• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أعوان الظلمة / السندي بن شاهك .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

أعوان الظلمة / السندي بن شاهك

من الغباء بمكان أن يخسر الإنسان دنياه وآخرته من أجل دنيا غيره ، هكذا هم أعوان الظلمة ، فهم في الدنيا كلاب الملوك ، وفي الآخرة حطب جهنم .. !!

وتاريخنا حافل بحمد الله - الذي لا يُحمد على مكروه سواه - بهذه النماذج البائسة ، ونحن من أبناء هذا الجيل عاصرنا هكذا شريحة ، فكانت سيماهم وأخلاقهم طافحة بالوضاعة والدناءة ، أسود أمام الناس وفئران أمام أسيادهم ..

السندي بن شاهك من بين أشهر الشخصيات التي أعانت الظالم على تعذيب وقتل ائمة أهل البيت ع في التراث الشيعي ، وكانت حصة هذا الوضيع هو الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وسيلقى هذا المجرم هذا الإمام المظلوم على عرصات يوم القيامة وسيعرف حينها عظم الذنب وبشاعة الجريمة التي اقترفها ..

وللملوك والمسؤولين الظلمة رؤيتهم الثاقبة في اختيار هكذا نماذج وطريقتهم الناجعة في تأهيلها وتدريبها على أن يكونوا أدوات طيّعة لمآربهم ومظالمهم .

ويذكر أن المنصور شكى لأحدهم ضعف حُجَّابه ، فقال له : « إستخدم قوماً وِقَاحاً ! قال : ومن هم ؟ قال : إشتر قوماً من اليمامة فإنّهم يربون الملاقيط ـ اللقطاء الذين لا آباء لهم ـ » ! ،فاشترى المنصور حاجبه الربيع ! والسندي بن شاهك .

فهو لقيط عُرف بإسم أمّه السنديّة شاهك ، نسبته الى أمّه وليس الى أبيه ، ربّاه المنصور تربية عباسيّة غليظة فكان السندي يتعجّب من تفضيل المأمون عليّاً عليه السلام على العبّاس ، فقال للفضل بن الربيع : « ما ظننت أنّي أعيش حتّى أسمع عباسيّاً يقول هذا ! فقال الفضل له : تعجّب من هذا ، هذا والله كان قول أبيه قبله » .

ويذكر أن السندي « أحضر رجلاً ادّعيَ عليه الرفض فقال له : ما تقول في أبي بكر ؟ فأثنى عليه ، قال : فعمر ؟ قال : لا أحبّه ، فاخترط السندي سيفه وقال : لمَ ويلك ؟ قال : لأنّه جعل الشورى في ستّة من المهاجرين وأخرج العبّاس منهم ، فشامَ سيفه ورضي عنه » !

وكان السند بن شاهك يكلّف بالمهمّات التي تحتاج إلى قمع وتجسّس ! لهذا السبب أمر هارون بنقل سجن الإمام الكاظم عليه السلام من عند الفضل بن يحيى الى السندي بن شاهك ، لأنّه أشدّ وأقسى ، وخالف بذلك العرف السياسي بأن تسجن الشخصيّات القرشيّة والهاشميّة عند وزراء الخليفة وشخصيّات دولته ، فقد حبس الإمام الكاظم عليه السلام أوّلاً عند عمّه عيسى بن جعفر والي البصرة ، ثمّ عند وزيره الفضل بن الربيع ، ثمّ عند وزيره الفضل بن يحيى ، فتأثموا أن يقتلوه فأمر بحبسه عند السندي بن شاهك الشرطي القاسي ، وأمره أن يقتله !

وبعد قتل الإمام عليه السلام أعطى هارون للسندي جائزة فجعله والي دمشق !

قال عنه الذهبي في تاريخه : ۱٤ / ۱۸٥ : « السندي بن شاهك ، الأمير أبو نصر ، مولى أبي جعفر المنصور ، ولي إمرة دمشق للرشيد ، ثمّ وليها بعد المائتين ، وكان ذميم الخلق ، سندياً يجعل القول قول المدعي » ! أيّ يحكم له تصديقاً لقوله بدون بينة !

ونلاحظ أن الإمام الكاظم عليه السلام عبّر عن السندي بالرجس ، وأوصى أن لا يتولّى غسله وتكفينه ! « دعا بالمسيّب وذلك قبل وفاته بثلاثة أيّام وكان موكّلاً به ، فقال له : يا مسيّب إن هذا الرجس السندي شاهك سيزعم أنّه يتولّى غسلي ودفني ، هيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً » ! [ عيون أخبار الرضا عليه السلام : ۲ / ۹٥ ] .

وهذه طائفة من النصوص الشرعية تتحدث عن هذه الشريحة - أعوان الظلمة - التي وراء أكبر ويلات الأرض ومعاناتها :

١. عن الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوانهم ؟ من لاق لهم دواة ، أو ربط لهم كيسا ، أو مد لهم مدة قلم ، فاحشروهم معهم.

البحار : 75 / 372 / 17 .

٢. عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) :العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم.

الكافي : 2 / 333 / 16 .

٣. عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) – لما سئل عن عون الظالم للضيق والشدة – : ما أحب أني عقدت لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء وإن لي ما بين لابتيها ، لا ولا مدة بقلم ! إن أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد .

الكافي : 5 / 107 / 7.

٤. عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم ، ويجبي لهم الفئ ، ويقاتل عنهم ، ويشهد جماعتهم ، لما سلبونا حقنا .

الكافي : 5 / 106/4.

٥. رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أعان ظالما على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته مكتوب : آيس من رحمة الله .

كنز العمال : 14950 .

٦. عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من أعان ظالما على مظلوم لم يزل الله عز وجل عليه ساخطاً حتى ينزع عن معونته .

البحار : 75 / 373 / 22.

٧. عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من أعان ظالما فهو ظالم ، ومن خذل ظالما فهو عادل .

البحار : 96 / 221 / 12 .

٨. عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أعان على ظلم فهو كالبعير المتردي ينزع بذنبه .
كنز العمال : 14951.

٩. عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام .

كنز العمال : ( 14955 – 7596 ).

١٠. عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مشى مع ظالم فقد أجرم ، يقول الله : ( إنا من المجرمين منتقمون ) .

كنز العمال : 14953 .

١١. عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من النار طوله سبعون ذراعا ، يسلط عليه في نار جهنم وبئس المصير .

البحار : 75 / 369 .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=142768
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29