• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التربية الانسانية في المدرسة الاسلامية .
                          • الكاتب : علياء موسى البغدادي .

التربية الانسانية في المدرسة الاسلامية

                                                                               بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)
                                                                              صدق الله العلي العظيم
لست هنا بصدد الحديث عن المفهوم الفلسفي لكلمة الانسانية ولا المفهوم الوجودي للمدارس الانسانية ولا تفسير الاسلامي لمعنى الانسان او الانسانية لكن اريد التطرق والبحث عن الانسانية بمفهوم منهجي تربوي وتعايشي اسس له الاسلام بنظريات شامله للبشرية جمعاء واخذه المسلمون منطلق لهم لنشر الدين الاسلامي الحنيف.
من حيث أكرام  الانسان واحترام انسانيته وحقوقه وحريته التي تحفظ له كرامته .الانسانية في المفهوم التربوي الاسلامي مفاهيم لانهائية في التعايش الانساني المنتج نحو صلاح الكون (ثوابت اخلاقية )منهج لها الاسلام من خلال التعاليم الربانية للخالق العظيم .وبالرغم من التعقيد الفكري والتدهور الانساني والاخلاقي الذي سبق ظهور الاسلام تمكن الاسلام بتعاليمه السمحاء التعاليم الانسانية الاخلاقية العالية الوصف من (الرحمة والعطف والتاخي والعدل والحرية ) باستخدام هذه التعاليم  كأدوات انسانية فعاله لتغيير واقع مظلم غارق في الجهل .وهنا اجد ان هذه التعاليم الانسانية العظيمة للخالق العظيم (سبحانه وتعالى) أكسبت الإسلام قوة التأثير على الواقع الاجتماعي والأفعال الإنسانية. والسبب يعود الى شمولية المنهج التربوي الاسلامي وعنايته بجميع جوانب النفس البشرية المتمثلة في الأبعاد الرئيسة الثلاثة ( الروح ؛ والعقل ؛ والجسم ) ؛ دونما إهمالٍ أو مبالغة في حق أحدٍ منها على حساب الآخر . وهنا تجدر الإشارة إلى أن عناية التربية الإسلامية لا تتصف بمجرد الشمول لهذه الجوانب الثلاثة  فهي مع شمولها تسعى إلى تحقيق التوازن المطلوب بينها دونما إفراطٍ أو تفريط . فللروح حظها ، و للجسم حقه ، و للعقل نصيبه . الشريعة الاسلامية شرعت من اجل الانسان و تعتني بجانب الإنسان ولأجل مصلحته، فالزكاة تؤخذ من الغني وتعطى للفقير، والصلاة والصوم تعينان الإنسان في حياته، قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا استـعينوا بالصـبر والصلاة إن الله مع الصـابرين }
‏كل دعوات الرسل التي جاءت من عند الله، ودعوة نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم كان أساس دعوتها إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، ثم العناية بالإنسان وحاجاته .
بهذا الأسلوب وهذه التربية نجح الإسلام في تحقيق التوازن والتعادل في نفس الإنسان المسلم بين ثقته المطلقة بأحقية دينه و صوابه وبين احترام سائر الأديان وأصحابها، وقد تحدث (غوستاف لوبون) عن هذه الميزة الفريدة للإسلام بقوله: ((إن الإسلام هو الذي علم الإنسانية كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين وقد كان يظنّ أنهما لا يجتمعان ).
كما أشار (هاملتون) إلى ذلك عند تعرضه لدراسات مقارنات الأديان فقال: العرب هم أول من ألفوا في الملل والنحل، لأنهم كانوا واسعي الصدر تجاه العقائد الإخرى ، وحاولوا أن يفهموها و لا يدحضوها بالبرهان والحجة  ثم انهم اعترفوا بما أتى قبل الإسلام من ديانات توحيدية.
وهذا النبي الاعظم نبي الانسانية والاخلاق العظيمة نبي الرحمة المعلم الاول والمربي والناصح والمرشد والدليل الى الهداية رسول الله محمد بت عبد الله خير البشر صلوات الله علية وعلى اله وصحبة وسلم النموذج الانساني الكبير في التربية الانسانية واحترام الانسان والتعامل السليم بين البشر من اجل البشر .واحترام انسانية الانسان
ففي صحيح البخارى بسنده عن جابر بن عبد الله قال: ((مرّ بنا جنازة فقام لها النبي وقمنا به، فقلنا يا رسول الله، انها جنازة يهودي! قال: ((إذا رأيتم الجنازة فقوموا)). وفيه أيضا: "كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمرّوا عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: انها من أهل الأرض، أي من أهل الذمة، فقالا: إن النبي مرّت به جنازة فقام فقيل له: انها جنازة يهودي، فقال: ((أليست نفساً)). وانك لعلى خلق عظيم يا رسول الله .وعنه صلى الله علية وعلى اله وسلم يقول (من آذى ذمياً فقد آذاني)) هذه هي التربية الانسانية التي اتحدث عنها في مفهوم الاسلام  ولان هذه هي حقيقية الاسلام حقيقة انسانية الاسلام وكل من يعيش في ظل الإسلام علية  أن يتنعم بالعدالة ويشمله التضامن والتكافل الإجتماعي وان لم يكن مسلماً .  ومن خلال التربية الانسانية الاسلامية صورة تربوية اخرى جسدها بموقف انساني اسلامي كبير الامام علي بن ابي طالب علية السلام  ، ففي عهدة الزاخر والكبير بالشواهد الانسانية  ( مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل، أي يستجدي الصدقة من الناس، فانزعج الإمام من هذا المشهد وقال: ما هذا؟ ولم يقل: من هذا؟ ذلك لان هذه الحالة غير مقبولة ولا مرضية بغض النظر عن دين صاحبها. وحينما أجابه أصحابه: هذا نصراني ! ردهم الإمام غاضبا بقوله: استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه! أنفقوا عليه من بيت المال . هذه هي التربية الانسانية في المدرسة الاسلامية التي يجب ان يتخذه الجميع منهج في بناء حياته ومستقبله وبناء المجتمع والانسانية جمعاء . إن تربية الإسلام وتعاليمه في الوقت الذي تبني فيه فكر الإنسان المسلم ومشاعره على أساس عبادة الله وتوحيده والالتزام بدينه الحق فانها تركّز في نفس الوقت على احترام الإنسان كإنسان مهما كان دينه وشكله ولونه وجنسه ما لم يكن معتديا ظالما أو محاربا للحق. فالناس "صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق" كما يقول الامام علي بن أبي طالب (علية السلام ).
ان المنهج الانساني التربوي الذي دعا اليه الاسلام يجب ان يطبق في مجالات الحياة كافة وفي التعاملات اليومية وعلى وجه الخصوص في المناهج التربوية التعليمية في المدارس والجامعات وعلى مختلق المجالات .وان يكون المعلم المربي هو قائد هذا المنهج الانساني الاصلاحي لانه صاحب الرسالة الانسانية الاصلاحية التربوية العلمية
انه المنهج الذي يبني المجتمع ينمي الثقافة ويطور العلم ويفتح مجالات التقدم التكنلوجي ويفتح ابواب نشر العدالة الاجتماعية انه المنهج الحقوقي الانساني الصحيح لخدمة الانسان وصلاح الكون.
بسم الله الرحمن الرحيم
هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا*إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا *إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا )                                 صدق الله العلي العظيم
 
 
 
المربية علياء البغدادي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12592
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19