• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبو ثمامة الصيداوي .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

أبو ثمامة الصيداوي

تمرّ على الإنسان مواقف وأهوال وأمور ٌ عظام تأخذ حين وقتها وحال حدوثها كلَّ أو جلّ إهتمامه بحيث تذهله عن كل الأمور الأخرى التي طالما شغلته وأسعفته ذاكرته على الإنتباه لها والاهتمام بها في الظروف الطبيعية ..

الاّ أنّ ثمّة أمور لا تشرد عن ذهن الإنسان ولا تخونه ذاكرته او عزمه اتجاهها مهما كانت الظروف التي تطرأ عليه ويمرّ بها صعبة وحتى في لحظات الاحتضار والنزاع مع الروح ..!

وهذه الأمور هي تلك التي حظيت على اهتمام المرء اهتماماً كبيراً في نوعه طويلاً في أمده وقد أخذت حيّزاً واسعاً من حياته واهتماماته ، فكما حرص هو عليها في أيّام الرخاء ، فقد حرصت هي عليهىفي أوقات الشدّة .

ولعل ما حصل مع هذا الصاحب الجليل للإمام الحسين ع ( أبو ثمامة الصيداوي )* خير شاهد ودليل ، فعلى الرغم من صعوبة كربلاء وحراجة الموقف في عاشوراء الّا أنّ الساعة البايلوجية التي زرعها أبو ثمامة الصيداوي لمواقيت الصلاة ظلّت عاملة على أفضل وأدق وجه وفي أصعب وأحرج الأوقات ، مما يدلّ على انّه كان من أشدّ المحافظين على أوقاتها وأدائها في فضيلة أوقاتها ، تقول الرواية التاريخية أن أبا ثمامة لمّا رأى شمس يوم الطف قد زالت قال للإمام أبي عبدالله : [ يا أبا عبدالله ، نفسي لنفسك الفداء ، إنّي أرى هؤلاءِ قد اقتربوا منك ، ولا واللهِ لا تُقتَلُ حتّى أُقتَلَ دونك إن شاء الله ، وأُحِبّ أن ألقى اللهَ ربّي وقد صلّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُها .
فرفع الإمام الحسين عليه السّلام رأسَه الشريف إلى السماء ، ثمّ قال : ذكرتَ الصلاة ، جَعَلَك اللهُ من المصلّينَ الذاكرين، نَعَم ، هذا أوّلُ وقتها ] .

كان لتذكر الصلاة في أول وقتها في عرصات كربلاء استحقاقاً وامتيازاً حسينياً فورياً وهو الدعاء : ( ذكرت الصلاة ، جعلك الله من المصلّين ، نعم هذا أول وقتها ) ، وفعلاً نال أعلى وغسام يمكن أن يناله مصلي ، الشهادة مع أبي عبد الله الحسين ع وأحد أصحابه ، نسلّم عليه في الزيارة ونقول : السلامُ على أبي ثُمامَةَ عُمَرِ بنِ عبدِاللهِ الصائدي ّ... السلام عليكم يا خيرَ أنصار، السلام عليكم بما صَبَرتُم فنِعْمَ عُقبى الدار، بَوّأكُمُ اللهُ مُبَوَّأَ الأبرار .

وسفينة ابي عبد الله عليه السلام واسعة ولا نستبعد أنّ دعاؤه يشمل كلَّ من تذكر الصلاة وذكر الآخرين بها خاصة في أوقات الغفلة والانشغال عنها ..

---------------------------------
* كان أبو ثمامه تابعياً ، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام الذين شهدوا معه مشاهده ، ثمّ صحب الحسن عليه السّلام بعده، وبقي في الكوفة ، فلمّا توفي معاوية كاتب الحسين عليه السّلام، ولمّا جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة قام معه، وصار يقبض الأموال من الشيعة بأمر مسلم ، فيشتري بها السلاح ، وكان بصيراً بذلك. ولمّا دخل عبيد اللّه الكوفة ، وثار الشيعة بوجهه وجّهه مسلم فيمن وجّهه ، وعقد له على ربع تميم وهمدان ، وبعد أن خان أهل الكوفة وغدروا بمسلم بن عقيل اختفى أبو ثمامة ، ثم التحق هو ونافع بن هلال الجملي بركب الإمام الحسين عليه السلام .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141363
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 02 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29