• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حنين بن اسحاق العبادي .
                          • الكاتب : السيد وليد البعاج .

حنين بن اسحاق العبادي

ولد في منطقة الحيرة سنة ١٩٤ هج الموافق لسنة ٨٠٨ م وتوفى في بغداد سنة ٨٧٣ م، وهو مؤرخ ومترجم ليس له مثيل وقيل انه اقام فترة في البصرة وتتلمذ على يد الخليل بن احمد الفراهيدي وانتقل بعدها الى بغداد وعمل في الطب وبرع فيه وترجم عدة كتب في العصر العباسي عينه المامون العباسي في بيت الحكمة وعينه بعد ذلك المتوكل العباسي رئيس اطباء المحكمة واصبح طبيبه الخاص، يعتبر من مفاخر العراق السريان، ونفهم من حياته ان قبل مجيء الاسلام كانت قبيلة عبادة العربية تعتنق المسيحية وتتبع لكنيسة المشرق في العراق، ولما اتى الاسلام امنت بالنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، واعتنقت الدين الجديد وبقي قسم منها على المسيحية ومنهم عائلة هذا الرمز المعرفي والعلمي الكبير الذي كان يعتز بديانته المسيحية ويفتخر بانتمائه لقبيلة عبادة العربية، ولا تزال الى يومنا هذا  في محافظة الموصل قضاء الحمدانية في سهل نينوى عشيرة كبيرة من عبادة يسكنون هناك ويعرفون باسم آل عبادة ولكنهم على الديانة المسيحية من طائفة السريان، وهي الطائفة المسيحية العريقة في كنيسة المشرق، والتي لها تاربخ حافل في العلاقات الطيبة بين المسيحيين والمسلمين منذ ظهور الاسلام والى الان، ومن القضايا الرائعة التي يزخر بها العراق بلاد النهرين هذا النموذج الفريد والجميل من التلاقي الانساني والاخوي تجد قبيلة واحدة وهي العباديين فيها عشيرة في قضاء الحمدانية في سهل نينوى يدينون بالمسيحية من طائفة السريان، وفي بغداد ومركز الموصل تجد عشيرة عبادة مسلمين من طائفة السنة، وفي الجنوب في الناصرية والعمارة والبصرة تجد عشائر عبادة المسلمين من طائفة الشيعة، والجميع يتقبل الاخر بمحبة واحترام، فهذه الفسيفساء الجميلة التي تكشف عمق النسيج الانساني المبني على التلاقي وقبول الاخر، واحترام التنوع، وحرية المعتقد هي نتاج عراقي بامتياز، ومدرسة اخلاقية من اساسيات  البيئة العراقية المفعمة بالمحبة للآخر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146884
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6