• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : بعد الثورة؛ إنقلبتْ إيران مجوسية .
                          • الكاتب : عزيز الخزرجي .

بعد الثورة؛ إنقلبتْ إيران مجوسية

 ألحقيقة لا أناقش هذا الصّراف على مقاله المرفق(رد على آلصحفي محمد حسنيين هيكل) كونهُ يُصرّف ألأمور حسب عقله بعيداً عن المعطيات السياسية ألواقعية و الأسلامية و العالمية و المعادلات العديدة بشأن آلأوضاع العالمية .. لأنه لا يفهمها, و لا يفهم حتى تعريفاً صحيحاً للسياسة على ما يبدو , فقط أريدُ أنْ أسأله سؤآلاُ بسيطاً و هو من صميم أحد إختصاصاتي و هو:ـ

ـ[ هل موالاة الشيعة لأهل بيت رسول الله(ص) .. تعجّ منها رائحة آلطائفية؟

لا أدري إن كان هذا آلصرّاف يفهم اللغة ألعربية أم لا .. ليراجع القرآن و يرى ماذا قال الباري تعالى ألذي جعل الطائفة (الفرقة) ألناجيّة هي تلك ألتي تُؤمن و تودّ و تحترم أهل البيت(ع)؟

 حيث يقول الباري تعالى:ـ

ـ [قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى](ألشورى / 23) و نرجو لو كان يهمه آخرته أو معرفة الحقيقة على الاقل إنْ كان لا يؤمن بآلآخرة؛ أنْ يُراجع سبب و معنى نزول تلك الآية ألعظيمة التي أعتبرها ثقل القرآن و فحواه و سرّ إستمراره عملياً بين البشرية.

إن إيران اليوم شئتم أم أبيتم أيها آلتائهون ألضالون؛ هي التي تحمل راية الأسلام ألمُحمدي الأصيل - هذا هو الواقع الذي إعترف به الصديق و العدو - و هي تُواجه لوحدها كلّ طغاة الأرض من اليهود و المستعمرين و الأمريكان خصوصاً و إن كلّ ما تريده القوى الكبرى اليوم هو تعبئة ألجاهلية العربية ضده خط الثورة الخمينية لتقاتل الثورة آلاسلامية بدعوى الطائفية (سنة و شيعة), و ما  عليكم سوى مراجعة الروايات حول هذه الحقائق التي يبدو أنكم لا تُريدون قبولها, هذا إن كنتم تعرفون معنى الروايات و تفسيرها و تحليلها!؟

كما نرجو أن يراجع هذا الصّراف و أمثاله من البدو ألمتخلفين تأريخ الطائفية .. و من الذي أشاع "الطائفية" التي يعنيها بعقله؟

و من الذي بدأ بترويجها عملياً؟

منذ وفاة آلرسول(ص) و إلى يومنا هذا!؟

بعدها سترى من هي الطائفة ألمظلومة التي أذاقها الحكام و آلخلفاء ألأمرّين, حين ذُبحوا - أي موالي خط أهل البيت(ع) - بسكاكين الحقد الطائفي البغيض من قبل طلاب الكراسي و آلسلطان و آلخلافة .. لمجرد أنّهم آمنوا بعقيدة و حقّ أهل  الاسلامية التي ستنشر الأسلام عاجلاً أم آجلاً .. و أنتم نائمون لأن إنتصار هذه الثورة العملاقة هو وعد الله و الله لا يُخلف البيت(ع) بآلخلافة من بعد الرسول الكريم(ص) دون سواهم؟

عجيبٌ أمركم أيّها المُغفلون ألذين تُحققون ما يصبوا إليه اليهود بثمن بخس بمعاداتكم للثورةوعده؛

