إلـى مَ فـؤادي كـلّ يـوم مروَّعُ
|
وفـي كـلّ آنٍ لـي حـبيبٌ مودّعُ
|
وحـتامَ طرفي يرقب النَّجم ساهراً
|
حـليف بـكاء والـخليّون هُـجّعُ
|
أزيـدُ التياعاً كـلَّما هـبّت الـصّبا
|
أو الـبرق من سفح الحِمى لاح يلمعُ
|
وأطوي ظلوعي فوق نار من الجوى
|
إذا مـا سُحيراً راحت الورق تسجعُ
|
أكـاد لـما بـي أن أذوب صـبابة
|
مـتى هـي بـاتت لـلحنين ترجّعُ
|
تـنوح ولـم تـفقد ألـيفاً وبين مَن
|
أودّ وبـيني مَـهْمَه حال هجرعُُُ
|
فـلهفي وهـل يـجدي الشجيّ تلهّفٌ
|
لـعيش تـقضّى بالحمى وهو ممرعُ
|
فـيا قـلبُ دعْ عهدَ الشباب وشرخه
|
فـليس لأيـام نـأتْ عـنك مـرجعُ
|
ومَـن يـكُ مـثلي لم تشقه كواعبٌ
|
ولـم يـصبْهُ طـرفٌ كحيل وأربعُ
|
لـئن راح غـيري بـالعذارى مولعاً
|
فـها أنـا فـي كـسب العلاء مولعُ
|
وإن يـكُ غـيري فـخره جمع وفره
|
فـإني لـما يـبقى لـي الفخر أجمعُ
|
سـموت بـفضلي هامة النّسر راقياً
|
ســرادق عـزٍّ هنَّ أعـلى وأمـنعُ
|
ولـم أرض بالجوزاء داراً وانْ سمت
|
لأنَّ مـقـامي فـي الـحقيقة أرفـعُ
|
وكـم لائـمٍ جـهلاً أطـال مـلامتي
|
غــداة رآنــي مـدنـفاً أتـفجعُ
|
يـظـن حـنـيني لـلعذيب ولـَعْلَعٍ
|
وهـيهات يـشجيني الـعذيب ولعلعُ
|
فـقلت لـه والـوجد يلهب في الحشا
|
ولـلهم أفـعى فـي الـجوانح تلسعُ
|
كـأنك ما تدري لدى الطف ما جرى
|
ومـن بـثراها لا أبـاً لـكَ صرعوا
|
غـداة بـنو حرب لحرب ابن أحمد أتت
|
من أقاصي الأرض تترى وتهرعُُُ
|
بـكثرتها ضـاق الـفضاء فلا يرى
|
سـوى صـارم ينضى وأسمر يشرعُ
|
هـنـالك ثـارت لـلكفاح ضـراغم
|
لـها مـنذ كـانت لـم تزل تتسرعُ
|
تـزيد ابـتهاجاً كـلما الحرب قطّبت
|
وذلــك طـبـع فـيهم لا تـطبّع
|
تـعدُّ الـفنا فـي العزّ خير من البقا
|
ومـا ضـرّها في حومة الحرب ينفعُ
|
سـطتْ لا تهابُ الموتَ دون عميدها
|
ولا مـن قـراع فـي الكريهة تجزعُ
|
تـعرّض لـلسمر الـلدان صدورها
|
وهـاماتها شـوقاً إلى البيض تتلعُ
|
إذا مـا بـنو الـهيجاء فيها تسربلت
|
حـديداً تـقي الأبـدانَ فـيه وتدفعُ
|
تـراهـم الـيها حـاسرين تـواثبوا
|
عـزائمها الأسـياف والـصبر أدرعُ
|
فـكم روعوا في حومة الحرب أروعا
|
وكـم فـرقاً لـلأرض يهوى سميدعُ
|
وراح الـفتى الـمقدام يـطلب مهربا
|
ولا مـهرب يـغني هـناك ويـدفعُُُ
|
مـناجيد فـي الجلّى عجالا إلى الندى
|
ثـقالاً لـدى الـنادي خفافاً إذا دعوا
|
إذا هـتف الـمظلوم يـا آل غالب
|
ولا مـنـجد يلفى لـديـه ومـفزعُ
|
أجـابوه مـن بـعدٍ بلبّيك وارتقوا
|
جـياداً تجاري الريح بل هي أسرعُ
|
ولـم يـسألوه إذ دعـاهم تـكرّماً
|
إلى أيـن بل قالوا أمنت وأسرعوا
|
فـما بـالهم قـرّوا وتـلك نساؤهم
|
لـصرختها صـمّ الـصَّفا يتصدع
|
عـطاشى قضت بالعلقمي ولم تكن
|
لـغلتها فـي بـارد الـماء تـنقع
|
وأبقت لها الذكر الجميل متى جرى
|
بـشرقٍ فـمنه غـربها يـتضوّعُ
|
يـحامون عـن خـدر لهيبة مَن به
|
ولا عـجب غـرّ الملائك تخضعُ
|
فـأصبح شـمر فـيه يسلب زينباً
|
ولـم تـرَ مـن عـنها يذبّ ويدفعُ
|
تـدير بـعينيها فـلم تـرَ كـافلا
|
سـوى خـفرات بـالسياط تـقنعُ
|
فكم ذات صونٍ مارأتْ ظلّ شخصها
|
ولا صوتها كانت من الغض تسمعُ
|
مـحجّبة بـين الـصوارم والـقنا
|
عـليها مـن الـنور الإلهي برقعُ
|
فـأضحت وعنها قد أماطوا خمارها
|
وبـالقسر عـنها بردها راح ينزعُ
|
واعـظم خطب لو على الشم بعضه
|
يـحط لـراحت كـالهبا تـتصدّعُ
|
غـداة تـنادوا للرحيل وأحضرت
|
نـيـاق لـهاتيك الـعقائل ضـلّعُ
|
ومـرّت على مثوى الحماة إذا بهم
|
ضـحايا فمرضوض ترى ومبضّعُ
|
فـكم مـن جـبين بـالرغام مرمّل
|
ومـن نـوره بدر السما كان يسطعُ
|
وكـم مـن أكفٍّ قطِّعت بشبا الضبا
|
وكـانت عـلى الـوفاد بالتبر تهمعُ
|
وكم من رؤوس رامت القوم خفظها
|
فـراحت على السُّمر العواسل ترفعُ
|
فـحنّت وألـقت نفسها فوق صدره
|
وأحـنت عـليه والـنواظر هـمّع
|
تـناديه مـن قـلب خفوق ومهجة
|
لـعظم شـجاها أوشـكت تـتقطعُ
|
أخي كيف أمشي في السباء مضامة
|
وأنـت بـأسياف الأعـادي موزّعُ
|
وكيف اصطباري ان عدانا ترحلت
|
وجسمك في قفر من الأرض مودعُ
|
وحـولك صـرعى من ذويك أكارمٌ
|
شـباب تـسامت لـلمعالي ورضّعُ
|
لـها نسجت أيدي الرياح مطارفا
|
مـن الترب فانصاعت بها تتلفعُ
|
لـمن مـنكم أنـعى وكـلٌّ أعزة
|
عـليَّ ومـن عـند الرحيل اودّعُ
|
أجـيل بطرفي لم أجد مَن يجيرني
|
تحيّرت ما أدري أخي كيف أصنعُ
|
أتـرضى بأني اليوم أهدى ذليلة
|
ووجـهي بـادٍ لا يـواريه بـرقعُ
|
وحولي صفايا لم تكن تعرف السبا
|
ولا عـرفت يـوماً تذلّ وتضرعُُ
|