتالي  فهي منهج لطرح جديد وعصري للدين، وأن  التحوّل والتطوّر في المعرفة الدينية  ليسا ناجمين عن المؤامرة والخيانة  ووسوسة الشيطان، بل من لزوم التغييرات القهرية في الكون، وحركة الذهن، وسعة استيعاب الفهم، وطموحات الفكر وتطلّعات  الروح البشرية المعادية للجهل. 
 
 وخلافا لمطهري لا يعد سروش المجتهدين من  رجال إحياء وإعادة بناء الفكر الديني،  لأن الاجتهاد لديهم هو تغيير في الفروع  وليس تحوّلاً في المبادئ والأصول،  ولذلك فهو يرى أن المستنير الحقيقي في  إعادة بناء الفكر الديني هو الشخص الذي  يجيز الاجتهاد في الأصول أيضاَ. إن  الأمر المهم في هذه الدراسة هو المقارنة  بين هذه النظرات من مختلف الجهات  كالرؤى، والسبل، والمناهج التي تطرح  لإحياء الدين، والمنهج المعرفي، وعلم  الإنسان، وعلاقة الدين والدنيا، وعلاقة  العلم والدين، ودوافع دراسة الفكر  الديني، وسر خلود الدين ورسالته  والمصلحين الدينيين. 

 ومن هنا بدأت قصة سيد كمال الحيدري في  تبني الآراء التي كشف عنها في التسجيل  الاخير والتي يقول فيها:   (إن كل المصاديق الواردة في القرآن  الكريم متغيرة، بما فيها العبادات. ويؤكد ذلك بعبارته الواضحة في مقطع فديو  له انتشر في مواقع التواصل : (لا استثني مفردة في القرآن.. لا استثني شيئاً.. كل  المصاديق متغيرة) ويزيد على ذلك فيقول  :
 (ان علماؤنا السابقون اجتهدوا في زمانهم  وأسسوا لنا فقهاً ايضاً ، وعليه فنحن  نستطيع ان نجتهد ونؤسس فقهاً جديداً )
 ويضرب السيد كمال الحيدري بالصلاة  مثلاً على رأيه، حيث يقول : (أن رسول الله  (ص) لو كان في ظروفنا فانه يقدم نظاماً  جديداً للصلاة ) . انتهى نص كلام الحيدري  ومن هنا نترك الحكم والمقارنة للقاريء  العزيز أن يميز التقارب بين أفكار سروش  وأفكار سيد كمال الحيدري لاسيما وأني  سمعت أيام حظوري درس سيد كمال ينوه ببعض أفكار عبد الكريم شروش . 

 احمد معلان العلوي 27/ربيع الاول 1438هـ