• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لندع خلافات التاريخ ومشاكله ونهتم بحاضرنا ومستقبلنا..!! .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

لندع خلافات التاريخ ومشاكله ونهتم بحاضرنا ومستقبلنا..!!

بعد التفجيرات الإجرامية الأخيرة التي حصدت أرواح المئات من الضحايا الأبرياء ، بعد أستمرار عرض فصول مسلسل الأيام الدامية التي يشهدها العراق، أشعر - ومعي الكثيرون- بأننا نحن العراقيون اليوم أحوج مانكون إلى ممارسة الحوار والتفاهم حول قضايانا المختلفة ، وأن علينا أن تتسع صورنا لبعضنا في قراءاتنا الخاصة ، وأن يتحمل كل طرف الطرف الآخر ولايضّيق عليه بالرأي ، وأن لانُخّون بعضنا البعض ، وأن لانكفر بعضنا البعض ، وأن لا نخرج كل من خالفنا في الرأي من الدين ومن المذهب ومن الوطنية ومن الجنة أحياناً  !!
وأهم مايجب أن نتحاور به خاصة القضايا التراثية والثقافية والعقائدية التي مضى عليها زمن طويل ، والأجتهاد فيها وغربلتها وتصفية الكثير مما دخل فيها من أحاديث مزورة وتأويلات تعسّفية ، ونظريات بشرية وفرضيات أسطورية ، نخرت حضارتنا الإسلامية وشلّت مجتمعاتنا ، وعطلت طاقاتنا ، وزرعت العداوة والبغضاء في نفوسنا ، ومزقت وحدتنا !!
وإذا كانت الأمة قد أختلفت في عصرها الأول وسنينها الأولى حول طبيعة النظام السياسي وشروط الحاكم ودور الأمة في السياسة ، وحق هذه الأسرة أو تلك بالخلافة والحكم ، فإنه ليس من الجائز أن نظل نجتّر تلك الخلافات القديمة والبائدة بعد أكثر من أربعة عشر قرناً من حدوثها ، ونتعصب لهذا الرجل أو ذاك ، أو لهذه الأسرة أو تلك ، وقد مضى الجميع إلى ربهم ولم يبق منهم أحد يطالب بالخلافة والملك والرياسة ، ولابد من الأهتمام بحاضرنا ومستقبلنا ، وعلينا التفكير اليوم بأسباب أنحطاطنا وعجزنا عن مواجهة التحديات المعاصرة ، التي تهدد وجودنا في كل لحظة !!
أن دماء الناس والحفاظ على حياتهم مسؤولية كبيرة ، يتحمل تبعاتها الجميع كل على قدره وطاقته ، فلا يقول أحد ممن يعيش في أرض العراق ويستظل سمائه (أنا لايهمني مايجري ..وستصفو الأمور بعد حين ) ..!! فهذا كلام العاطلين عن واجبهم الأخلاقي والشرعي والوطني ، ولايمكن أن يكونوا بمنأى عن الخطر الذي سيعم الجميع ، وعليه أن يتذكر قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : (كلكم راع ..وكلكم مسؤول عن رعيته ) ..
نحن كثيراً مانتسائل : لماذا نتقاتل وندمر ونتعصب ونتباغض؟ ونبحث عن الحل ولن نجد الحل إلا إذا إستطعنا أن نخضع لخطة إيمانية نغيير فيها مافسد من أفكارنا ومن أخلاقنا ومن عواطفنا التي ورثناها من التاريخ وأختلافاته ومشاكله ، فأن التغيير في الداخل سوف ينعكس على الخارج فنحن عندما لانكون في مواقع الأنانية فلاشك أننا سنتعاون مع بعضنا بكل أريحية وعندما لانكون في مواقع الأختلاف  سيستمع بعضنا للبعض الآخر  ، لكن كيف يمكن أن نغيير المجتمع من دون أن نغيير العناصر الأساسية الفكرية والروحية والعقلية والعاطفية التي صنعت مأساة المجتمع ؟
نحن نعرف أن كل النتائج السلبية التي تأتي من الأنانية ومن العصبية لايمكن أن تتغير ،وأن كل أوضاع الصراع التي نعيشها وكل المشاكل الآتية من التعصب  ومن الأنانية لن تُحل مادامت نفوسنا مشبعة بهما، لأن مافي نفوسنا ينعكس على أعمالنا ، ولأن الله تعالى قال [لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ]  لهذا لابد أن نغير هذا الشيء الداخلي حتى نحقق أهدافنا الخارجية بكل سعادة وإطمئنان ..
إننا معنيوون جميعاً سنّة وشيعةً ومسيحيين وصابئة وكلدان وغيرهم في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا إلى العمل على  تحرير الإنسان العراقي المضطهد والمقموع والمهمش منذ عهود طويلة ، وإعادة الروح الحيوية الفاعلة إليه ، كما أننا مطالبون بتوحيد كل مكونات الشعب العراقي المهمشة والممزقة والعمل على إعادة بناء الحضارة العراقية ثقافياً وأقتصادياً وسياسياً ، حتى ننال إحترام العالم ونحتل موقعنا المناسب ونستطيع أداء أدوارنا  بإيجابية فاعلة ، ونساهم بدفع عجلة الحضارة الإنسانية نحو الأمام ، ولكي يسجل تاريخ هذا الوطن العريق لهذا الجيل المعاصر أروع صور الأخلاص والتفاني ليكون محط فخر وأعتزاز للأجيال القادمة ..
 


كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : عبدالهادي البابي ، في 2012/02/14 .

