• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دماء العراقيين ....بين التوافق السياسي والقانون .
                          • الكاتب : حبيب النايف .

دماء العراقيين ....بين التوافق السياسي والقانون

منذ سقوط النظام البائد عام 2003 الى يومنا هذا لم تتمكن القوى السياسية في البلد من إخراج العملية السياسية من محنتها التي بقت ملازمة لها مما جعلها عرضة للتقلبات والمناورات وعدم الاستقرار الذي تقتضيه الحالة الديمقراطية التي نمر بها والتي تتطلب  ان نحث الخطى باتجاه التغيير والاستقرار لنعوض المواطنين عما فاتهم خلال السنين العجاف التي مروا بها  خلال الحكم البائد الذي حرمهم من ابسط قواعد الحرية وأضاع عليهم كافة الحقوق والحريات الأساسية التي كان يطمحوا اليها كما ضمنتها الدساتير والقوانين الوضعية التي كانت تسن لكنها تفتقر إلى
 التطبيق لذا فان  هذا الوضع ذا  أبعاد ومنحنيات خطيرة جعلته يترنح في مكانه ويزداد سوءا لأية موقف يمر به البلد مما جعل خطه البيانى  يؤ شر الى مديات عالية من التوافق تارة  وأخرى ينحدر إلى أدنى مستوى مما يجعل الأمور تتأزم الى حد القطيعة ينتج عنها تعطيل عمل الحكومة او مجلس النواب  وقد ساعدت  ذلك التصريحات السياسية والإعلامية لمسئولين محسوبين على هذا الطرف او ذاك  من إثارة المواقف واستفزاها وتحريك مشاعر المواطنين الذين بقوا حائرين  بين أفعال  السياسيين وأقوالهم ..لان الكواليس هي من تحدد تلك الاتجاهات .
ان الازمة السياسية التي يمر بها البلد والظروف الداخلية والاقليمية التي تحيط به قد ساهمت بشكل او بآخر من جعل العراقيين ضحية تلك الازمة واصبحت دمائهم هي الخيار  الوحيد الذي دفعوه على مذبح الحرية ليجني ثمارها أناس تربعوا على عرش السلطة واصبح همهم الوحيد كيفية الحفاظ على مواقعهم الرسمية وامتيازاتهم التي حصلوا عليها لان ما يعنيهم كيفية اعادة التوافق وارضاء الاطراف الاخرى التي تشاركهم الحكم بحجة التوافق السياسي الذي أضحى اليوم العبء الأكبر على البلد بعد ان تردى الوضع الامني بشكل لامثيل له واصبح حياة العراقيين مرهوتة بموافقة هذا
 الطرف او ذاك على شروط موضوعة مسبقا ومبنية على مكاسب خاصة لم تجد الفرصة المآتية للتنفيذ سوى الازمات التي تخلق هنا او هناك  لان استقرار البلد وتطوره سوف يساعد على ازالة الوجوه التي قد اساءت استخدام السلطة وجعلت البلد يمر بأسوأ حالاته وأصبح  مذبح كبير سقط العشرات من الأبرياء على  أرضه .
ان ما جري في العراق خلال السنوات التسعة التي مرت به قد ولد للعراقيين قناعات  دفعتهم الى الاعتقاد بان الظروف التي تحيط في البلد الآن ما هي الا أزمات مفتعلة تثار بين وقت وآخر من اجل الحصول على مكاسب رخيصة حتى لو كان ثمنها دماء العراقيين وارواح مواطنيه  وهذا ما نلاحظه عندما تشتد ازمة سياسية بين الفرقاء في السلطة فان  الوضع الأمني قد اخذ بالانهيار  مما يعني ان هذه الملايين التي صرفت على تهيئة واعداد القوى الامنية قد ذهبت هباء وان الو لاءات السياسية هي التي حددت طبيعتها وطريقة عملها  وجعلت المصالح الشخصية ومصالح الأحزاب فوق مصلحة
 البلد وهذا واضح من خلال الاعترافات التي تظهر بين فترة واخرى والتي تؤكد بان البعض من  المسئولين بالأجهزة الأمنية مرتبطين بحركات سياسية  لهم وزراء ومملثين في السلطة  يحركوهم وفق اجندات خاصة  كانت وراء تدهور الوضع الامني الذى  يذهب ضحيته  الابرياء والبسطاء والذين يبحون عن لقمة العيش لتؤكد  بان هناك اطراف مؤثرة تعمل بكل طاقاتها وإمكانياتها المادية والاعلامية من اجل تفجير الاوضاع وعدم استقرارها  لغرض الحصول على مكاسب تجعلهم اكثر اطمئنانا على اوضاعهم الخاصة بعيدة عن مصالح المواطنين وحاجاتهم التي يرغبون في الحصول عليها مما
 جعلهم عرضة للإهمال وتردي الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية .
ان ما جرى ويجري دليل على عدم وجود شراكة حقيقة بين الأطراف السياسية لبناء الوطن وان هناك أطراف تحاول وضع العصي في عجلة العملية السياسية لغرض افشالها واعادة الامور الى المربع الاول والذي أصبحت فيه حياة العراقيين رخيصة الى درجة نحرها بأية لحظة وخلق حالة من التشرذم بين الموطنين من اجل تمزيق اللحمة الاجتماعية التي بقى على مدى العقود الماضية متماسكة وقوية لم تستطيع اية قوى غاشمة ان تخترق هذا النسيج لكن القوى المعادية حاولت بكل جهدها ان تتغلغل بين اوساط المواطنين وان تفرض اجندتها الخاصة من اجل تمرير مخططات اعدت مسبقا لهذا الغرض
 وبأدوات حكومية ورسمية لتكون رقاب العراقيين مباحة لنحرها بسيوف التوافق السياسي التي شحذت بخلافات السياسيين المستمرة ولازالت تسيل بناءا عليها تلك الدماء الزكية على ارض الوطن


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : حبيب النايف ، في 2012/02/12 .

الاخ ابو نور الراوي
ان وطننا هو الاغلى وهو الذي يجب ان تتكاتف جهودنا من اجل بناءه وعلينا جميعا ان نكون اخوة يجمعنا حب الوطن بغض النظر عن الدين والمذهب والعقيدة والقومية وتحياتي

• (2) - كتب : ابو انور الراوي ، في 2012/02/11 .

اخي العزيز الحل هو واناشد كل عراقي شريف ان يقاطع كل الاحزاب الموجوده على الساحه السياسيه ويجعل الوطن هو المعيار الرئسي لغرض بناء الوطن وانا اعرف بان هذا غير ممكن لكن اقول لك ما استفاد الشعب من الاحزاب التي حكمت وارجوا من كل عراقي يقول انا عراقي وابني وطني من موقعي وشششششششششششششششكرا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14043
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28