• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وانقلبت الموازين .
                          • الكاتب : محمد تقي الذاكري .

وانقلبت الموازين

في الفقه الشيعي والنصوص الثابته صدورها عن المعصوم عليه السلام، تكريم العالم وتقديسه والاستفادة من وجوده وفيوضاته.

بعكس الحاكم، ففيهما (الفقه والنصوص) مذموم التعامل معه والتقرب اليه، وأنه مسؤول عما يفعل، حتى تأجير البعير وما الى ذلك له (وان كان للحج) غير محبب في الشريعة، وأنه متهم حتى تظهر براءته.


 

ولكن في الاربعين سنة الماضية تغيرت الموازين وانقلبت رأساً على عقب، وأصبح الحاكم تالي تلو المعصوم، وحكمه حكم الله والمتخلف عنه مارق، و على زوجته ان تنفصل منه اذا كان مخالفاً النظام أوالحاكم(!)


 

فماحصل من انقلاب فكري عند الشيعة بحاجة الى تأمل ممن يتمكن من التفكير في مثل هذه الأمور، أي الذين لم يتأثروا بتلك النظرية، أو ممن يسكن خارج قدرة وحكومة الفقيه الحاكم.


 

فإما ان يظرب النصوص الصحيحة الواردة في مقدمة الصحيفة السجادية المباركة برواية الامام الباقر عليه السلام عرض الحائط، لأنها تخالف ما ورد عن طريق زيد الشهيد، أو أن يقدم النصوص الواردة عن زيد الشهيد على ماورد عن الامام الباقر عليه السلام.


 

أو يقول ان تلكم الروايات كانت لزمن غير زماننا، واننا اليوم بحاجة الى حكم باسم اهل البيت (عليهم السلام) مهما اختلف مع النصوص الثابته، حتى مع سيرة رسول الله والامام أمير المؤمنين (عليهما افضل الصلاة والسلام)؟


 

و القائل بهذه النظرية عليه ان يفسر فتاوى وتصرفات أغلب مراجع تقليد الشيعة (رحم الله الماضين وحفظ الباقين) حيث أنهم صححوا ماورد عن الامام الباقر (عليه السلام) وتركوا أغلب ما ورد عن زيد الشهيد، معتبرين ان النصوص الواردة في كتاب الجهاد من وسائل الشيعة وغيره من الكتب المعتبرة والنصوص التي لاتؤيد اقامة حكم باسم أهل البيت عليهم السلام في زمن الغيبة، كلها ناظرة الى حفظ المذهب والابتعاد عما لايمكن تنفيذه بواسطة غير المعصوم، و المؤدية الى تشويه سمعة الاسلام وسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحكم أمير المؤمنين عليه السلام.


 

و منها: أن الحاكم عليه ان يرفع الاغلال التي وضعتها القوانين الوضعية على الناس، ويستخدم اسلوب الرحمة والمحبة وخدمة الناس من توفير فرص العمل وثقافة العطاء والعفو عما سبق، والارض لله ولمن عمرها والحفاظ على سمعة الاسلام وما الى ذلك مما ذكر جلها الامام الشيرازي رحمه الله في كتبه السياسية، والتي أكد عليها المرجع الديني الكبير السيد صادق الشيرازى حفظه الله في كتابه القيم(السياسة من واقع الاسلام)وذلك تأسياً برسول الله والائمة المعصومين (عليهم أفضل الصلوات والتسليم).


 

ويقولون(جل مراجع التقليد) : ان الاسلام دين متكامل لايجوز تجزئته كالصوم، فلايجوز ان تصوم وتأخذ حبة بندول مثلاً.


 

فإما انت مريض وتحتاج الى علاج، أياً كان، حتى حبة واحدة أو ملعقة صغيرة من الدواء، أو أنك تتمتح بصحة جيدة يجب عليك الصوم.

٣/٦/٢٠١٩




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=134500
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29