• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح411 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح411

 للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص , لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الامام الصادق عليه السلام : من قرأ سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة وشاهد عدل عند من تجيز شهادتها ثم لا تفارقه حتى تدخله الجنة .

بسم الله الرحمن الرحيم

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1} 
تستهل السورة الشريفة (  يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) , كل شيء يسبح له جل وعلا , في أي مكان كان , دلالة على عجز ونقص المخلوقات وسعيها للتكامل عن طريق التسبيح والانطلاق نحو الموجود الكامل المطلق : 
1-    (  لَهُ الْمُلْكُ ) : الملك المطلق . 
2-    (  وَلَهُ الْحَمْدُ ) : وحده جل وعلا المستحق للحمد والثناء . 
3-    (  وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) : وهو على كل شيء "صغير او كبير , ظاهر او باطن" قدير , لا يعجزه ولا يفوته شيء .  

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{2} 
تستمر الآية الكريمة (  هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ) , من العدم وصيّركم في عالم الذر , (  خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ) , فكان في اصل خلقتكم ان منكم كافرا جاحدا , ومنكم المؤمن المطيع , (  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) , فيجازيكم بما تعملون .   

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{3} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ) , بالحق الثابت والحكمة البالغة وميزان الحركة وتوازن القوى , (  وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) , وخلقكم في احسن صورة , وجعلكم نموذج لكافة الخلق, (  وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) , فيعاقب المسيء , ويثاب المحسن .  

يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{4} 
تستمر الآية الكريمة (  يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) , لا تغيب عنه حركة او سكون خفي او ظهر , (  وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ) , يعلم ما اخفيتم من النوايا وما اعلنتم منها , (  وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) , فلا تخفى عليه خافية مهما كانت دقيقة .    

أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{5} 
تضمنت الآية الكريمة خطابا لكفار مكة (  أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ) , ألم يأتكم خبر الامم السابقة من الكفار , (  فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ) , فذاقوا عاقبة كفرهم في الدنيا , (  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) , في الاخرة .   

ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ{6} 
تستمر الآية الكريمة (  ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) , سبب العقاب الدنيوي العاجل والاخروي الاجل , انهم كانت تأتيهم رسلهم بالحجج الواضحة والبراهين القاطعة , (  فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ) , استهزاء وسخرية من رسلهم , (  فَكَفَرُوا ) , بالرسل , (  وَتَوَلَّوا ) , واعرضوا عن تدبر البينات , (  وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ ) , عن ايمانهم وطاعتهم , (  وَاللَّهُ غَنِيٌّ ) , عن عبادتهم وطاعتهم , (  حَمِيدٌ ) , يحمده كل شيء , بلسان الطاعة , او بلسان الحال .  

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{7} 
تضيف الآية الكريمة (  زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ) , انكارا منهم بالبعث , (  قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ) , قل لهم ايها الرسول "ص واله" : بلى وربي ستخرجون من قبوركم , (  ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ) , ثم ستخبرون بما عملتم في الدنيا , سواء كان الاخبار في صحف الاعمال او في المحاسبة او المجازاة , (  وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) , ذلك البعث وما وراءه يسير عليه جل وعلا .    

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{8} 
تستمر الآية الكريمة مخاطبة الكفار (  فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) , قرن الباري جل وعلا الايمان به بالإيمان بالرسول "ص واله" , (  وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ) , وينبغي الايمان ايضا بالنور على اختلاف الآراء فيه , (  وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) , لا يخفى عليه شيء , وفيها تهديد للكفار .   

يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{9} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ) , يوم القيامة , حيث يجمع الاولين بالأخرين , لغرض العرض والجزاء , (  ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) , يوم يغبن المؤمنون الكفار بأخذ منازلهم في الجنة فيما لو كانوا قد اختاروا طريق الهدى , ويغبن الكفار المؤمنون بأخذ منازلهم في النار , فيما لو كانوا قد اختاروا طريق الضلال , (  وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً ) , الايمان بالله تعالى ينبغي ان يقترن بالعمل الصالح النافع , فمن فعل او وفق لذلك يكون جزاءه : 
1-    (  يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ ) : تمحى ذنوبه ويستر من الفضيحة يوم العرض "القيامة" , فيكون كمن لا ذنب له . 
2-    (  وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) : ليس بعد محو الذنوب الا دخول الجنة التي وعدوا بها , عندئذ لا فوز يضاهي ذلك الفوز .  
(  عن النبي صلى الله عليه وآله في تفسيره قال : ما من عبد مؤمن يدخل الجنة إلا ارى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا وما من عبد يدخل النار إلا اري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة . 
عن الصادق عليه السلام : يوم يغبن أهل الجنة أهل النار ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" . 

