• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مراثون الحرية ... يا وزارة الشباب ؟؟!!! .
                          • الكاتب : عدي المختار .

مراثون الحرية ... يا وزارة الشباب ؟؟!!!

 تشرفت أن أكون بين يدي آبا عبد الله الحسين (ع) وال بيته الأطهار وصحبه النجباء  المجزرين كالأقمار في ارض كربلاء البطولة والفداء بعدما سرت مع السائرين إلى قبلة الأحرار مشيا على الأقدام من مدينة أسد الإسلام جدي علي ابن أبي طالب (ع) الى قبلة الاحرار كربلاء ,مسير أعيشه في كل عام بطعم مختلف وخاص ذلك لان جذوة الألم على مصاب سبط الرسول (ص) تتجدد في كل يوم ولحظة وعام فيكون العشق في أعلى درجات الهيام ,مسير صوب الشمس بتراتيل لا تعرف غير الدمع وعبرات لا تعرف غير ألاه والحسرة على مصائب لو صبت على الجبال لخرت من هولها ,إقدام يحفها التهجد ,وصدور لفحها الجزع ,وجباه تعمدت بقداس الخشوع,ليل لا يعرف غير أنين أجساد متعبة ,ونهار لا يعرف التوقف أبدا ,أنهم السائرون صوب ذاك الجسد الذبيح والرأس الصليب والأجساد المقطعة حبا بالخالق وذودا عن تعاليم السماء الحقة ,وإحقاقا للرسالة السمحاء,ثلاثة أيام تمر من عمري كل عام كأنها ثلاثة طهارات أتطهر فيها من كل ذنب ومعصية لحقت بي بقصد أو من دون قصد في عمري الممتد بثلاثين آه ولوعة , كل تلك الليالي والساعات التي مرت على آل الرسول (ص) في كربلاء صبيحة العاشر من محرم الحرام مرت عليه خلال مسيرتي لكربلاء مشيا كشريط محزن ومؤلم من أمام عيني ,كنت أرى رؤسهم على الرماح كلما ابتعدت عني تلك الرايات التي كانت تمر عليه بين الفينة والأخرى التي يحملها الزائرون كتعبير وفاء منهم لراية الحسين (ع) التي ذاد عنها واستشهد من اجلها آبا الفضل العباس (ع),كنت أرى الرؤوس عليها من بعيد ,وكنت أرى السبايا كلما وقفت لأستريح وأتابع نهاية أفق السائرين ,كنت أرى العليل (ع) كلما لاح من بعيد مسير المعاقين وقد أعياهم التعب وهم يحثون الخطى صوب المولى بكل نشاط وهمة من فرط دمع وآه ,هكذا كانت اللوحة التي استطاعت عيوني أن تراها بين الحين والأخر كلما وقف لأمسح دموعي بالصلاة حبا لأل المصطفى (ص),الكلمات تقف عاجزة عن رسم لوحة العشق الإلهية التي رايتها على طول طريق امتد من دم المقتول بالمحراب إلى المذبوح في الهيجاء ,انه مراثون حرية بحق يستحق ان يشار له وان تعتمده وزارة الشباب والرياضة وان تعد له العدة وتنميه وتسعى لترسيخه عبر برامج وخطط مخصصة له لأنه المراثون الوحيد في العالم الذي يتم الاشتراك به من دون سن معين أو تاريخ محدد إلا من زي حزن موحد وبأعداد لابد أن تدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية من ناحية المشاركة والمسافات المقطوعة لأعمار مختلفة.

كنت أتمنى وأنا أتابع خلال أيام المشي المقدس للزائرين من البصرة وبغداد  لكربلاء أن أرى وزارة الشباب والرياضة عبر سرادق أو في نشاط معين خلال تلك الطرقات كتعبير منهم بان الشباب السائر مشيا هم الشريحة التي يستهدفونها في عملهم كوزارة والنشاط الذي يقدمون عليه هؤلاء الشباب هي رياضة تتبناها الوزارة ناهيك عن المعتقد والجانب الديني للأمر,لذلك كنت أتمنى أن أرى لكل مديرية من مديريات الشباب مثلا سردقا خاصا بطقوس خاصة مختلفة ,كنت أتمنى أن أرى مراثون خاص ينطلق من محافظة ويستريح بالأخرى وينطلق صوب الأخرى وهكذا وصولا لكربلاء تعميقا وتعميما لركضة الهول والجزع (ركضة طويريج) ,كنت أتمنى أن أرى معارض تشكيليه أو صور فوتوغرافية تؤبن الفاجعة ,أو مهرجانات شعرية على طول الطريق تستنهض همم  الزائرين أو أعمالا مسرحية إسلامية تشحن القلوب والعقول , كنت أتمنى أن يكون ثمة شيء لوزارة الشباب  في هذه المناسبة وإلا ما فائدة كل تلك الروابط الشبابية في المديريات كافة.

كنت أتمنى ذلك لان الوصول لاحتضان الشباب وكسبهم وكسب ود وتجاوب المجتمع مع أي مؤسسة يأتي من خلال انخراط المؤسسة نفسها بالمجتمع وقربها منهم ,إن فات الأمر دون الانتباه له يا معالي الوزير هذا العام , فان على السنوات المقبلة نتمنى أن يكون الاستعداد لها مبكرا لان مراثون الحرية هو الإيمان المطلق بعدالة القضية الإنسانية التي قدم الحسين وال بيته الأطهار(عليهم الصلاة والسلام) دمائهم الزكية من اجلها وحري بنا نحن من نؤمن بان الحياة تعمر بالإنسانية لا غير أن نسعى لترسيخ تلك المفاهيم وتعميقها بالعمل الخالص والجهد المتواصل .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12973
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28