كان الاعتقاد السائد طبياً ان الامراض الجسدية سببها هو الجسم نفسه وان تردّي الحالة الصحية يعود الى خلل عضوي معين ، ثم بعد ذلك اكتشفوا ان الحالة النفسية للانسان لها مدخلية كبيرة في اعتلال الجسم وأنها تقع وراء كثير من الأمراض ، وعلى غرار ذلك بدأ علم الطب النفسي تزداد أهميته ويتعاظم دوره ..

فالخوف والقلق والاضطراب مثلاً امراض نفسية تنعكس على جسم الانسان وتسبب له حالات مرضية معينة .. .

بعد ذلك بدأ الحديث عن علاقة الفكر بالصحة ، هذا الاتجاه اعتبر ان الفكر هو السبب الرئيس للامراض النفسية التي ستظهر فيما بعد امراضاً جسدية عضوية ، ووجدوا ان التفكير السلبي للشخص مدمراً له ، كالكراهية والعدوانية مثلاً وتخيّل بعض القصص المخيفة وتوقع حصول الاسوأ والخوف من المجهول .. الخ ، واصحاب هذا القول استبدلوا عبارة ( العقل السليم في الجسم السليم ) التي تجعل الجسم مسؤولاً عن سلامة العقل الى ( الجسم السليم من العقل السليم ) ، فاستبدلوا ( في ) ب ( من ) .

ومن بين الطرق الطبية لمعالجة اصحاب الامراض النفسية والذين لديهم افكار سلبية وينظرون للأمور بعين التشاؤم هو اعطاء المريض علاجات تدعى طبياً ( placebos ) والتي تعني ( العلاجات الوهمية ) ، هذه العلاجات ليس لها اي تأثير عضوي جسدي وانما كل ما يريده الطبيب هو زراعة ثقة المريض بدواء وهمي ويجعله متفائلاً بأن هذا العقار عبارة عن خلطة سحرية ستعمل على شفاءه ، وبمجرد حصول هذا التفكير الايجابي فإن الحالة الصحية ستتحسن ..

أقول : كم هو الاسلام عظيماً عندما يحرص على افضل حالة فكرية ونفسية للانسان ، فيمنعه من التفكير السلبي بكل انواعه ، يزرع له بدل الخوف والقلق التوكل والرضا والتسليم ، وبدل الكراهية والعدوانية المحبة وتمني الخير للآخرين .. فلا طيرة ( تشاؤم ) في الإسلام ، ويمنع الاسلام من سوء الظن ويحدّ من كل طاقة سلبية متولدة في داخلنا .. فالفكر السليم هو رأس مال صحتنا وحياتنا السعيدة ، وهو طبيبنا الأول ..