لا أجيد لغات الخيانة والنفاق التي تدرس في دهاليز السفارة الأمريكية في العراق وطلابها في أروقة المنطقة الخضراء والجادرية والقصور الرئاسية ومقرات الأحزاب المتطرفة والمنبطحة ولست متطرفاً ولا عنصرياً ولا طائفياً ولا قومياً بل أمقت هذه اللغات وهذه المسميات وأستهجن تداولها وأكن العداء لكل من يتبناها ويعمد على تسويقها فجميعها معاول تدمير كيان للبلد ولكن....!
لابد من الإعتراف أولاً والإقرار بأن التنظيمات الإرهابية المتطرفة سنية وكل إرهابي هو سني متطرف مع سبق الإصرار هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لابد من تسليط الأضواء على المنهجية التي تعتمدها الدولة الحالية بصدد الأحداث بعمومها وبالأخص الحالات الأمنية المتردية التي تعصف بالبلد وتسقط كافة الإجراءات الأمنية في مهب الريح قبل أوان السقوط في أي لحظة يرتأي المتآمرون عليها .
مدونة التأريخ لازالت تقطر أحبارها دماً عبيطاً من تسجيل الضحايا الأبرياء منذ أن أشرفت المخابرات الأمريكية على توجيه الطبقة السياسية في إدارة الدولة تحت رعايتها فالتفجيرات المتلاحقة مع كل شروق للشمس أو مع غروبها تطال الأبرياء وعابري السبيل والمدافعين عن الوطن ، أحداث دامية متواصلة ليل ونهار بكرة وعشيا لا حصر لها وإستمكان تنظيمات إرهابية ممنهجة إبتداءاً من القاعدة وإنتهاءاً بداعش في إحتلال أراضي ومدن عراقية سنية الهوية! والأحداث المروعة والتفجيرات المتلاحقة والجرائم النكراء في أغلب المدن الشيعية وإن حدثت في مدن سنية فأغلب الضحايا هم من الشيعة .
لم يتوقف سفك دماء الأبرياء حتى الذين قدموا للدفاع عن تلكم الأراضي المحتلة!! من قبل عصابات داعش ففي الوقت الذي يدافع هؤلاء الأبطال النشامى الغيورين على وطنهم وعرضهم ومقدساتهم ويواجهون أعتى المجرمين يتلقون طعنات في ظهورهم من أبناء جلدتهم قتلاً وتنكيلاً وتسقيطاً وعداءاً وحقداً عليهم ولا يتوقف الأمر في أماكن الإشتباك والأماكن المحيطة بهم بل يتخطاه إلى أروقة الساسة ومقرات الحكومة ومؤسسات الدولة التي لايعرف من لها ومن عليها .
العجيب لايوجد مكيال تقاس به الأحداث المؤلمة سوى تشكيل لجان التي تعقبها لجان ومن ورائها وأمامها لجان لتقدم نتائج تحقيقها إلى لجان الهدف منها تغييب الحقائق وتسويفها وإسدال الستار عليها ، والأعجب من هذا أن الأحداث الجارية على نوعين إحداهما إن سقط قتيل واحد أو أكثر من أبناء السنة لأي حدث تنقلب الدنيا رأساً على عقب وتصل أبعادها و إنعكاساتها إلى عنان السماء وتهتز الأرض بمن فيها وتموج البحار بمن عليها ليس من الوسط السياسي السني وحده الذين تتوحد صفوفهم مهما كانت الإختلافات بينهم بل تتخطاه إلى سماسرة الوسط السياسي الشيعي الذي يؤازرون ويساندون ويعاضدون ويستنكرون الحدث ، أما النوع الثاني من الأحداث والتي تطال يومياً الأبرياء الشيعة في مناطق مختلفة من العراق وخصوصاً في العاصمة ناهيك عن مناطق القتال ضد داعش وحواضنه يسقط في خلالها الكثير من الضحايا الأبرياء ولا تجد هذه الزلازل الإعلامية والضغوطات على الحكومة لمعرفة أسباب تلك الخروقات إذ لا تتعدى زوبعات إعلامية وقتية تستعرض فيه عضلات المتحدثين لا أكثر .
كم من جريمة نكراء طالت أبرياء الشيعة وذبحوا كالنعاج وذهبت الجريمة أدراج الرياح وأخفيت أدوات الجريمة وسرح القتلة والمجرمين وآخرها الجريمة البشعة التي أقدم عليها المتواطئين مع داعش وحواضنه المعروفة بأشخاصها ومناطقها في الحويجة وإنتهت بكلمات من هنا وهناك مابين إستنكار وتأسف وحضور مجلس عزاء وكلها لغايات إعلامية وأهداف إنتخابية مستقبلية .
أعتقد لو كان شهداء الحويجة من أبناء الرمادي مستحيل تمر الحادثة بهذه العجالة دون معرفة الأسباب وإعلانها ومحاسبة المقصرين .
|