• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صغر الصورة وكبر الشنگة .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

صغر الصورة وكبر الشنگة

يقال أن الزعيم عبد الكريم قاسم في أيام حكمه للعراق قد رأى فرناً للصمون ( أو مخبزاً ) قد عُلّقت على أحد جدرانه صورته ( صورة عبد الكريم قاسم ) وبحجم كبير نسبياً ، ثم إنتبه الزعيم لقطعة العجين التي ستكون فيما بعد صمونة ( أو قرص خبز ) والتي تسمى بمصطلح المخابز والأفران ب ( الشنگة ) فوجدها صغيرة نسبياً ..!! فقال الزعيم لصاحب الفرن : ( صغر الصورة وكبر الشنگة ) ..
في الواقع هذه الحادثة والمقولة تنمّ عن طبعٍ بل مرضٍ اجتماعي عراقي أو عربي عموماً يتمثل بتبجيل وتعظيم القائد او الزعيم والنفخ به الى الحدّ الذي يصبح به فرعون زمانه وطاغية عصره ( الّا ) مَن رحم ربي ..

ويُذكر في هذا الصدد أن السيد الخميني قدس سره كان حاضراً ذات مرة في حفل معين ، وقام عريف الحفل ( او غيره ) على المنصّة بالإطراء على السيد وبشكل مُبالغ فيه حتى قاطعه السيد وبصوت عال قائلاً له ( كفى أدخلتنا نار جهنم ) .. !

من إحدى علامات وإشارات وعي الشعوب ورقيّها هو تواضع قادتها من جانب والاعتدال في احترامهم من قبل جماهيرهم من جانب آخر .. فهذه سيرة نبي الإسلام صلوات الله عليه والائمة من بعده بي أيدينا وهم خير من مشى على الأرض ، فكانوا في أعلى درجات التواضع، وكانوا يربون المجتمع الإسلامي على أصول وقواعد التعامل والتعاطي مع القائد مهما كان شرفه ومقامه .. عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (ص) يعود المريض ، ويتبع الجنازة ، ويجيب دعوة المملوك ، ويركب الحمار ، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته اكاف من ليف .

نحن أمة الوسطية والاعتدال ، فلا افراط ولا تفريط ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141657
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 02 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19