المناسبة كبيرة والاحتفال مهيب والمكان بيت الله والعنوان مولد رسول الله والراعي
بن الحسين عبدا لله، والحضور من علية القوم ...وقادة الفكر الإسلامي منهم الكثير
وخطباء المساجد والوعاظ ، وبعض الوجهاء وبعض السيدات ، عريف حفل مميز
خطباء خرجوا عن المعروف وقدموا ما هو غير مألوف سابقا .
كلمات منتقاة وبلغة البلغاء غاصوا أعماق اللغة وبحورها ، لينتقوا كلمات تليق بعظم
المناسبة ، في وقت كثرت فيه المحاسبة ، وارتفعت فيه سقوف الحرية عن إفصاح
الكلام وتصريح الإفهام ، لمن سمع الخطابات وكانت من أجزل الكلمات وأدق العبارات
نحو كل الاتجاهات .
موجهه بعناية والمقصود صاحب الرعاية ، وهو من بدأ بالإصلاح وبيده أمسك المفتاح
فكان رافع الراية ، نحو طرق الإصلاح ودرء الفساد ومحاسبة الفاسدين والمفسدين
فكلام أول مرة بوقعه أسمع ، ومن خلال إلقائه أصبحت لدي القناعة وتأكدت بأن
النية تتجه للتغيير وهمة لسلوك الطريق نحو التنوير.
لمرحلة قد تكون فيها المساواة تسود على أرض الوطن الواحد ، بين المهاجرين والأنصار
ومن مواطنين أموا من كافة الأمصار، بحثا عن الأمن والأمان وحرية ، وكرامة الإنسان
وفي الأردن وجدوه ، لأن الهاشميون نحو بر السلامة قاربه قادوه ، وبحكمتهم ساسوه
وبفكرهم طوروه .
وبعد أن وقع حدث في الطريق ، ولكن بعد أن قرب من الغرق وفي الهاوية كاد أن ينزلق
جاءت القدرة الربانية ، وحثت القيادة الأمريكية على إحداث ربيع عربي، هبت رياحه على
الوطن العربي ، فعصفت من عصفت بهم ، وتداركها من عرف كيف يعالج طاقات خرقها
وطرق معالجتها ورتق فوهاتها، التي هزتها الحراكات وأجعتها المظاهرات، ولو أن بعضها
كان من المفتعلات .
ولكن للسياسة خفاياها وللكياسة إصلاحاتها ، وللمسيس أساليبه وعلومه التي تمرس
وعرف كيف يسوس ، ويقدر على العطاء المنتج والبناء لا الهدم ... والانفتاح نحو عالم جديد
لا إغلاق على حقب زمنية ظلت غيومها ، تظلل البلاد عقود مضت تاه فيها أناس كثر
وغرق في وحلها أشخاص غادروا الوطن ، وآن لهم العودة ليشاركوا في البنيان
ليكون الأردن أفضل الأوطان.
والذي لفت أنظار الجمع من الحضور في إحتفال ، وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية
الأردنية ،السلوك الذي نهجه الخطباء في الحفل النبوي ، برعاية وحضور ملكي ، وقد
إختلف الخطاب عن خطابات وظفت للتمجيد سابقا ً ، بعد التحول المنهجي في المنطقة
العربية من حيث المضمون الكلامي والهدف المعرفي.
لسياسات المرحلة القادمة التي تحث على التغيير ، في آلية العمل في أردن المرحلة التي بدء
الأردن خطاه الأولى ، في مسيرتها الإصلاحية وسياسته الداخلية ، وممارسات حكومته الجدية
بملاحقة المفسدين ، ومواكبة الإصلاح المنشود حسب ما تفرضه المرحلة ، بعد أن رفع الغطاء
والحجب عن الكلام وأصبح بمقدور أي كان .
أن يميط اللثام ويفك اللجام الذي كان سائد في وقت ٍ أصبح بائد ، والحراكات الشعبية أعطت
للمواطن الجرئة في الكلام ، ورفع سقوفه وبلا حدود حتى الخطباء رفعوا سقفهم ، وبحضرة
المصلح عبد الله الثاني صاحب الولاية على الشعب الأردني... صاحب المديونية التي
تكلمت عنها الخطيبة المفوهة خولة فريز التي تجيد الإدارة في الأقتصاد .
والتي لم تتفوه بكلمة تمجيد للراعي وكانت كلمتها جدية ، فهذا إن دل يدل على آلية التغيير
الحقيقي، في مسار الطريق الجديد نحو لأردن الغد ووطن المستقبل، الذي كلنا يريد له
السلامة ومواطنيه ينعموا برغد العيش ، بعد أن أعيتهم الحراكات وأتعبتهم المديونيات ناهيك
عن الغلاء المستدام ، الذي لا يكاد أن يتوقف وأربك العباد.
ا
لكلام وضع النقاط على حروفها والحراكات خرجت عن مألوفها ، وأصبحت لا طعم لها
وسخيف من يسير فيها ، بعد أن دق جرس العمل نحو إصلاح جاد وبرعاية سيد البلاد
سيكون ، وكلنا له عون وفي المقدمة حكومة عون ...التي لم تكن على تعرف كيف تتعامل
مع الحراكات وسير المظاهرات ،ويجب أن تعيد النظر والمخططات.
|