و أخيراً أُذكّركَ بشيئ واحد ربما نسيته أو صرّفته حسب عقلك و هو:ـ

حين كان الشاه العميل يتصرّف مع العرب كخدم و عبيد كان الجميع و أولهم صدام يركعون أمامه لكون أمريكا و إسرائيل كانت تدعم نظام الشّاه المقبور(و يا ليتك شاهدت صدام ألجبان ألذليل في إجتماع الجزائر عام 1975م؛ كيف ترك كرسيّه و دار القاعة الكبيرة كلّها كي يتقرّب من الشاه ليصافحه أمام مرآى العالم كلّه بكل تواضع و ذلّة و هو يتنازل عن شرف آلأرض و آلماء و الأنسان ليقتل آلشعب الكردي بعد ذلك في مجازر دامية ما زالت آثارها باقية كوصمة عار على جبين البعثيين ألبدو المجرمين .. هذا بعد توقيعه للمعاهدة المشؤومة عام1975م .. و هكذا بقية الحكام ألعرب المجرمين) و لكن عندما نجحت ثورة الأسلام العالمية بقيادة الخميني العظيم عام 1979م و قلع الثوار الخمينيون ألأبطال ألعلم الاسرائيلي و أبدلوه بآلعلم الفلسطيني في قلب طهران الثورة؛ ثارت ثائرة العربان البدو الجهلة من أمثالكم لتصبح بعدها إيران مجوسية و فارسيّة.

فهل العرب يا تُرى جهلاء إلى هذا الحدّ بحيث لا يعرفون الفرق بين المسلم و الغير مسلم!؟

أم إنها آلقوى الاستكبارية التي تحركهم للوقوف بوجه الثورة الاسلامية!؟

أم آلأثنان معاً!؟

 فتباً لكم أيها العربان البدو على مصيركم و ما تؤمنون به من عقائد جاهلية بالية و فكر قوميّ متخلف منحط!

عزيز الخزرجي 
 

 


شماعة "التفكير الإستراتيجي" واحتلال الوطن العربي قطعة قطعة

باقر الصراف

في كل مناسبة هامة تستدعي تفسير الأحداث السياسية "الراهنة"، يظهر السيد محمد حسنين هيكل المفكر والسياسي والصحفي اللامع على شاشة قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية المرئية، يحرص من خلالها، على إيصال رسالة "مغلفة بالعِلم والرؤية السياسية الإستراتيجية" إلى جمهورية إيران "الإسلامية"، على أنها هي الهدف السياسي الإستراتيجي للعدوان الأمريكي القادم في المنطقة العربية وجوارها، وكان آخر تلك الرسائل "الفكرية والسياسية" ما تضمنه القسم الثاني من حواره مع السيد محمد كريشان الموظف في قناة الجزيرة، وذلك في يوم الجمعة الموافق 28 / 10 / 2011، ومما جاء في تلك المقابلة بما يخص موضوعنا قوله "البات الحاسم الجازم": "أنا حأقول لك حاجة ده يقتضيك انك تضع أين المواجهات الرئيسية في المنطقة، عايز أقول لك أن المواجهة الرئيسية الموجودة في المنطقة هذه اللحظة هي إيران، وأنا قلق جدا مما سوف يجري بالنسبة لإيران، وارى التهم تلفق أو تجهز، في الملف الإيراني وإذا أردت أن تحارب إيران فلا بد أن تأخذ العالم الإسلامي إلى جوارك، [. . .]، دول يقدروا يساعدوه في حرب سنّة ضد شيعة، ولذلك كنت بقول للإخوان مسلمين انتبهوا لأن الاعتراف بكم ليس بريئاً، [. . .]، في جبهة بتيجي في المواجهة القادمة، في جبهة إيران وهذه أميركا مختصة فيها بالدرجة الأولى ومعها إسرائيل" .

إذن، هناك المواجهة الحربية القادمة ستكون حتماً بين أمريكا وإيران، وهو ما يجعل الأستاذ "قلقاً جداً"، لذلك هو يرجو أنْ لا يضل أحدٌ ما الطريق في إستبدال أولوياته في المستقبل، وبالتالي قد ينخرط في الجهد الأمريكي ضد إيران ! ولا يجب على الإخوان المسلمين أنْ يظلوا أسرى فضل الإعتراف الأمريكي بهم .  ووعي التطورات السياسية في المستقبل، هو دافعه الأساس في التصريح ذاك، كما يبدو، والذي يتكرر منذ ذلك الحين . . . بله في كل حين.

