• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فقيد العلم والأدب والمنبر .
                          • الكاتب : يحيى غالي ياسين .

فقيد العلم والأدب والمنبر

اليوم هو ذكرى وفاة عميد المنبر الحسيني الدكتور احمد الوائلي - طاب ثراه وذكراه - .. والحديث عن هذه الشخصية ينبغي أن يتعدد بتعدد جوانبها المباركة ، فهو حوزوي قد نال من دروس الحوزة الشريفة ما يؤهله لنيل أعلى درجاتها ، فقد سمعت منه ذات مرة ما يؤكد ذلك ، حيث سأله أحدهم سؤالاً فقهياً فلم يجبه برأي غيره وكذلك اعتذر عن البت بالمسألة لأنه لم يقف على جميع ادلتها ومقدمات استنباطها بعد ..فتأمل ..!

وهو شخصية علمية اكاديمية نال في تخصصه - علم الاقتصاد - درجة الدكتوراه وما فوقها ، اي الاستاذية .. وهو شاعر وأديب ، له ديوان مطبوع ، وهو شخصية مثقفة ومطلّعة الى حد الموسوعية ، وهذا يُستشفّ من مجرد الاستماع اليه .. وهو رضوان الله عليه كاتب ومؤلّف ، حيث له كتب مطبوعة ومعروفة ..

الا أن أشهر جانب معرفي له وأوضح كل تلك الجوانب هو تألقه في الخطابة الحسينية وما تتضمنه من وعي ووعظ وإرشاد ونصح وتوجيه وتعليم ، فهو مدرسة حسينية شجية وخطابية وعظية مرموقة ، بل هو على رأس قائمة الخطابة بلا منازع .. سواء من حيث المحتوى أو الأسلوب والطريقة التي باتت طريقة معيارية وقياسية لغيره من الخطباء ..

أفنى عمره ( ١٩٢٨ - ٢٠٠٣ ) يتنقل من أروقة العلم الى منابر الوعظ والارشاد ، عالج المشاكل الحياتيه التي يعيشها عصره بشتى الوسائل ، بقلمه وشعره ولسانه ، وتحمّل في سبيل ذلك وعائلته ما تحمّل من سجن وقتل ونفي وغربة ..

طريقته في الخطابة الحسينية باتت معروفة ومشهورة ، يبدأ بآية قرآنية أو آيات ، يدور محورها حول موضوع مهم يختاره بما يناسب المناسبة والظرف والحال ، يعالج من خلاله مشكلة او مشاكل علمية او اجتماعية او اقتصادية .. الخ ، يطعّمه بمسائل ونكات فكرية متنوعة ، يستطعم مائدته الخطابية كل صاحب اختصاص ، وتنتفع منها كل شرائح المجتمع .. يعرّج بعد كل ذلك على مصيبة ابي عبدالله الحسين بذلك الصوت الحزين والشجي ..

هو صاحب رأي بكل ما يطرحه تقريباً في خطابته - رغم احترامه لاصحاب الاختصاص - ، سواء كان تفسيراً او تأريخاً او موضوعة علمية او اجتماعية .. يمتاز بالذوق الادبي وبالاسلوب المنطقي والتحقيقي ، يعرف كيف يبرهن ويجادل ، يناقش فكر الاخر بكل اخلاق وروية .. والكلام كثير وكثير ..

شيخنا الوائلي ، جزاك الله كل خير ، طاب ثراك وذكراك ، لم ولن تغب عن ذاكرة المنبر ما بقى الدهر ، ونقول لك كما كنت تنعى الحسين على لسان اخته زينب عليهما السلام :

الچان اتريدني أنسه
وأبطل النوح وونيني

اخذ ذكراك من گلبي
واخذ صورتك من عيني

لروحه الفاتحة لفظاً جزاكم الله خيرا وعظم الله لكم أجرا

+ عمره الشريف ( ١٩٢٨ - ٢٠٠٣ ) : ٧٥ عاماً




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146315
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20