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{10}
تستمر الآية الكريمة مسلطة الضوء على الجانب الاخر (  وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) , جانب الكفار , (  أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ) , ليس لهم الا النار , لا يخرجون منها , (  وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) , وقبحت مصيرا . 

مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{11} 
تضيف الآية الكريمة (  مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ ) , شدة او بلية , (  إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) , بقضائه جل وعلا , (  وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) , يوفقه الى سبل الهداية والرشاد , (  وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) , لا يستثنى شيء من ذلك , حتى القلوب واحوالها وما يخطر فيها .    
( عن الصادق عليه السلام قال إن القلب ليرجج فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الايمان فإذا عقد على الايمان قر وذلك قول الله عز وجل ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{12}
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) , قرن الباري جل وعلا طاعته بطاعة رسوله الكريم محمد "ص واله" , (  فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ) , فأن اعرضتم عن طاعة الله تعالى او طاعة رسوله "ص واله" , فلا بأس عليه "ص واله" , (  فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) , ما عليه "ص واله" الا ان يؤدي دوره في البلاغ الواضح , البعيد عن اللبس والشبهات .  

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ{13} 
تضيف الآية الكريمة (  اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) , لا معبود سواه , (  وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) , يقتضي حال المؤمن بالله تعالى ان يثق ويعتمد عليه جل وعلا في كل شيء .  

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{14} 
تضمنت الآية الكريمة خطابا مباشرا عاما للمؤمنين محذرا (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ ) , ان منهم من يشغلكم عن طاعة الله تعالى ويخاصمكم في شأن الايمان به جل وعلا , (  فَاحْذَرُوهُمْ ) , لا تأمنوا منهم , (  وَإِن تَعْفُوا ) , عنهم بترك معاقبتهم , (  وَتَصْفَحُوا ) , بالإعراض عنهم , (  وَتَغْفِرُوا ) , بإخفائها وسترها عليهم  والتمهيد  لاعتذارهم , (  فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , فأنه جل وعلا يعاملكم بالمثل .    
(  عن الباقر عليه السلام في هذه الآية إن الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعلق به ابنه وامرأته وقالوا ننشدك الله ان تذهب عنا وتدعنا فنضيع بعدك فمنهم من يطيع أهله فيقيم فحذرهم الله أبنائهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم ومنهم من يمضي ويذرهم ويقول أما والله لئن لم تهاجروا معي ثم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشئ أبدا فلما جمع الله بينه وبينهم أمره الله أن يحسن إليهم ويصلهم فقال وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) . "تفسير القمي" .  

إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ{15} 
تضيف الآية الكريمة محققة (  إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) , اختبار لكم , او ان الاموال والاولاد يشغلونكم عن امور الدين , (  وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) , لمن اثر ما عنده جل وعلا على ما لديه من الاموال والاولاد .     
(  عن النبي صلى الله عليه وآله إنه كان يخطب فجاء الحسن والحسين عليهما السلام وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر وقال صدق الله عز وجل إنما أموالكم وأولادكم فتنة نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ثم أخذ في خطبته .
وفي نهج البلاغة لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة لانه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن فإن الله سبحانه يقول واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" . 

فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{16} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) , ابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم , بينما يرى السيوطي في تفسيره الجلالين انها ناسخة لقوله تعالى { اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } آل عمران102 , (  وَاسْمَعُوا ) , مواعظه , (  وَأَطِيعُوا ) , اوامره , (  وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ ) , وانفقوا في وجوه الخير , فأن ذلك عائد اليكم , (  وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) , يستفاد من النص المبارك ان البخل من العوامل الرئيسية لعدم الفلاح , وفي التخلص والوقاية منه يكون سببا من اسباب الفلاح .  

إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ{17} 
تستمر الآية الكريمة (  إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ) , بصرف المال فيما امر جل وعلا عن طيب نفس واخلاص , (  يُضَاعِفْهُ لَكُمْ ) , وعدا منه جل وعلا بالمضاعفة , وهذه المضاعفة كما يرى بعض المفسرين من واحد الى عشرة او الى سبعمائة واكثر , (  وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) , ويضاف الى وعده جل وعلا بالمضاعفة المغفرة ببركة الانفاق , (  وَاللَّهُ شَكُورٌ ) , يجزي على الطاعة , او يجزي على القليل الكثير , (  حَلِيمٌ ) , لا يعجل العقوبة .  

عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{18}
الآية الكريمة تختم السورة الشريفة(  عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) , عالم السر والعلانية , الظاهر والباطن , ما كان وما يكون , (  الْعَزِيزُ ) , في ملكه وملكوته , المنيع , الغالب , تام القدرة , (  الْحَكِيمُ ) , في صنعه وتدبيره , تام العلم .    

 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=126997
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16