• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : أدب الفتوى .
                    • الموضوع : صوت الأمل .
                          • الكاتب : د . عباس عبد السَّادة شريف .

صوت الأمل

 ملابس عسكرية متناثرة في الشوراع، مسلحون متوحشون يجوبون الطرقات رعيدا ووعيدا، أجواء من الرعب تهيمن على المشهد في مدينة الموصل. 

اشتعلت النار السوداء في كل مكان من المدينة، وصار كل ما يجاورها هشيماً. أبو قتادة وأبو عمرو و و و أفواج من الكنى تحيط بالخليفة الجديد (أبو بكر العصر).

في بغداد اضطرب قصر (مختار العصر) وتجمدت فوهات بنادق (كيان) وأصحابه. حيرة أطبقت على العقول، وتلعثمت الألسن إلا عن ما لا يسمن ولا يغني من جوع. 

الرابح الوحيد من كل هذا الخطب هي شركات الطيران فقد امتلأت قوائم الحجوزات، وفاضت أوراقها أرقاما وأسماء. 

الرياح السوداء تلتف حول المدن يتوسطها دخان رعب أسود، ضجيج المتكلمين بلغات عدة، جيش هجين يقتحم الأزقة ويخرب كل شيء حتى فروج البواكر لم تسلم. 

وأمام كل حملة من المغول الهجناء تتناثر أسلحة وملابس عسكرية، نقاط الحراسة خيم فيها العنكبوت بسرعة، لكن لم يكن هنالك عش حمامة. 

مياه دجلة العذبة اصطبغت بدم ومع كل رصاصة على جرف دجلة تسقط دمعة لا إرادية في بيت جنوبي، ويثقب قلب ينتابه القلق منذ أيام. وروح الجواهري تقف فوق شرفة أحد القصور تردد:  
حييت سفحك من ضيم فجريني
يا دجلة الدم يا أم القرابين

حرارة الأسواق بدأت ترتفع، وشاشات التلفاز ساخنة بسخونة الأخبار المرهبة، أجهزة الهاتف النقال ترتعد وترتعد معها برامج فك الحظر عن مواقع التواصل الاجتماعي. 

هنالك في النجف الأشرف في زقاق صغير تشابكت فيه أسلاك الكهرباء كتشابك خيوط العناكب في نقاط الحراسة على حدود المحافظات الساقطة، في حجرة صغيرة يجلس قلب موجع لكنه مطمئن جدا، ما سر هذا الاطمئنان يا سيدي، (( إن موعدهم الجمعة .. أليس الظهر بقريب )).

وجاء يوم الجمعة، الناس في كربلاء تتوق لاحتفال لا طعم له هذه الليلة، ولادة المنقذ ولا منقفذ حتى اللحظة من الريح السوداء الملتهبة. 

أبو بكر هنالك على عرش من زجاج يتربع يمشط لحيته بمشط أحمر، ومن حوله تتراقص القرود، وتهزج الشياطين. 

لحظات صمت، اضطك الحرم الحسيني المطهر بالحشود، الفضائيات تزدحم على المنصة، بدأ صوت امتد خيطه من ذلك الزقاق في براق النجف، طاف الخيط قبة علي - عليه السلام - وسجد في محراب الكوفة خنق عنق ابن ملجم، وسلم على مسلم وهانئ والمختار، وقبَّل كفي أبي الفضل في شباكه، ونزل من قبة الحسين - عليه السلام - إلى الضريح فالرواق فالصحن فمنبر الخطبة ليصدح: (( إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي )) 
صوت رعد شتت الريح السوداء، وقع المشط من يد أبي بكر، وتفطر زجاج عرشه، الملابس المتناثرة على الطريق تحولت جنودا بواسل يوغلون رصاصهم في صدور أبي قتادة وأبي طلحة وأبي حفص. 

أقمار وبدور ونجوم تركت أمكانها في السماء وهبت لتلبية النداء تزاحم الغيارى على مقابض البنادق. 

 وأعادت النجف للعراق هيبته.


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2018/05/03 .

كما جلس آل البيت عليهم ا لسلام في بيوتهم تحوم حولهم وحوش الحقد الاموي والعباسي . جلس المولى السيستاني في بيته وسهام الحقد تنهال عليه من كل جانب ومكان ، ولولا ثلة مؤمنة لا تزال تحمل ولاءا كبيرا لأصبح مكان الأب الراعي في خطر وهو الذي انقذهم من خطر الذئاب الضارية التي احاطت بهم من كل جانب ومكان . متوهم من يعتقد أن عدوّه سوف يرحم توسلاته او يرحم اطفاله الذين ينظر لهم على انهم عقارب صغيرة وجب التخلص منهم والاحتفاظ بالبنات والنساء لمتعته ثم يتخلص منهن . واهم كل من اعتقد ان قي قلب عدوه رحمه او شفقة الشيء العجيب اننا لا نتعض بما في التاريخ من مصائب تهز الجبال . هل الذي قاتل النبي او قتل الامام علي واباد ذريته بتلك الطرائق البشعة سوف يرحم شيعتهم . حتى نسائهم تحمل الحقد الاسود في صدورهن وتتغذى اجيال واجيال على هذا الحقد المخلوط مع اللبن : إلا من رأيتموه على دين علي فاقطعوا عطائه واهدموا داره واقتلوه . ألا من تسمى بإسم علي فاقتلوه . وكربلاء خير شاهد ودمائها لم تجف بعد . وكيف تجف وقد كُتب على الدبابات في الامس القريب : لا شيعة بعد اليوم.
لا تنم إلا وسلاحك تحت رأسك ولا تسر في الشارع إلا وعيناك تدوران في كل مكان ، الحذر نصف الدِين لا بل الدِين كله (يا ايها النبي خذ حذرك) فلا يؤخذ ذي عينين تنامان نوم الذئاب.
بارك الله بكم .



• (2) - كتب : حسين فرحان ، في 2018/05/02 .

أسأل الله تعالى شأنه أن يحفظكم على هذا المقال الرائع .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118575
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16