وفي أية حال، كان رأيه الفكري والسياسي ذاك هو جوهر موقف الأستاذ الكبير هذا في بداية العقد التسعيني من القرن الماضي، ولكن مع ذلك فقد أقدمت الولايات المتحدة على اِحتلال العراق بعد ثلاثة عشر عاماً من الحصار الشامل والذي أعقب الحرب التدميرية التحطيمية للعراق، وذلك بمساعدة الميليشيات التي كانت تعيش في إيران على المستوى التحريضي الكاذب والمعلومات الحقيقية والمفبركة والمعركة العسكرية، وبعد أنْ سمح ما يسمى بالمرشد الأعلى علي خامنئي لمجلس الحكيم وقوات بدر بالتنسيق مع الولايات المتحدة ولكن "الهدف الإستراتيجي في الحرب الأمريكية على إيران ما زال مائلاً".

كما أقدمت الولايات المتحدة وشقيقاتها الأوربيات على اِحتلال ليبيا في العام 2011، وجرى تحطيم الجماد والعباد من أجل أهداف إستراتيجية تتعلق بالسياسة الغربية، وليس من بينها سببٌ يتمحور حول وجود الزعيم الليبي معمر القذافي على رأس السلطة، ولكن مع ذلك، ظلت الهواجس السياسية تتملك رأي الأستاذ من الحرب القادمة شاخصاً بقوة وذلك بسبب "الهدف الإستراتيجي للأمريكيين في الحرب على إيران ما زال ماثلاً".  

وأسهمت إيران في تفتيت الوضع الإجتماعي اليمني عبر الدعم السياسي والمادي والمعنوي للحوثيين الذين لا يواربون في إلتزامهم الطائفي الكريه والموالي لإيران، ناهيك عن دعم الإنفصاليين الجنوبيين ضد الوحدة اليمنية، ولم نسمع كلمة واحدة من الأستاذ هيكل حول هذا الإسهام التفتيتي والتدخل الصارخ في الشأن اليمني، ربما بسبب أنَّ "الهدف الإستراتيجي في الحرب على إيران ما زال ماثلاً".

والتدخل الإيراني الطائفي في البحرين ما زال ناشطاً على قدم وساق عبر مشارب عدة وقنوات شتى والتبرعات ما تزال تنهال على الأشقاء في الرؤية الطائفية، رغم أنَّ وحدة الأمن القومي العربي هي الضحية على شفرة المقصلة الإيرانية وتدخلاتها السافرة، ولكن الأستاذ هيكل لم يصرح بكلمة واحدة لردع الظالم على الطريقة النبوية المحمدية، من أجل الحفاظ على عروبة البحرين وتكامل مجتمعه، ربما بسبب كامن قوامه "الهدف الإستراتيجي للأمريكيين في الحرب على إيران ما زال ماثلاً" .

والموقف السلبي والمطابق للرؤية الإيرانية، من ملايين العرب في الأحواز الذين يشكلون الجناح الآخر للخليج العربي، هي أحد "تجليات" رؤيته السياسية التضامنية مع القيادة الإيرانية، ورغم التجربة المشعشعية التي هي أول إمارة عربية في العصر الحديث، ومنذ 400 عاماً تقريباً، ورغم التفريس للبشر عبر الاِحتلال وتوطين الفرس الذين قارب عددهم المليون فارسي، ومصادرة الأرض الأحوازية لصالح تفريسها، ونقل المياه العربية إلى أصفهان ورفسنجان وسيستان، وغيرها، وذلك في الأحواز المظلوم فعلاً، والذي اِحتلته إيران في العام 1925، وربما كان تعاطفه مع الموقف السياسي الإيراني يرجع لسبب آخر يتعلق بالتسمية الأوربية الإستشراقية للمفاهيم السياسية الخاصة: كـ"مفهوم الشرق الأوسط والأدني والخليج الفارسي"، أو ربما لمبرر يردده الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل يتجلى بـ"الهدف الإستراتيجي في الحرب على إيران ما زال ماثلاً" .  

