• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لعن الله شرّ الثلاثة .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

لعن الله شرّ الثلاثة

كان لمروان بن الحكم ضيعة ( بستان ) بالغوطة وعليها وكيل له ، فاتهمّ هذا الوكيل فلّاحاً يعمل بهذه الضيعة ، فقال الوكيل لهذا الفلاح : ويحك ! إني لأظنك تخونني ..؟ فردّ عليه : أفتظن ذلك ولا تستيقنه ؟ قال : وتفعله؟ قال : نعم ، والله إني لأخونك ، وإنك لتخون أمير المؤمنين ( يقصد عبد الملك ) ، وإنّ أمير المؤمنين ليخون الله ، فلعن الله شر الثلاثة ..!!

تصوغ لنا هذه الحادثة معادلة ظالمة تستعملها الكثير من الحكومات والمؤسسات والإدارات ، ولقد حذّرنا رسولُ الله - ص واله - منها في قوله " إنما أهلك الذين قبلكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد " .

أنتج لنا استعمال هذه المعادلة العديد من الثورات على طول خط التأريخ ولا زالت إلى حد هذه اللحظة سبباً لإسقاط أنظمة وتبديل حكومات ، وهي ثورات مُحقة يقوم بها الأحرار من الناس .

وفي مقابل هذا الجانب التاريخي المظلم فإنه توجد مواقف ناصعة ، سواء في التأريخ الإسلامي او تأريخ الشعوب الأخرى ، فلا زال قانون المُحمدي « وَأيْمُ اللهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» يرفع كل شفاعة او حصانة باطلة في الإسلام ، ولا زال الكثير من المسؤولين في الكثير من بلدان الغرب والشرق يقفون صاغرين أمام القانون ويُحاكمون ويدانون كأي مذنب آخر ، الاّ في بلداننا العربية وبلدان العالم الثالث كما يسميها الغرب حيث لم تنفك عنها إلى الآن روح البداوة والطبقية والعنصرية الجاهلية ..

ولقد نصّت المادة السابعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن " كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة ، كما أن لهم جميعًا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان .. " ، ولكن كم قانون محلي أو عالمي بقي حبراً على ورق ..!

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140506
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29