تقارب الشعوب وتلاقح الثقافات وتداخل الحضارات بفعل وسائل الأتصال والتواصل الحديثة والمتطورة أدت الى تقارب العقول وتشابه التفكير - ولو بشكل تدريجي - الى الدرجة التي نستشعر بها أن البشرية تتجه نحو عقل عالمي موحد تذوب فيه مسميات كثيرة أمثال ؛ العقل العربي في مقابل العقل الغربي ، والعقل الإسلامي والمتدين عموماً في مقابل العقل العلماني أو التنويري .. الخ

فالعقل الموّحد بدأ يفرض سيطرته ، ويمدّ أجنحته على العالم .. وكلّما تشابهت مبادىء أقيسة العقول وتشابهت أدوات معالجتها كلما كانت النتائج والمخرجات واحدة ..! بمعنى أن البديهيات والمسلمات والمشهورات .. الخ التي بدأنا نشاهد تطابقها عند اكثر الشعوب والمجتمعات البشرية هذا سيؤدي بالتالي الى تقارب نفس الاستنتاجات وبالتالي سنحصل على عقل عالمي واحد لا يختلف كثيراً بإختلاف المناخ والجغرافيا وأصوله الحضارية والايدولوجية .. الخ

وهذا عين الفكرة المهدوية في الإسلام ، وأساس بناء دولة الإنسان على هذه الأرض ، دولة العدل الإلهي التي ستدير الأمور بعقلية واحدة وفلسفة واحدة .. فصيرورة العقل العالمي إنما هو نوع تمهيد مهم وضروري لظهور منقذ البشرية ومخلصها ، قبول فكرة أمن عالمي واحد وسياسة اقتصادية واحدة ومنظمة صحة عالمية واحدة .. كما هو معمول به الان - ولو بطريقة الكيل بمكيالين - هو قبول تمهيدي لفكرة المهدي وأطروحة الدولة الواحدة ..

ونحن نقترب من الذكرى التي تحمل الرقم 1186 لولادة هذا المنقذ والمخلّص ، تعيش البشرية حالة من العقل الموحّد الاضطراري في مجال الصحة ومجابهة كائن حي - أو شبه حي - لا يُرى بالعين ولا يُكتشف إلّا بالآثار ، كائن قد وحّد الإنسانية بالقلق والمخاوف وشابههم بالإجراءات وطرق المواجهة ، قادهم هذا الجسم الحقير - كورونا - ككتلة واحدة متناسقة الحركات ومتناغمة الأصوات .. !! فكيف نستكثر هذا على رجل هو من سلسلة أوصياء خاتم الأنبياء ، رجل قد ذخرته السماء لتحقيق أهدافها العليا في هذه النشأة ..!! فهل من معتبر !!

#١٥_شعبان_ولادة_الأمل