الحرب "السنية الشيعية" وصراعاتها المتوقعة ودورها في دعم وجهة النظر الغرب الأمريكي، ورغم النفخ في هذه المفاهيم المذهبية لم تنشط إلا في أعقاب إنتشار الرؤية الصفوية التي تتخذها إيران منذ قيام ثورتها في ثمانينات القرن الماضي، وكم ونوع الفضائيات والإذاعات التي تروج على المكشوف للرؤية الطائفية، وكذلك كثافة الصحف الموالية للرؤية الصفوية وخصوصاً المجانية، وأموال الرشوات المدفوعة عبر مسارب متنوعة من بينها أموال الخمس وحقوق المؤمنين بالمهدي المنتظر الذي سيقتل عند ظهورة تسعة أعشار العرب، وغيرها الكثير الغزير، والسب العلني للصحابة بما فيهم الخلفاء الراشدين: الثلاثة الأوائل، وأمهات المؤمنين، وتكفير أربعة أخماس المسلمين الين سيمسون مخلدين في نار جهنم وفق أقوال السيستاني وأسلافه العلماء الفرس، وهي كلها نشاطات دعوية وتحريضية مقرونة بطباعة آلاف الكتب وصدور مئات الفتاوى، والتمدد الطائفي في الدول العربية الإسلامية في مشرق الوطن العربي وشمال أفريقيا التي تتخذ من الطعن والسب خطوطاً فكرية وسياسية لها، وكلها ذات دلائل مشهودة، ومع ذلك، فإنَّ السيد الأستاذ هيكل لا يلتفت إليها بكلمة نقدية واحدة، رغم كونها تستثير ردود فعل واسعة من قبل بقية أصحاب وأنصار المذاهب الإسلامية من غير المدرسة الإثنا عشرية، وتغدو مجموع هذه المواقف الإيرانية بمثابة "العثة" التي تنخر بالجسد الإسلامي كله، وربما كان تبرير السيد هيكل هو أنَّ "الهدف الإستراتيجي في الحرب على إيران ما زال ماثلاً" .

اليوم يمضي عقدان ونيف من السـنوات على رؤية الأسـتاذ محمد حسنين هيكل الإستراتيجية: العدوان القادم على إيران، وأجزاء الوطن العربي تغدو محتلة أمريكياً وبشكل مباشر قطعة قطعة، ورغم الدلائل العديدة حول تقاسم النفوذ بين المحتلين الأمريكيين والإيرانيين في العراق، والذي كان من بين أبرز دلائله زيارة رئيس جمهورية إيران للقصر الجمهوري الذي يقع تحت هيمنة القوات الأمريكية: قواتها التي تحرص على شمشمة كلابها لنواب ما يسمى بالبرلمان العراقي، كلما دخل أحدٌ منهم المنطقة الغبراء التي يقع فيها القصر الجمهوري الذي زاره نجاد، وحديث الأستاذ هيكل ما يزال متواصلاً عن "الهدف الإستراتيجي"، كما شاهدناه في تلك الحلقة .   

فهل ينطوي الأمر على ولاء سياسي ما للرؤية الفارسية الصفوية التي طالما "يتغنى" بها القادة الإيرانيون ووليهم الفقيه خامنئي؟

أم أننا نتعمد رؤية جانب واحد من الصورة الكلية لمفاهيم الصراع السياسي والإستراتيجي في المنطقة وعلى المنطقة ؟

أم أن المثال السياسي بما فيه أسلوب الإنتاج والمساواة بين أفراد الشعوب الإيرانية، والحياة السياسية "الديمقراطية جداً" لكافة أفراد الشعوب الإيرانية المتنوعة القوميات، هو الذهب الذي يعشي الأبصار ؟ . 

 

* كاتب عراقي مقيم في هولندا

 

03 – 11 – 2011
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28