• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سؤال في جوهر التبليغ .
                          • الكاتب : حنان الزيرجاوي .

سؤال في جوهر التبليغ

 إن التبليغ مسؤوليّة عامّة، توجب على كلّ مسلم دون النظر الى  الى مفردات الاختصاص ، إوالتأمل في جوهر هذه العمومية في وجوب التبليغ نجدها لم تمنع من الدعوة إلى "التخصّص" في العمل التبليغيّ، على غرار سائر التخصّصات العلميّة والعمليّة.

فالتبليغ علم قائم بحد ذاته، وليس كل أحد قادراً عليه، والتبليغ يحتاج إلى أمرين : 
المعرفة: أي أن يكون المبلغ على اطلاع كامل في أمور دينه في العقائد والفقه والتفسير والتاريخ واللغة والاخلاق 
الإخلاص: في تحقيق هدفه في إيصال رسالة الإسلام ومبادئه. 
إن أئمة أهل البيت عليهم السلام يطالبوننا أن نسير في هذه الحياة على منهجهم، ونكون شعاع نور يشق ظلام الجهل والتخلف، وأن نكون لهم دعاة صامتين ومصابيح دجى وبأن نكون أوعية علم، وأوعية العلم غير حملته، إذ ليس كل من حمل علما هو وعاء لهذا العلم فقد شبه القرآن اليهود الذين حملوا التوراة ثم لم يعملوا بها كالحمار يحمل أسفارا، فما هي قيمة علم يحمله حمار على ظهره؟! 
وماهي قيمة إنسان يدرس العلم ويحمله دون أن يتفاعل معه ودون أن يعيَه ويعلمه ويظهر تطبيقه في سلوكه قبل كلامه وتعامله لكي يكون مقنعاً لغيره
فالمهم هو تطبيق الإسلام في جميع مجالات الحياة. 
إذن لابد من اقتران الإيمان بالعمل .
و المتابع لآل بيت الرحمة (عليهم السلام) ينبغي أن تكون كل حركاته وكل سكناته وكل ما لديه مطابقا ومنسجما لمبادئ آل البيت عليهم السلام واخلاقهم.
وأن يحاول كل ما بوسعه لأن يكون (مبلغا) هاديا لمن حوله إلى طريقهم واخلاقهم ( سلام الله عليهم).
إن التبليغ في الاصطلاح المعاصر يعني استقطاب اهتمام الناس نحو شيء معين دون الأخذ بالاعتبار ما يحمله هذا الشيء من الحقيقة.
والتبليغ في اصطلاحنا هو التبليغ القرآني، الذي يعني توصيل الحقيقة إلى أذهان الناس وإخراجهم من الجهل والظلام إلى النور والبصيرة .
ولا يتَصَوَر شخص أن مفهوم المبلغ منحصر بمن يصل إلى مرحلة في الدراسات الحوزوية تؤهله لأن يخرج في الاماكن العامة والخاصة لينشر تلك المبادئ الفاضلة التي تخفى على الكثير او لا يُلتزَم بها احياناً، إن ذلك مفهوم خاطئ.

فالكل مكلّف، فرداً فرداً، وفي جميع الأماكن وفي ظل كل الأوضاع والظروف وفي جميع الأحوال بمهمة التبليغ... ومن الطبيعي أن للعلماء وطلبة الحوزة وظائفهم وواجباتهم الخاصة في هذا المضمار، لكن هذا لا يعني أن أفراد المذهب ليسوا مكلفين بواجب التبليغ.
بل إن التبليغ مفهوم اوسع وأعم من ذلك فيمكن لكل شخص ان يقوم به من مكانه وحسب تمكنه، والمجالات التي تتوفر له . ...
فيسعى في العمل على نفسه وجهادها اولا. ..ثم انعكاس هذا الجهاد وتجليه خارجا ..في مظهر الفرد وتصرفاته وما يتعلق به ..
إن الإسلام يعتبر أن التبليغ واجب وضروري).
فالموالي وسط المجتمع المخالف الذي تكون فيه الكثير من الاشكالات الشرعية والمخالفات كمجتمع الجامعات او بين الاقارب وغيرها في حياتنا الاجتماعية، أو في الأماكن العامة وغيرها لابد ان يسعى لنصح من حوله سواء بالكلام مباشرة أو من خلال تعامله مع القضايا واستنكاره للمخالفات الشرعية وغير الأخلاقية.
وكذلك في زماننا هذا تتوفر العديد من الوسائل التي يمكن استخدامها للنشر والتبليغ في جميع المؤسسات لاسيما وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن ان تكون وسيلة للتبليغ ونشر الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة التي تعكس انتماءنا لأهل البيت سلام الله عليهم .
كم يتمنى الوالد لولده أن يكون أفضل الناس لنسبته إليه، كذلك فإنهم يتمنّون منا أن نكون أفضل الناس لانتسابنا إليهم (عليهم السلام ).

جعلنا الله وإياكم من اولئك الذين كانوا زينا لآل البيت عليهم السلام.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=135902
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5