الأخبار التي تتحدث عن كرم الإمام الحسن ع كثيرةٌ وعجيبة ، ومما ينتزعه القارىء من أخبار كرمه أمرين مهمّين ، وهما :

١. أن السائل الذي يناله كرم الامام الحسن ع لا يكاد يرجع الى المسألة مرةً اخرى من عظم ما يجود به .. فترى الإمام مثلاً يجود ببستان كامل ، أو يجود بعشرين الف دينار .. وما شاكل ذلك ، فهو كثيراً ما يُقلع المُحتاج عن حاجته نهائيا ..

٢. كان عليه السلام حريصاً على حفظ ماء وجه السائل ، فسائله يصدر عنه كريماً ليس مهاناً ، فكان يطلب احيانا من السائل ان يكتب مسألته من خلف الباب .. وكان يعتبر العطاء مقابل كرامة السائل انما هو اجر كرامته وليس من كرم المُعطي ..

ورغم أن كرمه كان لوجه الله تعالى ، إلّا أنه عليه السلام في باب الصدقة كان أعجب واغرب ، فتنقل الأخبار عنه أنه عليه السلام قد :

+ قاسم الله بنصف ما يملك ثلاث مرات ، اي ٥٠٪ من جميع أمواله وممتلكاته ايضا ..
+ أنه خرج من ماله لله مرتان ، أي التصدق لله بنسبة ١٠٠٪ ..

ومما نقل من شعر له عليه السلام :

نَحنُ أُناسٌ نَوالُنا خضـل ** يرتع فيه الرجـاء والأمــل

تَجودُ قبل السؤال أنفسـنا ** خوفاً على ماء وجه مَن يَسَلُ

لو علم البحرُ فَضلَ نائلنا ** لغاصَ مِن بعد فيضِـهِ خَجَلُ

ونحن نعيش تحت رحمة ربٍ كريم وفي شهرٍ كريم وفي ليلة ولادة إمامٍ كريم .. نسأل الله ان يشملنا الله بكرمه ويبعد عنّا الادواء والاسواء .. نعم المولى ونعم المجيب