• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا بأس بأن نفطر يوماً عن الصيام السياسي! .
                          • الكاتب : الشيخ مازن المطوري .

لا بأس بأن نفطر يوماً عن الصيام السياسي!

في بناء الدول لا يجدي الاختباء خلف الإصبع وتوجيه الاتهام لهذه الدولة أو تلك، ومحاولة فرض وصاية عليها في ما تفعله داخل أراضيها من مشاريع والتظلّم بأن ذلك يؤثّر علينا في مواردنا المائية وغيرها، ثم اشغال الرأي العام بالدعايات والإشاعات ربما لتمرير أشياء أخرى! وإنما السؤال الأساس حينئذٍ: أين هي مشاريعنا الاستراتيجية في ما يتعلق بالثروة المائية؟ فمنذ 2003 وحتى هذه اللحظة هل تقدمنا بمشاريع استراتيجية تخص هذا الجانب بشكل تحول دون هذه المشاكل مستقبلاً؟ هل أنشأنا سدّاً أو بحيرة أو ما أشبه لتخزين مياه الأمطار ووفرة الماء أيام الفيضان؟

وهل توجد دراسات علمية موضوعية تكشف بالأرقام أن كمية الماء الموجودة عندنا لا تكفي أو تكفي؟ وأين عمل الوزارات المختصة بهذه الجوانب، حواراتها مع دول الجوار، اتفاقاتها تفاهماتها؟

شخصياً لست مقتنعاً أن كمية الماء في نهري دجلة والفرات لا تكفينا، وإنما تكمن المشكلة في طريقة تعاملنا مع هذه الثروة.

كم مرّة قامت الوزارات والدوائر المعنيّة بعملية كري لنهري دجلة والفرات وسائر فروعهما؟ وكم مرّة قامت بعملية تنظيف؟ وأين هي الرقابة على نظافة هذين النهرين ومعالجة التلوّث؟ إننا وبدلاً من (كري) الأنهار ومعالجة التلوث يأتينا محافظ يمتاز "بذكاء" عالٍ جداً! ويفتتح جسراً من (الطوّافات) يذكّرك بأيام حرب 1991، فتسبب ذلك بقطع التواصل المائي [هذا الجسر في قضاء القرنة يربط بين مركز القضاء وقرية الشرش وهو لا يتسع إلا لمرور خط واحد من السيارات بحمل محدود]، والحال لا توجد هناك ضرورة لإنشائه، إذ يوجد جسران معلّقان يبعد الأول عنه (1 كيلو متر) والآخر (2 كيلو تقريباً) وكلاهما يربطان هذين الجانبين من ضفتي النهر! فلو كان هذا المحافظ يفهم فعلاً ويمتلك عقلاً كبقية البشر، ويشعر بالمسؤولية والأمانة لما وافق على هذا المشروع ولما أقدم على افتتاحه!

خذ محافظة النجف مثالاً، هذه المحافظة الصحراوية العالية عن مستوى سطح البحر، هل فيها مشاريع تخص الثروة المائية؟ لا سيما وأن جنوب المحافظة من المناطق الزراعية المهمّة لأنواع مهمّة من المحاصيل. هل تم التفكير بإنشاء قناة تربط بين شط الكوفة وبحر النجف أو مشروع يُفيد من بحر النجف لتخزين المياه؟

وهل فكّرنا بإنشاء سدّ ينظّم مرور المياه خلال شط العرب بحيث يمنع تسرّب الماء بشكل كبير إلى الخليج؟

كم من المسؤولين ممن يشغل منصباً يتعلق بهذه الجوانب قرأ عن (حرب الماء) وتابع ما يصدر في هذا الشأن من كتابات وتقارير عالمية؟!

مشكلة العراق أن المسؤول لا يفكر بعقلية الدولة ولا يمتلك تفكيراً استراتيجياً، وأن هناك مجموعة من الجياع المنهومين المتعطّشين للمال والسلطة تسنّموا المسؤولية وحتى يشبعوا: يرحمنا الله ويرحم العراق!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119928
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19