أخي الأستاذ علي كاظم المحترم ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..وشكراً على تعليقك القيم على هذه المقالة ...وأن ماتفضلت به جنابكم الكريم كله صحيح وواقعي ولالبس فيه من أن الجانب الآخر هو الذي لايصغي ، وهو الذي لايستمع ، وهو الذي يبادر إلى الأعتداء والتشكيك وألقاء التهم جزافاً ..ولكن المهم لدينا ياأخي (نحن أتباع آل البيت (ع) كيف نتعامل بروحية المسلم مع من أخطأ بحقنا أو أساء فهمنا ..
وانا عندما قلت لندع التاريخ لااقصد ندعه بكل ماحمله لنا من تراث وقيم ومباديء ، ولكن لندع الحديث والخوض بالأنعطافا ت التي تسبب الفتنة والأثارة ..هذا هو قصدي ..ولأن دماء الناس لايمكن التهاون فيها او السكوت عنها مهما كا المسبب لذلك ..فلربما لايقتلني أنسان يبغضني أو يختلف معي في الدين او المذهب ..ولكن ربما يقتلني الأنسان الذي أثيره بتصرفاتي ومواقفي التي تسبب له الخروج عن الوضع الطبيعي للأشياء ..مع خالص ودي


• (2) - كتب : علي كاظم ، في 2012/02/13 .

السلام عليكم
شكرا لهذه المقالة
قال الاستاذ البابي لندع التاريخ جانبا ونهتم بما يجري حاليا في العراق ... حسب فهمي المتواضع لمقالته
لكنني كيف احاول ان أفهِم في الوقت الحاضر ممن فجروا المراقد الطاهرة وممن فجروا قربها وممن يحاولون منع الزيارات التي كتب عنها الاستاذ البابي روائع لاتحصى ولاتعد ... كيف اتحاور مع اناس لاتعترف بمذهبي .... كيف اتحاور مع اناس تكفرني صباح مساء .... كيف اتحاور مع اناس يستهزؤون يوميا بالامام الغائب صاحب العصر والزمان على قنواتهم الفضائية ....
اتركها في جعبة الاستاذ البابي ليجيبني ونترك انا وهو التاريخ .... وقد ياتي اخر بعد بضع سنين ويقول لي اترك التاريخ للاعوام الماضية ... ولنبدا صفحة جديدة فالى متى سنضل ان نطوي تلك الصفحات مع انها سبب بقاءنا ... ومازلنا لحد الان نردد الشعار لولا ثورة الحسين عليه السلام لما وصل الينا الاسلام المحمدي



• (3) - كتب : عبدالهادي البابي ، في 2011/12/26 .

شكراً للاخ الأستاذ الفاضل ناصر عباس المحترم على تعليقكم على موضوع (لندع خلافات التاريخ ومشاكله ونهتم بحاضرنا ومستقبلنا ) ..ومن قال لك بأني أريد من المظلوم ان ينسى الظالم ، أو من العجوز التي فقدت ابنها ان تنسى من قتله ! ولكن ياأخي نحن نعيش في أجواء مطعونة بالكراهية وعدم الأصغاء إلى الآخر ..وهذه المشاكل جائت إلينا من التاريخ ومصائبه وأختلافاته ..والله تعالى يأمرنا ان نتمثل كتابه ونقول : تلك أمة قد خلت لها ماكسبت وعليكم مااكتسبتم ..ولانسأل عما كانوا يعملون ..هذا مضمون الاية وليس نصها ..فنحن يااخي غير مسؤولين عن تصرفات الماضين ولايمكن ان نحمل من يعيشون معنا اليوم اخطاء الأمم الماضية والحقب الغابرة التي اكل الدهر عليها وشرب ..اخي هذه دماء الناس ليس هينة وليس لعب أو مشتهيات كما يريدها البعض ان تكون مسألة بين السنة والشيعة ..وعلينا جميعاً أن نقول لكل المتصارعين والمتخاصمين اتقوا الله في دماء الناس ..اتقوا الله في دماء المسلمين ..اتقوا الله في دماء الأبرياء ..ثم هناك حقيقة يجب أن ابينها لك يااخي الغالي ..لماذا لم تكن الأحقاد الطائفية والمذهبية موجودة في العراق قبل دخول الاحتلال إلى بلدنا ، وهاهي ماثلة أمامنا بأبشع صورها اليوم ؟ أنها ضريبة السكوت على دخول الاجنبي فيما بيننا ففرق كلمتنا ..فعلينا جميعنا اليوم أن نعيد المياه إلى مجاريها ..ونترك كل قول أو تصريح أو تلميح طائفي يمكن ان يسكب الزيت على النار ...

• (4) - كتب : ناصر عباس ، في 2011/12/26 .

الاستاذ الفاضل عبد الهادي البابي
السلام عليكم
سؤال خطر ببالي
هل ينسى المظلوم ما حل به من ظلم ؟؟؟ وكيف سافسر لعجوز فقدت ابنها وزوجها واصبحت بلا معيل نتيجة القتل على الهوية ....
قرات سيرتكم ولمحت فيها بعض المعاناة التي طالتكم من زمر الغدر والنفاق واعتقد انكم بهذا المقال تناسيتم عن تلك المصائب التي حلت بكم
هنالك قانون الهي وهو الاقتصاص من القاتل
فهل ننسى جرائم المفخخات التي راح ضحيتها خيرة الابناء والاحفاد ورملت نساء وفجعت عوائل ،وهل ستصبح من التاريخ حالها حال الجرائم التي مرت على الشيعة من زمن الامويين ولحد الان

اما المسائل الخلافية بين السنة والشيعة فصدقني هي بسيطة لكن الفكر التكفيري للوهابية وبعض السنة المتشددين والذي سيطال السنة المعتدلين وهم الاغلبية والذين يعتقدون جازمين بان اليهودي افضل منكم فكيف ستجلس وتحل هذه الاشكالات مع اناس لايعترفون اصلا بالشيعة وبهذه الافكار





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12524
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20