• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح390 سورة القمر الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح390 سورة القمر الشريفة

للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص منها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة ان شاء الله .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ{1}

تستهل السورة الشريفة (  اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) , القيامة , فلا يكون بعد الرسالة المحمدية الا القيامة , (  وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) , انفلق الى فلقتين .  

( عن ابن عباس اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله إن فعلت تؤمنون قالوا نعم وكانت ليلة بدر فسأل ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فرقتين ورسول الله صلى الله عليه وآله ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا وعن جبير بن مطعم إنشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار فرقتين على هذا الجبل وعلى هذا الجبل فقال ناس سحرنا محمد صلى الله عليه وآله فقال رجل إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .   

 

وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ{2}

تضيف الآية الكريمة (  وَإِن يَرَوْا آيَةً ) , وان يروا كفار مكة معجزة من معجزاته "ص واله" , (  يُعْرِضُوا ) , ينصرفوا عنها ولا يؤمنون بها , (  وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ) , ويقولون عنها سحر دائم ومحكم .     

 

وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ{3}

تستمر الآية الكريمة (  وَكَذَّبُوا ) , كذبوه "ص واله" , (  وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ) , عملوا بآرائهم الباطلة النابعة من الهوى وتزيين الشيطان الرجيم , (  وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ) , منته الى غاية , او مستقر باهله اما في الجنة او في النار .     

 

وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ{4}

تستمر الآية الكريمة محققة (  وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء ) , اخبار الامم السالفة , (  مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ) , ما فيه متعظ , او ان الوعيد والتهديد فيه ما يزجر الانسان عن الكفر والفسوق والعصيان . 

 

حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ{5}

تستمر الآية الكريمة (  حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ) , تامة لا خلل فيها , (  فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ) , "ما" اما نافية او استفهام انكاري , فما نفعت فيهم النذر .  

 

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ{6}

الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" (  فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ) , لا فائدة من دعوتهم , ولا خير يرجى منهم , فاعرض عن دعوتهم , فقد علمت ان الانذار لا ينفعهم , (  يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ ) , بعض الآراء تشير الى انه اسرافيل "ع" , (  إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ ) , فظيع , مهول , تنكره النفوس .        

 

خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ{7}

تستمر الآية الكريمة (  خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ ) , خافضي ابصارهم ذلة وهوانا , (  يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ ) , القبور , (  كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ) , يشبّه النص المبارك خروج الناس من القبور بالجراد المنتشر من حيث :    

1- الكثرة والانتشار .

2- الحيرة في أي طريق سيسلكون طلبا للنجاة والامن من الخوف .

 

مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ{8}

تستمر الآية الكريمة (  مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) , منقادين مسرعين مادي اعناقهم اليه , (  يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) , ذلك الحين يقول الكفار عنه بانه يوم صعب مستصعب .   

( عن السجاد عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهم السلام في حديث يوم القيامة قال فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم يا معشر الخلائق أنصتوا واستمعوا منادي الجبار قال فيسمع آخرهم كما يسمع أو لهم قال فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع قال فعند ذلك يقول الكافر هذا يوم عسير ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .      

 

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ{9}

تضيف الآية الكريمة (  كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ) , قبل قريش كذب قوم نوح "ع" , (  فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا ) , نوح "ع" , (  وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ) , وقالوا نه "ع" بانه مجنون فزجروه ونهروه وعرضوه الى شتى انواع العذاب .    

 

فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ{10}

تضيف الآية الكريمة (  فَدَعَا رَبَّهُ ) , فتوجه نوحا "ع" الى ربه بالنداء , (  أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ) , اني مغلوب على امري , فانتصر لي منهم , او انتقم منهم , وكان ذاك بعد ان يأس من دعوتهم وكفّ اذيتهم .     

( عن الباقر عليه السلام قال لبث فيهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية فلما أبوا وعتوا قال رب أنى مغلوب فانتصر ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .         

 

فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ{11}

تستمر الآية الكريمة (  فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ ) , بيانا لكثرة الماء .  

 

وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ{12}

تستمر الآية الكريمة (  وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً ) , وانفجرت عيون ماء كثيرة على الارض , (  فَالْتَقَى الْمَاء ) , ماء السماء وماء الارض , (  عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ) , قدره وقضاه جل جلاله .    

(  عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال لم تنزل قطرة من السماء من مطر إلا بعدد معدود ووزن معلوم إلا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فإنه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .          

 

وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ{13}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَحَمَلْنَاهُ ) , أي نوحا "ع" , (  عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ) , الالواح خشب "السفينة" , اما الدسر فقيل انه المسامير او نوعا من الحشيش تشد به الالواح .   

 

تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ{14}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ) , بمرأى منا , بحفظنا ورعايتنا , (  جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ ) , وكان جزاء قوم نوح "ع" ان اغرقوا عقابا على كفرهم به او على كفرهم بمطلق النعم ومنها نعمة نبوته "ع" .  

 

وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ{15}

تؤكد الآية الكريمة محققة (  وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً ) , وجعلنا آية الطوفان واغراق قوم نوح "ع" آية للمعتبرين والمتعظين بعد ان شاع خبرها , (  فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) , فهل من متعظ او معتبر بها ؟ ! .    

 

فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ{16}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ) , استفهام تقرير , فكيف كان انذاري وعقابي للكفار , لا شك انه كان عظيما مهولا , وهذا خطاب يحمل المخاطبين الى الاقرار بوقوع هذا العذاب على المكذبين في زمن نوح "ع" , و امكان تكراره على المكذبين في أي زمن اخر .    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=121008
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19