• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نكتتان منهجيتان حول ما يُثار من شبهات .
                          • الكاتب : الشيخ ليث الكربلائي .

نكتتان منهجيتان حول ما يُثار من شبهات

 مما شاع في الآونة الأخيرة بين بعض من ينسبون انفسهم الى العلم والبحث ظاهرتان سلبيتان:
أولهما: ان البعض – ممن تعرفونهم ولا حاجة بي الى ذكر الاسماء - صار ديدنهم ان يختاروا حديثا ضعيف السند او صحيحه لكن مضطرب المتن في موضوع ما كإمامة احد الأئمة مثل أمير المؤمنين ع او الامامين الكاظم والمهدي عليهما السلام متجاهلين كماً كبيرا من الروايات الصحيحة ثم يعممون نقضهم على ذلك الحديث فيزعمون انهم بذلك نقضوا أصل نظرية الامامة وهذه مغالطة شهيرة تُعرف في علم المنطق باسم مغالطة (حجة رجل القَش) او (الفزاعة) وتُعرف ايضا باسم مغالطة (التحريف) وتعتمد على تشويه حجة الطرف الآخر ليسهل النقض عليها ،وهذا الاسلوب إن كشف عن شيء فانما يكشف عن عجز هؤلاء علميا وخواء عقولهم ،ولتعرف منطق رجال العلم لك ان تقارن هذا بما ينقله بعض طلاب السيد محمد باقر الصدر قدس سره من انه كان يوصي طلابه اذا اردتم نقد نظرية او رأي فبينوه أولا بأوضح ما يمكن واستدلوا عليه باقوى ما يمكن ان يُستَدلَ به له بعد ذلك انقدوه ..هذا هو منطق العلماء فأين الثرى من الثريا .
الظاهرة الثانية: هي شياع ظاهرة الدراسة التجزيئية للنصوص اذ يأخذ هؤلاء آحاد النصوص الصحيحة لدراستها كلاً على حدة من دون وضعها في سياقها الصحيح من الكتاب والسنة وهذا يقود البحث الى تائج بعيدة عن الواقع وهذا النوع من الدراسات التجزيئية هو الاخر يكشف عن عجز علمي لدى بعض الباحثين او لا اقل قل كسل علمي ان لم تُرِد الغلظة عليهم ،وكتطبيق يتضح منه اهمية الالتفات الى هذه النكتة انظر مثلا عندما تأخذ حديث "يكون بعدي اثنا عشر خليفة" وتدرسه بمعزل عن سياقه في السنة لا يلوح منه انه يرتبط بالامام المهدي عليه السلام للوهلة الاولى ... لكن اذا جمعته مثلا بحديث آخر للنبي ص يقول فيه "لا تزال هذه الأُمّة مستقيماً أمرها، ظاهرة على عدوّها، حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، ثمّ يكون الهرج" ،ثم تضع هذا الهرج في سياقه من السنة من خلال حديث نقله احمد في المسند وصححه الألباني جاء فيه " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ ص يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ الْهَرْجَ" ستستنبط بسهولة من مجموع هذه الأحاديث الثلاثة ان الخلفاء اثني عشر وان خلافتهم تمتد من وفاة النبي ص الى قيام الهرج وان الهرج يقوم قُبيل قيام الساعة مما يعني ان امامة الاثني عشر ستمتد الى قيام الساعة وهذا يوجب ان يحدث اعجاز في الامر كطول عمر احدهم او ما شابه ذلك ...انظر كيف توصلنا الى نتائج مهمة بسبب وضع حديث الاثني عشر في سياقه من السنة بينما لو تابعنا اولئك المنتسبين الى العلم واخذنا الحديث ودرسناه بمعزل عن سائر النصوص لما توصلنا الى شيء بل لذهبنا وطبقناه على بني امية كما فعل البعض رغم ان شرط العدد مخروم فيهم فضلا عدم امتداد خلافتهم الى قبيل قيام الساعة ،وهكذا كمثال آخر عند دراسة حديث "من كنت مولاه" يجب تفسير مفردة "مولاه" بلحاظ حديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث الدار وقوله ص "علي اولى الناس بكم من بعدي" وغيرها من النصوص فإذا وضعناها في هذا السياق سيكون من السذاجة بمكان تفسير الولاية بالمحبة وهكذا ثمة تطبيقات كثيرة ومهمة لهذه النكتة ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=120743
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18