• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : تساؤلات في مشروع الحوزة العلمية .
                          • الكاتب : مصطفى غني .

تساؤلات في مشروع الحوزة العلمية

سُؤال: ما هو دور الحوزة العلمية التبليغي.؟ وما هو دور المرجعية العُليا؟

التبليغ وظيفة دينية مُقدسة ومن أجلى مصاديق هذا العُنوان هو عمل الأنبياء إذ العمل الأول لهم هو تبليغ رسالات ربهم لأقوامهم التي يعيشون فيها تبعهم على ذلك المنوال أهل بيت النبوة(عليهم السلام جميعاً) وكانت رسالات الأنبياء والأئمة الهُداة هو التبشير والتحذير وقد نص الباري تعالى في كتابه العزيز على ذلك(وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)فهي الغاية التي بعث الله الأنبياء من أجلها والتبليغ مفهوم شامل إذ ينطوي تحته تعلم العلوم الشرعية وتدريسها والهجرة إلى المناطق البعيدة لتعليم الناس الأحكام وإرشادهم وكذا التأليف... إلى غير ذلك مما ينطوي تحت مفهوم التبليغ ولا يخفى على أحد خُطورة العمل من باب وضع الإنسان نفسه في مقام القُدوة لهم كما صنع الأنبياء كما لا يخفى أهمية العمل والحاجة إليه خُصوصاً في وقتنا الحاضر حيث أصبحت هُناك ضرورة مُلحة لوجود المُبلغين مع تزايد موجات الضلال والفرق الضالة والمُضلة والأقلام المأجورة والمسمومة التي تدس السُم بالعسل مُحاولة تشويه الطريق على المُجتمع الإسلامي والذين يقع على عاتقهم مهام التبليغ هم العُلماء الأعلام وأفاضل العلم وطلبة العلوم الدينية في الحوزة العلمية وهذه الوظيفة من باب لزوم الإتيان بها وعليهم مُضاعفة جهودهم في هذا الطريق المهم والخطير ولكي لا يطول الكلام بنا ينبغي أن يكون القارئ الكريم على علم إذ بات ينتظر كل ما يُطرح على الساحة ويترقب نتاج الحوزة العلمية المُباركة وعملها وإصداراتها وهي قد شمرت عن ساعديها من خلال مشروعها التبليغي السنوي(المشروع التبليغي الحوزوي) وذلك من خلال ثُلة طيبة من أفاضل العلم وطلبة العلوم الدينية وهذا الدور نُقطة إيجابية وفعالة تُحسب إليها مع اختلافنا معها ببعض مناهج العمل فهو شُعور بالمسؤولية المُلقاة على عاتقها كمؤسسة دينية وعدم ترك الساحة الشيعية والعيش بمعزل عن المُجتمع الذي يعيش ظُروف عصيبة تجعله بمنأى عن التعاليم الإسلامية بسبب الإسقاطات الأيدولوجية المُعقدة وتراكمها الأمر الذي جعل للمسألة خُطورة يجب الوقوف عليها ودراستها وتوفير العلاج اللازم لها فجزاهم الله خيراً.

وأما ما يتعلق بالسُؤال الثاني فقد كان للمرجعية الدينية العُليا الدورالفعال والتي تعمل بصمت حكيم بارع في مُباركة جُهود العاملين على المشروع ومتابعتهم قدر الإمكان والذي ينبغي الإشارة إليه كون المشروع ينبثق من حوزة النجف الأصيلة وبمُباركة مراجعها العظام(حفظ الله الجميع) وفي تصريح للسيد أحمد الاشكوري المُشرف العام على المشروع حيث أجاب على سُؤال وجه إليه حول دور المرجعية في زيارة الأربعين فقال: يسعى هذا التبليغ إلى جمع المؤسسات الدينية على اختلافها تحت عنوان الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وإن دور المرجعية العُليا في النجف الأشرف فيه هو دور أساسي بلا شك، بل إنّ أولى خطوات التبليغ في كل عام، هو الحُضور في بيت المرجع الأعلى وطلب الإذن منه، وتعيين من يُدير المشروع ويُشرف عليه، ثم تتم زيارة المراجع العظام في النجف الأشرف في هذا الصدد أيضاً. وكذلك بين سماحته البرنامج في هذا التبليغ قائلاً: إن البرامج على تعددها وكثرتها تصبّ في هدف واحد، هو القيام بالتبليغ الديني فقهياً وعقائدياً وأخلاقياً في طريق الزوار، ابتداءً من نُقطة الصفر في النقاط الحدودية للعراق، وانتهاءً بكربلاء المقدسة، مروراً بكل الطرق المؤدية إليها. إنّ ما يقرب من خمسة آلاف مبلغ ومبلغة، تم اختيارهم وفق مقاييس العلم والورع والاستقامة العقائدية، يقومون بهذه المهمة. إن إقامة الصلاة جماعة، وتعليم الناس أمور دينهم، هي أولى أهداف هذا التبليغ. بما في ذلك إقامة صلاة الجماعة الموحدة يوم 17 صفر من كل عام. ويهدف التبليغ أيضاً إلى استقبال الوفود من خارج العراق، سواء على مستوى الوفود الشيعية المؤمنة، أو على مستوى استضافة أهل العلم من خارج العراق، أو على مستوى الوفود من أصحاب الشهادات بمستوى البروفيسور فما فوق، وغالب هؤلاء من المسيحين وهناك برنامج خاص بالنخب من طلبة وأساتذة الجامعات العراقية، حيث تتم استضافتهم لعدة أيام بهدف التواصل بين الحوزة والجامعة. نعم لست بصدد الوقوف أو التوقف عند بعض العبارات التي ذكرها سماحته ومُناقشتها وطرح بعض الإشكالات عليها لأن ذلك تطويل لا محل له هنا.... والخُلاصة هو أن نكون على أمل باستمرار من حوزاتنا العلمية وأن يكون عملها على نطاق واسع وعلى قدم وساق وأن يكون هناك تطوير لهذا العمل ولبقية الأعمال لكي لا تتوجه السهام والرصاصات عليها من كل حدب وصوب...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109121
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19