• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شفرة أوكام .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

شفرة أوكام

شفرة أوكام  (Ockham's Razor)

هو مبدأ منطقي منسوب إلى المفكر الانگليزي وليم أوكام ، ينص هذا المبدأ على "وجوب عدم الإكثار من الموجودات بغير مسوغ" ، ويسمى أيضاً " مبدأ البساطة" أو " مبدأ التقتير" ، أو يعبّر عنه بالصيغة " أبسط جواب هو في الغالب صحيح " ، يستخدم هذا المبدأ في العلوم الاقتصادية و المنطقية وفي الفلك والفيزياء والرياضيات ..

ويقال أنه لم يكن " وليام أوكام" أول من توصل إلى هذا المبدأ ، بل يعتبر أول من صاغه في عام 1285م من العبارة اللاتينية "Pluralitas non est ponenda sine necessitate" وتعني أن التعددية لا ينبغي أن تفرض دون ضرورة ، وهي من استنباط رجل دينٍ فرنسي ، ليستخدمه ضد بعض الأفكار الفلسفية التي كانت منتعشة آنذاك ليدافع بذلك عن اللاهوت المسيحي .

وهذا المبدأ وجدته مطبقاً في تفسير ظاهرة الضوء الذي سطع في سماء بعض المناطق من العراق قبل أيام وتحديداً في ليل ( 16 كانون الثاني 2020 ) والذي انتشرت صوره كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي ، ففي الوقت الذي كثرت فيه التكهنات في تفسير الظاهرة ، الّا أن بعض الاخوة والاساتذة طبّق هذا المبدأ - أوكام - بكل حرفية وواقعية بحيث تسلسلَ في تفسير هذه الظاهرة من الاحتمالات العلمية المنطقية والبسيطة الى التفسيرات الفيزيائية والفلكية المعقدة ، وأخص منهم مثلاً الدكتور عماد علي الهلالي في حسابه الخاص على فيسبوك .

بينما أصرّ البعض على تفسيرات غيبية ودينية وعقائدية وتاريخية وما شاكلها ، نحن نؤمن به بأنه لا تعارض بين التفسيرين ويمكن الجمع بينهما أحياناً الّا أن المشكلة تكمن عندما يكون التركيز على التفسير الغيبي والإعجازي ونترك التفسير العلمي أحياناً ..

وتتعقد المشكلة أكثر عندما نرتب الآثار على تلك التفسيرات الغيبية التي لا يمكن إثباتها والتحقق من صحتها مما يجعلنا في موقف ضعيف وهزيل أمام الاخرين .

لابد من معرفة أن الأمور تجري بمسبباتها الطبيعية ، ولكل ظاهرة غريبة لا نصل الى معرفة أسبابها وقوانينها اليوم فسنعرفها غداً ، وحتى إن لم نعرف لها سبباً فيما بعد ، فإن طاقة الإنسان المعرفية تصل الى حدّ معين وتتوقف عنده ، وهذه حقيقة وبصريح النص المقدس ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) ..

ونختم بهذه الرواية الشريفة : روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن سعيد ، عن على بن عبد الله قال : سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول : (إنه لما قُبض إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) .. انكسفت الشمس فقال الناس : انكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته..) الكافي: ج3، ص 208.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141037
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 01 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28