كل شيء في امريكا هو خاضع لمعادلات اقتصادية ومالية ، بل حتى سياستها - الداخلية والخارجية - هي سياسة يطلق عليها بأنها سياسة صديقة للسوق الامريكية ..

فهل تعلم ان أكثر السجون الامريكية تديرها شركات مقاولات - خصخصة - من حيث الادارة والحماية والاطعام والتدريب واستغلال النزلاء في صناعة بعض المنتجات ..

وامريكا فيها اكثر عدد سجناء بين دول العالم وأغلبهم من السود ، وباتت هذه الشركات هي العائق امام اي اصلاح جاد للأحكام القضائية ، لأن مقاولي السجون يمارسون ضغطاً على المشرّعين من أجل اصدار أحكام قضائية أكثر صرامة وبالتالي ينعكس هذا على عائداتهم المالية ..

في عام 2012 أرسلت شركة cca - المتخصصة في اسثمار السجون - رسائل الى ثمان وأربعين ولاية ، عرضت عليها شراء السجون بشرط ان تضمن الولاية نسبة اشغال 90% من طاقتها الاستيعابية ..!!

وهناك صناعة اخرى مشابهة لصناعة السجون ، وهي صناعة معسكرات المهاجرين غير الشرعيين ، حيث في امريكا عشرات الالاف من المهاجرين المحتجزين وبعضهم منذ الثمانينيات وحتى رئاسة اوباما .. تدير هذه المعسكرات شركات مقاولات ايضاً ، استطاعت هذه الشركات في بعض الولايات على اصدار قانون خاص باحتجاز كل مهاجر داخل امريكا لا يستطيع اثبات نفسه انه مهاجر شرعي ..

وهل تعلم أن هناك شركات خاصة بالرعاية الصحية للنزلاء ، فمعدل تكلفة نقل النزيل الواحد الى المستشفى مع حجز غرفة طوارىء خاصة به ثم اعادته هو 4 الاف دولار ..!!

يتم تشغيل النزلاء كما قلنا مقابل اجور زهيده تبدأ من بضع سنتات وتنتهي ببضع دولارات ، الا ان الشركات المستثمرة تعرف جيداً كيفية استرداد هذه المبالغ ، فمثلاً : يسمح للنزيل بالاتصال الهاتفي لمدة 13 دقيقة مقابل 15 دولاراً ..!

السجون الامريكية احدى مصادر الاقتصاد في امريكا تستثمرها شركات كبيرة وعملاقة ، تسعى هذه الشركات الى ملىء السجون بأعلى طاقة ممكنة حرصاً منها على زيادة ارباحها وأصولها المالية ..

#راجع كتاب رأسمالية الكوارث الذي نشرته مجلة عالم المعرفة الكويتية في عددها رقم 478 لعام 2019 وهو من تأليف صحفي استرالي ..