• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام الحسن بن علي (ع) .
                          • الكاتب : عبد العزيز عبدالكريم الهندال .

الإمام الحسن بن علي (ع)

صادف أول يوم من هذا العام الميلادي الجديد وفيه ذكرى استشهاد أول سيدي شباب أهل الجنة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، والإمام الحسن هو أول أحفاد رسول الله (ص) من ابنته السيدة فاطمة الزهراء (ع)، هذه السيدة العظيمة الشأن والجليلة القدر في السماء كما في الأرض الحوراء الأنسية المنزهة عن ومن كل عيب ودنس، وهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين التي يرضى الله ورسوله لرضاها ويغضبان لغضبها وسخطها، أما والده فهو السيد العظيم والإمام الكبير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الذي شهد له الله تعالى في كتابه الكريم بالولاية وربط ولايته تعالى وولاية نبيه ورسوله الكريم محمد بن عبدالله (ص) بولاية أمير المؤمنين فلا تصح الولاية من دون أضلاعها الثلاثة قال من قال وأبى من أبى، فالإمام الحسن المجتبى (ع) ولد في السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وأهل بيته أفضل الصلاة والسلام وتربى في بيت هو مهبط الملائكة وتتنزل عليه البركات من السماء وتستجاب فيه الدعوات، بيت انطلقت منه مسيرة بناء الدولة والحضارة الإسلامية فنزعت عن شبه الجزيرة العربية صفة الجهل واستخلصت أهلها مما هم فيه من انحطاط ديني واجتماعي وثقافي لتنطلق نحو العالمية لتنقي وتهذب الحضارات المجاورة لها في الحبشة والشام وفارس ولم تتوقف حتى يومنا هذا رسالة البناء للإنسان، فرسالة السماء عالمية نزلت للناس كافة من شهد عصر الدعوة منهم ومن سيأتي من بعدهم حتى يوم الحشر والحساب، ولعل أشد حساب هو ما سيطول من انتهكوا حرمة البيت النبوي ونازعوهم وانتزعوا منهم حقوقهم وهتكوا حرماتهم وقتلوا بالسم وبالسيف أبناءهم، والإمام الحسن (ع) هو ثالث مظلوم من البيت النبوي بعد أمه وأبيه فقد استشهد مظلوما في السابع من شهر صفر لعام خمسين هجرية بعد أن دست له زوجته «جعدة بت الأشعث» السم بإيعاز من معاوية بن أبي سفيان الذي وعدها بأن يزوجها لولده إن هي قتلت الإمام الحسن (ع) فاستجابت مسرعة لوعده الشيطاني وأزهقت روح من قال بحقه جده رسول الله (ص) الكثير من الأحاديث والكلمات التي تدل على حبه له وتعلقه به، كما بين صلوات الله وسلامه عليه مكانته في الدين الإسلامي والدولة والإسلامية فقال عنه وعن أخيه الشهيد الحسين (ع) «الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا» وقال «اللهم أني أحبهما» وغير ذلك الكثير مما تحفل به كتب المسلمين، لكن النفوس الطامعة في زخرف الدنيا الزائلة وذات العقيدة الهشة التي ما أمنت ولاعرفت ولا تعلقت بالإسلام حقا وما نظرت للوحي بعين الرضا والتصديق يوما لكنها للسيف خضعت فأظهرت ما لا تبطن، فلا عجب بعد ذلك أن ترتكب من المخازي والجرائم ما يشيب لها الرأس وأن تحارب رسالة السماء بكل الوسائل وفي كل العصور فتعمد وتغتال سبط رسول الله وبعد ذلك تعمل على تشويه سيرته العطرة.
السلام عليك ياسيدي ومولاي ياأبا محمد الحسن بن علي الزكي يوم ولدت ويوم استشهدت مسموما مظلوما ويوم تبعث حيا ورحمة الله وبركاته.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20