• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المعركة القادمة مع الفساد والفاسدين  .
                          • الكاتب : وسام التميمي .

المعركة القادمة مع الفساد والفاسدين 

مؤكد جدا ان العراق تنتظره مرحلة جديدة هي بلا شك في غاية الصعوبة وحري بنا اذا ما قلنا انها اخطر من تلك التي واجه فيها العراقيون بأسناد من مرجعياته الدينية كافة اولا والدول الحليفة القريبة منه والبعيدة ثانيا اعتى جماعة ارهابية عرفها التاريخ . 

العراق اليوم اصبح على مسافة قريبة من قبر تنظيم ارهابي سيطر على ثلاث محافظات في يوليو/ تموز عام 2014 . لم يبقى الا جزء صغير جدا يتمثل بقضاء راوة اقصى غرب الانبار . ويعلن خلو العراق من تنظيم داعش الارهابي . ويعلن ايضا النصر الكبير الذي حققه العراقيون في ظل دهشة العدو والصديق . بما انجزه العراقيون من خوض حرب اجبروا عليها .

مع قرب طي صفحة القضاء على داعش وانتهاء مشوار تصفية كل الجماعات التكفيرية عسكريا . تنتظر العراقيون جولة ثانية مع الارهاب تتمثل بالحرب الفكرية لتنظيم داعش وهنا نشدد على اهمية هذه المعركة حتى لا يكون هناك فسحة من الامل تعتاش عليها تلك الجماعات الحاضنة للفكر الظلامي . ولان العراقين ارهقتهم تلك الحروب يتوجب عليهم قبر الارهاب عسكريا وفكريا كي يكونوا بمأمن من احتماليات اعادة صياغته بقالب جديد . وهذا الجهد ينصب على المؤوسسات الدينية بكل اطيافها من خلال كشف الفكر التكفيري وبعده الحقيقي عن الاسلام المحمدي الاصيل اسلام الانسانية والتسامح . ولان ذلك ابضا يصب في التمهيد لمرحلة ارى انها لا تنفك عن خطر الارهاب لا بل اشد خطورة . 
اكاد اجزم ان تلك المرحة او الصفحة القادمة سمها ما شئت هي المعركة القادمة للعراقين .تتجلى في القضاء على غول الفساد والفاسدين الفساد المالي والاداري الذي راح ينهش في كل مفاصل الدولة والحياة حتى صار من المسلمات . وهذا ما لا غبار عليه وانعكاسه على واقع الحياة المجتمعية في العراق . فالواقع السحيق الذي تعيشه العاصمة بغداد والمحافظات العراقية على مستوى الخدمات والبطالة وتوقف قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة خير دليل . ومن منا لا يعرف ان هناك حيتان للفساد التي استولت على المقدرات المالية للبلاد منذ عام الفين وثلاثة وحتى الان 

كيف ستكون تلك المواجه مع تلك الحيتان متى تبدأ ساعة الصفر  مع من ستكون تلك البداية . قد تكون  هذه بعض الافكار التي كانت تعتمل في ذهينية رئيس الوزراء حيدر العبادي _ قبل ان يطل في مؤتمره الاسبوعي المعتاد ليتحدث بلهجة شابتها بعض الحدة لا ريب في ذلك .. وهو القائل ( ان معركتنا القادمة ستكون على الفاسدين وان خطر الفساد لا يقل عن خطر داعش  )  
كثيرون يضعون في رصيف  افكارهم ان تلك المواجهة مع الفاسدين هي شديدة الصعوبة لا بل اصعب من مواجهة الارهاب الداعشي . لذا بات من الضروري والحتمي على كل افراد الشعب العراقي الاصطفاف مع حكومتهم وعلى المؤسسات المجتمعية ان تأخذ على اكتافها مهمة التوعية من خطر الفساد والمفسدين على بنيوية الدولة . 
لا ادعي ان القضاء على الفساد سيكون امرا فرديا اطلاقا . واذا كان الشعب العراقي مازال يحلم ان يعيش حياة حرة كريمة مثل شعوب العالم الاخرى ينبغي عليه ان يلتف حول مرجعيته الدينية التي كثيرا ما كان لها المواقف الشجاعة في تشخيص مواطن الفساد والفاسدين وحذرت من خطورته وانعكاساته على المجتمع . عليه ايضا ان يساند ويدعم الحكومة في معركتها القادمة ضد الفساد والفاسدين . فهذه المعركة تحتاج الى ان يكون الجميع متعاضدين متماسكين وما النصر الذي تحقق على الجماعات التكفيرية الا بالتوحد . واعلمو ان الله مع الجماعة . 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109711
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29