• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ألديكتاتورية سبب إستمرار مأساة العراق و العالم! .
                          • الكاتب : عزيز الخزرجي .

ألديكتاتورية سبب إستمرار مأساة العراق و العالم!

الديكتاتورية و بآلتالي ألظلم؛ لا يقع في بلدٍ أو مدينة أو حتى في بيت صغير إلّا حين يتحسّر ألمواطن فيه على قوت يومه أو إستقراره أو حريّته بسبب تفرّد آلرئيس او القوانين المجحفة الحاكمة, حيث يفقد ألمواطن بفقده لتلك الحقوق ألطبيعية(1) ألعيش عزيزاً كريماً سعيداً حرّاً في وطنه أو مدينته أو حتّى مع عشيرته و عائلته, فيُحسّ لذلك بآلغربة و آلألم و آلمُعاناة و آلضّيق و يُحاول ألتّخلص من ذلك بشتّى الأساليب و ربما بآلهجر حين لا تُجدي المُحاولات التغيّريّة و الأصلاحيّة نفعاً, لهذا يُفكر ألمظلوم دائماً إمّا بالمعارضة أو آلأنتقام أو ربّما آلهجرة للأبد كحلٍ أخير لوضع حدٍّ نهائي للمأساة و آلظلم!

و آلديكتاتورية لا تقع في أمّة أو مدينة أو حتّى في عائلة صغيرة إلّا حينما يتحرّر آلأنسان من عبودية الله .. ليقع في عبوديّة ألآخرين بسبب آلمادّة و آلشهوات و حبّ ألتسلط, لهذا لو أردنا أن نُحقق العدالة الكاملة في مجتمع ما علينا آلحذر و آلتوازن لتطبيق قوانين آلعدالة في توزيع المال و السكن أو السلطة أو القدرة, كي نُحقق ألسعادة الحقيقية للجميع بإنعتاقنا من ذلّ و عبودية ألآخرين عبر آلتّعبد لله وحده ألذي يُعتبر هو المالك الحقيقي لكلّ شيئ, و ما نحن سوى مالكين مجازيين لا نملك في آلحقيقة شيئاً, و سنغادر هذه الدنيا كما دخلناها عاريين من كلّ شيئ حتّى آلثياب أوّل مرّة.

فآلغرب تقدّم و يتقدّم رويداً رويداً حتّى وصل آلذّروة في آلتقدم ألتكنولوجي و آلعلمي على أكتاف ألمُجدّين ألطّيبين في مُختلف مجالات ألعلم و آلعمل, لكنّ آلمواطن ألعادي بدأ يحسّ و يُواجه ديكتاتورية ألطبقة الرأسمالية ألحاكمة بشتى الأعتراضات .. و حتى ألأحزاب أو الرئيس ألمُنفّذ لمنهج السياسة المالية و الاقتصادية لأصحاب الشركات و البنوك الكبرى أصلاً,  و على الرّغم من إمكانية حصول أكثر المواطنين في آلغرب على الحدّ ألأدنى من القوت اليومي و آلسكنٍ ألغير ألمُريح و راتب محدود للعاطلين إلا أنّ مشكلة التفرد بآلسلطة و المال لم تُحلّ بعد, فالأنظمة ألغربيّة ما كانت لتُعاني آليوم من أزمات عميقة و خانقة أحياناً لولا جشع الرأسماليين و إشاعة الفساد الأخلاقي بين الناس و بُعدهم عن قيم ألعدالة ألسّماوية و آلأخلاق حيث لم ينفعها سعيها لتطبيق العدالة النسبية كما أسلفنا - كوسيلة لأمتصاص دماء المواطنين بل خيرات الدنيا - بآلقياس مع الأنظمة ألدكتاتورية ألحاكمة في بلداننا و التي تُريد فيها الذي يصل سدّة الحكم بطريق ما أن يمتلك كلّ شيئ من لا شيئ.

فآلذي حصل في الغرب بعد كل ذلك آلتخطيط و العمل و البناء و آلمعاناة و آلحروب ألّتي إمتدّتْ منذ ثورة ألرينوسانس (النهضة) قبل  ثلاثة قرون هو:

تخلّصها – أي الناس - من ظلم الكنسية لتقع في ظلامات أكبر و ديكتاتوريات أقسى من ذلك بعد مرور ألقرون و نمو البرجوازية و الطبقة الرأسملاية, و الذي اتوقعه هو إنّ المواطن سيصل عاجلاً أو آجلاً إلى حدّ يكون معه عاجزاً عن آلقيام بأية عمليّة تغيّريّة أو حتّى دفع  الأذى عن نفسه ضد آلقانون الحديدي ألذي يُدافع عنه قوات آلجيش و آلشرطة و آلأمن و آلنظام و آلجواسيس .. و هي أقوى بكثير من قوّة ألشعب الأعزل الذي عليه الرّضوخ للقانون و للحاكم مقابل إشباع بطنه – و القبول بآلحدّ ألأدنى من المعيشة – هذا  بآلطبع مقابل بيع ألمواطن لكلّ وجوده و كرامته و قيمه, و هنا تكمن محنة الأنسان في هذا العصر الحديث و آلغريب جدّاً!

فآلديمقراطية التي شرعنها الغرب منذ أيّام أفلاطون و سقراط و قبلها و إلى يومنا هذا؛ هي ليستْ مُجرّد إجراء إنتخابات عبر صناديق الأقتراع ليتبدل هذا الشخص بآخر .. أو هذا الحزب بحزب آخر .. ليديم و يستمر آلسلب و آلنهب و التسلط و التعالي على الناس بغير حقّ.

كما أنّ الديمقراطية و مبادئ العدالة الأجتماعية تفقد معناها في المجتمع بمجرّد أن يكون راتب و مخصصات المسؤول أو الرئيس او المدير أضعاف راتب الموظف أو العامل ألذي قد يُقدّم أكثر منهُ عمليّاً داخل إطار نظام الدّولة, بل أرى العكس من ذلك تماماً .. فلو كان هذا المُنْتَخَبْ من قبل الشعب قدوةً بحقّ و يستحق أن يتقدم على الناس كعضو في الحكومة أو البرلمان عليه أن يعيش براتب و إمكاناتٍ أقل من المواطن العادي لتتحقق ألمصداقية في وجوده كما تصوره الناس, وإلا فأنه ظالم و مستغل و على الناس عدم إحترامه و محاكمته .

 فآلدّيكتاتورية سواءاً (ألديكتاتورية الفرديّة كما هو حال عالمنا الثالث) أو (ألديكتاتورية ألمزدوجة – فردي و حزبي جماعي - كما هو حال عالمنا الأول و الثاني) و آلقوانين ألوضعية الحاكمة؛ معظمها هي آلّتي سبّبتْ و تُسبّب ألمآسي في آلبّشريّة, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله العليّ العظيم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبر عنها الأمام علي بقوله:[عجبتُ كيف يبيت الأنسان جوعاناُ و لا يخرج شاهراً سيفه بوجه آلناس].
  .basic needو عبّر عنهُ ماسلو في مثلّثه آلمشهور بـ [ ألحاجات الاساسية] أو [ ألبيس نيد]




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10899
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29